حصاد اليوم- اسرائيل تبدأ عملية هجومية على الجنوب وفرنسا تسارع الى محاصرة النيران قبل تمدّدها
عاد الوضع الأمني جنوبًا ليتصدر اهتمامات اللبنانيين، بالتزامن مع عجز كلي داخلي عن إيجاد حلول للأزمات المتراكمة، وعجز رسمي أكبر عن تطبيق القرار 1701 بشكل يمنع إسرائيل من القيام بمغامرة غير محسوبة في ضوء حال انعدام الوزن والرؤية التي تسيطر على حكومتها وطاقمها السياسي. ولعل ما رفع منسوب المخاوف الأمنية اليوم حدثان: الأول اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت عن تنفيذ “عملية هجومية” حاليًّا على جنوب لبنان ورفع درجة تأهب الجيش العبري والاعلان عن اغلاق الشوارع والطرق المتاخمة للحدود، وقد بلغ عدد الغارات على الجنوب منذ صباح اليوم الاربعين غارة. أما الحدث الثاني فيتلخص بزيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بيروت السبت المقبل في اطار جولة في الشرق الأوسط يتطرق فيها خصوصاً إلى الوضع في جنوب لبنان وفي غزة، ويناقش مع المسؤولين اللبنانيين مقترحات فرنسية هادفة لإعادة الاستقرار عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.
إضاعة الوقت
ووسط ترقب لما ستحمله الساعات القليلة المقبلة من تطورات على المستوى العسكري جنوباً، حافظ الوضع السياسي الداخلي على رتابته في إضاعة مقصودة للوقت في انتظار شيء ما من الخارج، فبقيت التطورات الرئاسية وملف النزوح والواقع الحدودي، تشغل الاهتمام السياسي، في حين تتجه الانظار الى جلسة التمديد للبلديات غدا في مجلس النواب بمشاركة نواب الثنائي الشيعي و”لبنان القوي” و”تكتل الاعتدال” و”اللقاء الديمقراطي” الذين سيؤمنون نصابها مع بعض المستقلين.
“الاعتدال” لم ييأس
رئاسيا، استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وفدا من تكتل “الاعتدال الوطني”. عقب اللقاء وضع أمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش، الزيارة في اطار استكمال الجولات التي يقوم بها الوفد، وقال: بحثنا في بنود المبادرة وطرحنا على “الحكيم” بعض الافكار الجديدة وسمعنا رأيه ووجهة نظره”. واذ لفت الى ان “التكتل” سيتابع زياراته الكتل النيابية الأخرى “لنشوف وين بدنا نصير بهل مبادرة”، أكد حبيش ان “الجميع متفق وهدفه انهاء الفراغ الرئاسي، على أمل الوصول الى انتخاب رئيس جديد للبلاد في أسرع وقت”.
مساعي الخماسية
ايضا، أكد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري خلال لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، حرص بلاده على استقرار لبنان ودعم تعزيز الوحدة والتقارب في ما بين اللبنانيين، وشدد على أهمية المساعي والجهود التي تقوم بها اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان، أملا أن تصل هذه المساعي الى حلول سريعة من خلال الحوار الذي تجريه مع الجميع.
من جهته، اكد دريان على ضرورة التعاون مع اللجنة الخماسية التي تبذل وتقدم العديد من الطروحات والأفكار البناءة التي تساعد في الوصول إلى حلول. وشدد على ان “الإصلاح يبدأ في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قوية والا سيبقى لبنان يعيش في الفوضى، واذا لم يساعد اللبنانيون أنفسهم ويتعاونون مع الأشقاء والأصدقاء فسنستمر في حلقة مفرغة”.
التمديد للبلديات
على خط الانتخابات البلدية، عقد تكتل “الجمهورية القوية” مؤتمراً صحافياً، في مجلس النواب، تناول الانتخابات البلدية والأوضاع الراهنة. واوضح النائب جورج عقيص باسم التكتل “ان التمديد للبلديات هو المسمار الثالث في نعش الديمقراطية، اذ ان حالة الحرب التي يعيشها أهلنا في الجنوب لا يجب أن تشكل حائلاً دون ممارسة اللبنانيين حقهم الانتخابي، وكان حري بالحكومة ان تجري الانتخابات في المناطق التي لا تشهد توترات أمنية وأن تؤجلها في مناطق الجنوب”. وقال “نحذر، من البرلمان، الأكثرية النيابية المتأهبة للتمديد من مغبة التعديات على الدستور، ونهيب بالنواب المترددين الى الانضمام الينا ومقاطعة الجلسة. وفي حال أقر القانون سنتعامل معه كقانون غير دستوري وسنطعن به”.
تهديدات واتصالات
في ملف الجنوب، ومع استمرار الحركة الداخلية بموازاة التحركين الفرنسي والاميركي لمحاولة التوصل الى تهدئة، وفي وقت قال وزير الدفاع الإسرائيلي “إن الفترة المقبلة ستكون حاسمة في جنوب لبنان وقضينا على نصف قادة حزب الله”، مضيفا “نهاجم عناصر حزب الله نصفهم قتل والآخر مختبئ..” استقبل الرئيس نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي وضع رئيس المجلس بنتائج زيارته لفرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. كما كانت الزيارة مناسبة لبحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة اسرائيل عدوانها على لبنان وقطاع غزة.
تصعيد ميداني
في الموازاة، شهد الميدان الجنوبي يوم تصعيد جديد. فقد زنر الطـيران الحربي الاسرائيلي بحزام ناري من الغارات الجوية بلغت اكثر من 13 غارة، اطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا، وجبل بلاط وخلة وردة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان انه دمر منصة لإطلاق صواريخ في طيرحرفا وبنى تحتية لحزب الله في مركبا وعيتا الشعب، مضيفاً انه “قصف بالمدفعية منطقتي كفرشوبا وشيحين لإزالة تهديد”. ايضا، شن الطيران الاسرائيلي غارة استهدفت منزلا في اطراف بلدة علما الشعب لجهة بلدة الضهيرة .
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه استهدف مستعمرة شوميرا بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما اعلن انه استهدف “تجمعاً لجنود العدو في حرش نطوعة ردا على مجزرة حانين”. كذلك، أعلن “حزب الله” أنّه “استهدف موقع الراهب بالقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة”، ومبنى يوجد فيه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم.
ملف النزوح
في جديد ملف النزوح السوري، استقبل الرئيس ميقاتي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة الذي قال بعد اللقاء: “التقينا اليوم كلجنة شؤون خارجية ومغتربين مع دولة الرئيس ميقاتي لاستكمال الملف الذي نعمل عليه منذ نحو 19 شهرا، وهو ملف النازحين ولنسمع منه ما يتم تحضيره لمؤتمر بروكسل الذي سيعقد في شهر ايار المقبل والذي سيخصص للنازحين، لنطلع على موقف لبنان واستراتيجيته بالنسبة إلى موضوع النازحين”. اضاف: “سمعنا من دولة الرئيس كلاما يوحي بالاطمئنان وهو لحظ في كل اللقاءات التي أجراها نظرة مختلفة وبراغماتية اكثر لقسم كبير من الدول الاوروبية في موضوع النزوح، وان الخطة التي يعمل عليها اليوم ستستكمل بزيارة لرئيس قبرص وستشكل عاملا للدفع أكثر باتجاه عودة النازحين لبلادهم”.