حصاد اليوم- الخماسية تستعدّ من عين التينة لجولة جديدة والسراي تستقطب اجتماعًا موسعًا حول النزوح السوري
في ذكرى الإبادة الأرمنية، إبادة من نوع آخر تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وربما كانت الأخيرة أشد هولًا من الأولى لو قُيّض لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تنفيذ مخطط “الترانسفير” الفلسطيني من غزة الى مصر ومن الضفة الى الأردن ولبنان بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي. في أي حال، وبعد 200 يوم من الحرب الإسرائيلية على غزة لا تزال الأمور تراوح مكانها باستثناء عشرات آلاف القتلى والجرحى والدمار الشامل الذي أصاب القطاع. وبعد 199 يومًا من حرب المشاغلة والإسناد، لم ينجح “حزب الله” في مشاغلة إسرائيل ولا في إسناد غزة، وراوحت الأمور مكانها باستثناء سقوط مئات القتلى، ودمار وخسائر بمليارات الدولارات.
في الوضع الداخلي، ثلاثة ملفات تفرض نفسها وتدور حولها معظم الاتصالات واللقاءات: التصعيد الميداني جنوبًا، وملف النزوح السوري، والدوران في حلقة مفرغة حول الاستحقاق الرئاسي بالرغم من أن الجميع على قناعة بأنه المدخل الإلزامي لحلحلة جميع الأزمات الداخلية ومع الخارج.
خطوة جيدة
في الملف الرئاسي، عاد سفراء الخماسية الى نقطة الانطلاق في عين التينة بعدما أكملوا جولتهم على الكتل النيابية كافة. حمل السفراء الى الرئيس نبيه بري النتائج التي حصلوا عليها والأسئلة التي جوبهوا بها، علهم يملأون جعبتهم بما يمكنهم من متابعة معركتهم شبه المستحيلة قبل نضوج التسوية الكبرى على أنقاض غزة، وهو أمر لا يمكن لأحد أن يحدد موعدًا له الى الآن.
فقد استقبل الرئيس بري سفراء اللجنة الخماسية، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية لاسيما إستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية ونتائج اللقاءات التي اجراها سفراء اللجنة مع الكتل النيابية والقوى السياسية. بعد اللقاء قال السفير المصري: “في الحقيقة اليوم كان إجتماعاً مطولاً وتفصيلياً مع دولة الرئيس وكما تعلمون جميعا، نحن من خلال الفترة الماضية كانت لدينا جولة على كافة الكتل السياسية إستمعنا منهم الى آرائهم وتقديماتهم، وايضاً كان لديهم العديد من الاستفسارات والإيضاحات التي أيضاً تساعد في ان تكون الصورة مكتملة وتجعلنا نذهب الى الامام، وهذا هو الهدف من لقائنا اليوم مع دولة الرئيس. قمنا بإطلاعه على نتائج جولتنا وطرحنا عليه عددا من الإستفسارات وإستشرناه في بعض الامور التي تحتاج الى إيضاحات، وفي الحقيقة دولته كما العادة هو فعلاً لديه إجابات لهذه الامور وهذه الإجابات أتصور انها سوف تساعدنا كثيراً في الفترة القادمة عندما نتواصل مرة أخرى مع الكتل السياسية التي كانت لديها هذه الاستفسارات، لكن اللقاء بشكل عام كان إيجابياً وخطوة جديدة ومهمة ممكن أن نبني عليها من أجل مزيد من الخطوات إبتداءً بإنتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن”.
أسبوع مصيري
ليس بعيدا، صرح عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية أن “الأسبوع الحالي مصيري بشأن المساعي القائمة على خط الاستحقاق الرئاسي، وفي نهايته أو بداية الاسبوع المقبل على أبعد تقدير ستطلع كتلة “الاعتدال الوطني” اللبنانيين على نتائج المبادرة وحصيلة المشاورات التي أجرتها مع الكتل. وأشار عطية الى أن “مبادرة الاعتدال الوطني تتلاقى إلى حد بعيد في خلاصتها مع اللجنة الخماسية وإذا وجدت النوايا الطيبة يمكن انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، لكن الامور تحتاج الى مزيد من الوقت والعقبات المطروحة شكلية أكثر منها جوهرية. فالموضوع الرئاسي يبدو أنه دولي ونظرًا لطبيعة العلاقات القائمة بين أحزاب عدة مع الخارج قد يكون التوقيت غير مناسب للبعض”. وختم “هناك ضغط فرنسي أميركي مزدوج لتحقيق خرق في الملف الرئاسي”، داعيا الاطراف الداخلية إلى “تقديم المصلحة الوطنية وتذليل العقبات خدمة للمصلحة العامة ومصلحة اللبنانيين”.
اجتماع وزاري وأمني
أما ملف النزوح السوري فقد بات الحاضر الدائم في اجتماعات السياسيين والامنيين من دون طائل، وقد حطّ بكل اوزاره السياسية والامنية والقضائية في السراي اليوم حيث رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إجتماعا وزاريا وأمنيا وقضائيا خصص لبحث ملف السجناء والمحكومين السوريين. بعد الاجتماع قال وزير العدل هنري خوري: “يعلم الجميع موضوع السجون في لبنان والاكتظاظ الذي تشهده والوجود داخل هذه السجون من محكومين وموقوفين سوريين، وبالتالي فان الاجتماع اليوم خصص لدرس إمكان حل موضوع المساجين والمحكومين السوريين. بالتأكيد فان المشكلة لا يمكن حلها الا بالتواصل مع الدولة السورية، وبالتالي من الطبيعي ان يكلف اللواء البيسري القيام بهذه المهمة”. أضاف: “كما قلت الموضوع يتطلب التواصل مع السلطات السورية ونأمل ان نتوصل الى نتيجة لنخفف من زحمة السجناء داخل السجون اللبنانية، لذلك علينا حل هذا الموضوع من خلال البحث في إمكانية تسليم السلطات السورية الموقوفين السوريين داخل لبنان، ونأمل ان ينتهي الموضوع الى ايجابيات”.
اغتيالات في الجنوب
في الميدان الجنوبي، استهدف الطيران الاسرائيلي المسيّر صباح اليوم، سيارة على طريق أبو الاسود بين بلدتي عدلون ومفرق بلدة الخرايب مقابل النبي ساري – صور، ما أدى الى سقوط قتيل. على الاثر، نعى حزب الله “الشهيد حسين علي عزقول “هادي” مواليد عام 1981 من بلدة قلاويه وسكان بلدة عدلون”. كما اعلن الحزب “استشهاد محمد خليل عطية “ساجد” مواليد عام 1994 من بلدة قانا وسكان بلدة الصرفند. من جانبه، اعلن الجيش الإسرائيلي قتل قياديين من “حزب الله” أحدهما مسؤول وحدة الدفاع الجوي والآخر قيادي في “قوة الرضوان”.
رد الحزب
في المقابل، اعلن الحزب انه رد على الغارة على عدلون ”بهجوم جوي مركب بمسيرات إشغالية وأخرى إنقضاضية إستهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا شمال مدينة عكا المحتلة وأصابت أهدافها بدقة”. ايضا اعلن “حزب الله” استهداف تجمع لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع العاصي.
قصف وغارات
واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي اطراف طيرحرفا وعلما الشعب. ايضا، شن الطيران الحربي غارة على هونين بين مركبا وحولا، كما تعرضت اطراف بلدة علما الشعب لقصف مدفعي. وشن الطيران غارة جديدة استهدفت بلدة حولا بئر المصلبيات. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الثالثة وعشر دقائق من بعد ظهر اليوم عدوانا جويا مستهدفا بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.