حصاد اليوم- ماكرون وميقاتي بحثا في 3 ملفات خلال 3 ساعات: الاستحقاق الرئاسي والجنوب والنازحين
على وقع التصعيد العسكري المتدحرج في المنطقة ولبنان، وبالتزامن مع إعادة تحريك الملف الرئاسي من قبل اللجنة الخماسية من دون تحقيق تقدّم يذكر، شدّ المسؤولون في السلطة والمعارضة الرحال الى عواصم القرار طالبين المساعدة لإخراج البلاد من دوّامة الأزمات التي تعصف بها، بدءًا بالفراغ الرئاسي وليس انتهاء بملف النزوح السوري وتبعاته الكارثية على لبنان.
السلطة في باريس
“الأم الحنون” كانت مربط خيل السلطة حيث شهد قصر الإليزيه يومًا لبنانيًا بامتياز على المستويين السياسي والعسكري. فقد استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عند المدخل وتصافحا أمام عدسات الكاميرات والتقطت لهما الصور التذكارية. بعدها، اجريا محادثات شارك فيها المستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، وعن الجانب الفرنسي كل من مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط آن كلير ليجاندر، ومديرة ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو، وسفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو.
زيارة ميقاتي للإليزيه استمرت نحو ثلاث ساعات وتركزت على ثلاثة ملفات: الاستحقاق الرئاسي والوضع في الجنوب وملف النازحين. وانضم قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد الى جزء من المحادثات التي استكملت إلى مأدبة غداء تكريما لرئيس الحكومة.
استمرار الدعم
وأطلع العماد عون الرئيس ماكرون على وضع الجيش والتحديات التي يواجهها في ظل الازمات السياسية والامنية والاجتماعية، اضافة الى الحرب الدائرة في الجنوب. وأكد ماكرون للعماد عون استمرار دعم بلاده للجيش اللبناني بكل الوسائل المتاحة لتمكينه من القيام بمهماته في كل لبنان بما فيه الجنوب.
تأمين حاجات الجيش
وافادت مصادر مواكبة لزيارة قائد الجيش ان اجتماعه مع قائدي الجيشين الفرنسي والايطالي كان ايجابيا وجاء استكمالا لاجتماع روما الذي قدم خلاله العماد عون دراسة عن حاجات الجيش ووضعه وحاجاته لوجيستيا وماديا، في ضوء التحديات التي يواجهها. ومنذ ذلك الحين، درس قائدا الجيشين الفرنسي والايطالي عرض العماد عون الشامل، واستوضحا بعض النقاط لتحديد الخطوات الواجبة للمساعدة في اطار خطة معينة، خاصة في ما يتصل بالوضع في الجنوب، وحاجات الجيش والتطويع، وغيره. واشارت الى انه سيتم تشكيل لجنة مشتركة من كل الاطراف المجتمعة، لدرس الحاجات وكيفية تأمين الدعم والتمويل اللازمين. كل ذلك لا بد ان يسبقه قرار سياسي ووقف إطلاق نار على ان يواكب سياسيا على مختلف المستويات.
المعارضة في واشنطن
في الغضون، يتابع وفد نواب قوى المعارضة، الذي يمثل 31 نائبا، جولته في العاصمة الأميركية واشنطن، مقدما وجهة نظر المعارضة وخارطة طريق موحدة للمرحلة المقبلة، وهو يضم النواب ميشال معوض، وضاح الصادق، جورج عقيص، مارك ضو ونديم الجميل. واجتمع الوفد في الكونغرس مع ممثلين عن لجنة الصداقة اللبنانية الاميركية، بالإضافة إلى لقاءات مع عدد كبير من اعضاء الكونغرس في لجان الخارجية والمالية. كما لبى الوفد دعوة من ثلاثة مراكز بحوث، والتقى مع مسؤولي ملف الشرق الأوسط ولبنان في وزارة الخزانة الاميركية لنقاش الخطوات الإصلاحية الضرورية لإنجاز برنامج مع صندوق النقد الدولي ولإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي اللبناني خاصة من اقتصاد الكاش وأموال التهريب والنشاطات غير الشرعية، بعد التقصير الكامل من الحكومة اللبنانية للقيام بالاصلاحات المطلوبة، مما ادى الى تراجع لبنان وتصنيفه. ويتابع الوفد إجتماعاته، بلقاءات في وزارة الخارجية والبيت الابيض وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، بالإضافة إلى لقاءات مع عدد من السفراء العرب في واشنطن.
قصف وغارات
في الميدان الجنوبي، قام الجيش الاسرائيلي بعد الظهر، بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه منطقة الميسات في الوزاني. كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة العاشرة والربع عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا منزلا في حي النقيز في بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو -ارض. كما تعرضت أطراف بلدة رميش لقصف مدفعي اسرائيلي.
الحزب يردّ
من جهة أخرى، أعلن “حزب الله” في بيان، أن مقاتليه استهدفوا “عند الساعة 1:00 من ظهر اليوم تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع الراهب بقذائف المدفعية”. كما نعى الحزب الشهيد محمد حسن السيد عبد المحسن فضل الله “أبو هادي” مواليد عام 1969 من بلدة عيناثا وسكان بلدة خربة سلم في جنوب لبنان.
استهداف مبنى للحزب
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه “حدد اشخاصا يعملون في منشأة عسكرية لحزب الله في منطقة عيتا الشعب فقصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي المبنى”. بدوره، قال موقع “واينت” إن “الجيش الاسرائيلي هاجم مبنى عسكريا لحزب الله كان يقيم فيه 3 اشخاص في عيتا الشعب في جنوب لبنان، وتمكن مراقبون من الكتيبة 869 من التعرف عليهم، وهاجمت طائرات سلاح الجو المبنى والأفراد”.
خطر وجودي
في ملف النزوح السوري، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع في مؤتمر صحافي عقده في معراب أن” النزوح السوري يشكّل خطراً وجودياً على لبنان، الى جانب تفاقم الجرائم وخسارة الأموال وسواها من الظواهر. وذكّر أن لبنان هو بلد عبور وليس بلد لجوء، وأن الاتفاقية التي عقدت بين الدولة اللبنانيّة وبين المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في العام 2003 نظمت علاقة لبنان بالمفوضية وعلاقته بالنزوح السوري، كما نصت على استقبالهم لمدة سنة على أن يتم توطينهم في دولة ثانية”. وقال: “لدينا في لبنان بين 40 و45 بالمئة من السوريين يقيمون بشكل غير شرعي، ونستغرب كيفية إعطائنا دروسا في الانسانية. ففي فرنسا تراوح نسبة اللاجئين عند 0.7 بالمئة فيما لدينا بين 40 و50 بالمئة، في حين أن أكبر دولة في العالم قد تصل فيها نسبة اللاجئين الى 2 بالمئة.
النزوح في الداخلية
وكان جعجع عرض مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا، المستجدات المحليّة والاقليميّة ولا سيّما مسألة النزوح السوري، في وقت زار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب الياس اسطفان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وتباحث معه في ملف النزوح السوري وتداعياته المتفاقمة. واكد اسطفان وجوب التشدد في تطبيق التعاميم الصادرة عن “الداخلية” في ما خص ملف النازحين والضرب بيد من حديد لفرض الأمن والحد من التفلّت الامني الحاصل.
ملف سليمان الى القضاء
اما في جديد ملف خطف وقتل منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، فتسلَّم النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار من مخابرات الجيش ملفّ التحقيق الأوّلي في الجريمة، وأحاله الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان طالباً إجراء المقتضى القانوني. وأحيل مع الملف ستة موقوفين من التابعية السورية بينهم الموقوفون الأربعة الذين نفّذوا الجريمة بداعي سلب المغدور سيارته بحسب إفاداتهم الاولية. ولا تزال الجهات الأمنية تنتظر توقيف سوريين اثنين من المطلوبين في هذه الجريمة من الأمن السوري الذي كان وعد بتسليمهما من اصل خمسة مطلوبين بينهم لبنانيون.