حصاد اليوم- سفراء الخماسية يواصلون الدوران في حلقة مفرغة وجلسة تشريعية الخميس للتمديد للبلديات
ضاق الرئيس نبيه بري ذرعًا بزحمة المبادرات والوسطاء والموفدين المحليين والخارجيين الباحثين عن حلول لم يحن وقتها بنظره، ما اضطره الى “بق البحصة” على طريقة “الحكي للجارة تتسمع الكنّة”. فقد وجه رئيس المجلس كلامه الى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مؤكدا على وحدة الساحات، وعلى عدم فصل الجنوب عن لبنان. وفي ترجمة لبنانية لتصريح بري وتوقيته، يصبح كلامه الموجّه أصلًا الى الموفدين الخارجيين، أن لا رئاسة جمهورية ولا انتخابات بلدية قبل انتهاء حرب غزة وبالتالي الحرب على جبهة المساندة في جنوب لبنان. واستند بري في تصعيده الداخلي الى “السجادة العجمية” التي غيّرت برأيه قواعد الاشتباك، فماذا ينتظر لبنان إذًا فيما لو ربحت “حماس” و”حزب الله” الحرب على إسرائيل؟
معجم الأستاذ
إلا أن سفراء الخماسية، غير الضليعين بمعجم الأستاذ، لم يفهموا كلامه بخلفياته الحقيقية وأصروا على مواصلة ملء الفراغ السياسي الداخلي بفراغ دبلوماسي ترعاه خمس دول مهتمة بالشأن اللبناني أكثر من اهتمام بعض أبناء البلد بشؤونهم.
وعلى وقع النزف المستمر في الجنوب بشرًا وحجرًا، واصل سفراء الخماسية مهمتهم من بنشعي، في غياب السفير السعودي عنها اليوم، حيث التقوا رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية بصفته الحزبية وليس بصفته مرشحًا رئاسيًا على حد قولهم، ثم رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، من دون تحقيق أي تقدّم.
مصممون على الخرق
بعد لقاء بنشعي، أكد السفير المصري علاء موسى أنه جرى تبادل للأفكار، وقال “استمعنا إلى رؤية فرنجية في ما خصّ الملف الرئاسي في ظل الانسداد القائم، ونحن مصرّون على استكمال جهدنا لإيجاد حلّ للملف الرئاسي ونأمل في إحداث خرق”. وأوضح السفير المصري “أننا لا نتحدث بأسماء مرشحين إنّما نتعامل مع فكرة الرئيس طالما جرى انتخابه من القوى السياسيّة اللبنانية”، كاشفا أن “فرنجية تحدّث عن وحدة الدولة وانتمائه لها وعن انفتاحه، وهو على استعداد للتفاعل مع أي طروحات بما يخدم وحدة لبنان”. في الموازة، كشفت معلومات صحافية ان “سفراء الخماسية استوضحوا فرنجية عن علاقته بـ”حزب الله”، فأكّد لهم تأييده للمقاومة، وقال إن “حزب الله” هو حزب لبنانيّ قويّ وفاعل”.
محاولة لإيجاد توافق
ومن بكفيا، قال السفير المصري بعد لقاء السفراء الاربعة النائب الجميل: “توافقنا على الاجتماع مرّة ثانية والاجتماع اليوم كان بناء وإيجابيًّا”. بدوره، شكر الجميل الدول الخمس “التي تقوم بجهد جبّار. فالسفراء يحاولون إيجاد حلول من دون سياسة الفرض وهناك جهد للخروج من الأزمة التي نمر بها ومحاولة إيجاد توافق بين الأفرقاء، بمقاربة جد محترمة لوجهة نظر الجميع وتحترم سيادة لبنان”. وقال “هناك طريقتان بالنسبة لنا للخروج من الشغور، إما الاحتكام للتصويت او اعتماد التوافق وترجمته بالتصويت، والمشكلة أن حزب الله يعطل الطريقتين. فهو يعطّل الجلسات كما يعطّل النقاش بمرشحين آخرين لأنه متمسك بمرشحه. وسأل “هل المطلوب منا الاستسلام؟ لن نقبل أن يُفرض على لبنان من قبل حزب الله رئيس جديد، لأن هذا يؤذي لبنان ويحوله الى دولة تابعة لإيران، مما سيؤدي الى مزيد من الخراب”.
التمديد للبلديات
على صعيد آخر، يقترب الاستحقاق الانتخابي البلدي من الإرجاء. فقد رأس الرئيس بري بعد الظهر في عين التينة إجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب. بعدها، كشف نائب رئيس المجلس الياس بوصعب عن جلسة تشريعية ستعقد في 25 نيسان. وقال “بري حدد جلسة في 25 نيسان في المجلس النيابي لمناقشة التمديد للبلديات وفي ضوئها يتم النقاش والقرار النهائي يعود للهيئة العامة”.
القوات ترد
في شأن متصل، وبعد مهاجمة بري رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس، صدر عن الدائرة الإعلامية في الحزب، البيان الآتي: دولة الرئيس نبيه بري، في ردّك على الدكتور جعجع قُلتَ “لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب وبده يستوعب جعجع مش مستعد أفصل الجنوب عن لبنان”. من يريد أن يفصل الجنوب عن لبنان، يا دولة الرئيس؟
أين قرأت ذلك؟ للتذكير، في ربيع العام 1998 جرت الانتخابات البلدية في لبنان لأول مرّة بعد الحرب وقد تمّ استثناء محافظة الجنوب بسبب الاحتلال الاسرائيلي، حيث عادت وتمّت في البلدات الجنوبية في 9 أيلول 2001، فهل كان القرار آنذاك بفصل الجنوب عن لبنان؟
فمَن كان في السلطة حينها؟ كان رئيس “القوات” في المعتقل، بالتالي هذا الكلام ليس سوى ذرًّا للرماد في العيون.
غارات وقصف
في الميدان الجنوبي، تعرضت منطقة الضهيرة وأطراف علما الشعب ويارين ومروحين لقصف مدفعي عنيف، ترافق مع تحليق للطيران الاستطلاعي والمسير في الاجواء. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب، كما تعرضت اطراف علما الشعب والضهيرة لقصف مدفعي فوسفوري. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي 3 غارات متتالية استهدفت منطقة حامول في الناقورة وبلدتي طير حرفا ويارين – قضاء صور. وقد افيد ان الغارة استهدفت منزلاً مؤلفاً من طبقتين يعود لآل السيد وتم تدميره بالكامل. واستهدفت دبابة ميركافا أحد المنازل بشكل مباشر في الضهيرة التحتا قرب الساحة.
هجوم مركب
في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان استهداف آلية عسكرية اسرائيلية أثناء دخولها إلى موقع المطلة. كما استهدف قبل ظهر اليوم “وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة”. واعلن انه و”رداً على إغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية، شن الحزب بعد الظهر هجوماً مركباً بالصواريخ الموجهة والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة في ما يسمى “المركز الجماهيري” وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح”. وقد اعلن الإسعاف الإسرائيلي عن ” 5 إصابات في سقوط صاروخ على مبنى في الجليل الغربي شمالي إسرائيل”. لاحقا، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “ارتفاع عدد المصابين في سقوط صاروخ في بلدة عرب العرامشة في الجليل إلى 13 من بينهم 4 في حالة خطيرة”. كما استهدف الحزب “تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع راميا”، و”الانتشار المستحدث لجنود العدو جنوب ثكنة برانيت”.