حصاد اليوم- نشاط سياسي ملحوظ.. حركة بلا برَكة: لقاء وزاري تشاوري وتمهيد لتأجيل الانتخابات البلدية
مع عودة العجلة السياسية الداخلية الى الدوران بانتهاء عطلة الأعياد، عادت المناكفات السياسية لتطفو على السطح مع إلغاء جلسة مجلس الوزراء اليوم والاستعاضة عنها بلقاء وزاري تشاوري بسبب استمرار مقاطعة وزراء “التيار الوطني الحر” لاجتماعات الحكومة، فيما يستعد سفراء اللجنة الخماسية لاستئناف مهمتهم باجتماع يعقدونه في منزل السفير المصري علاء موسى غدًا، بالتوازي مع استئناف حراك كتلة “الاعتدال الوطني”، وإن كان البعض لم يعد ينتظر الكثير من حراكها ما دام “حزب الله” في مكان آخر. وفي انتظار الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني يستمر جرح الجنوب نازفًا حتى إشعار آخر.
نشاط الخماسية
مع عودة اللجنة الخماسية لاستئناف عملها، أفيد بأن السفراء الخمسة سيزورون بنشعي الأربعاء للإجتماع برئيس “تيار المردة” المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، على أن يزوروا في اليوم نفسه رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل. ايضا، يلتقي سفراء “الخماسية” نواب كتلة “الوفاء للمقاومة” من دون مشاركة السفيرة الأميركية والسفير السعودي. كما ستجتمع “الخماسية” خلال الأيام المقبلة برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بغياب السفيرة الأميركية. وذكرت مصادر مطلعة أن باسيل أوصل إلى “الخماسية” أسماء ثلاثة مرشحين يقترحهم للرئاسة هم جورج خوري والياس البيسري وزياد بارود.
الرئاسة لبري
رئاسيا ايضا، زار وفد من كتلة “الاعتدال الوطني” كتلة “الوفاء للمقاومة” وتسلّم منها جوابها في شأن مبادرتها الرئاسية. وافيد ان كتلة الحزب النيابية، ابلغت وفد “الإعتدال” “اننا موافقون على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي على أن يكون الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون قيد أو شرط”، وهو ما ينسف المبادرة عمليًا ويعيد الأمور الى نقطة الصفر.
في الغضون، بحث الرئيس بري اليوم في عين التينة التطورات في لبنان والمنطقة خلال لقائه سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون.
التمهيد للتمديد
على صعيد آخر دعا الرئيس بري هيئة مكتب المجلس إلى إجتماع الأربعاء المقبل في الاولى من بعد الظهر. وفي حين يفترض ان يكون التمديد للبلديات عبر قانون يصدر من مجلس النواب حاضرا في الجلسة التشريعية التي سيتم الاعداد لها، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيان اعتبر فيه أن الدعوة هي للتحضير للتمديد الثالث للمجالس البلدية بحجة العمليات العسكرية في الجنوب، مشيرًا الى أن محور الممانعة وحلفاءه وبالأخص “التيار الوطني الحر” لا يريدون انتخابات بلدية في لبنان وحتى إشعار آخر.
دعوة الهيئات في الشمال
وكان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وقّع على قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار لانتخاب اعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الاعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء لكل منها في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار، وذلك بتاريخ 19 ايار 2024.
مشاورات السراي
وكانت المستجدات الامنية، وايضا قضية النزوح، حضرت في لقاء تشاوري في السراي برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعده أعلن وزير الإعلام زياد مكاري، أن “مجلس الوزراء سيعقد جلسة جديدة في 26 الجاري”. وشدد مكاري، على “أهمية حماية السلم الأهلي في هذه الظروف الدقيقة”. وقال: “بحثنا في آلية وكيفية تصنيف النازحين وأوصينا بتطبيق القوانين على الجميع. وبحثنا في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وترحيل السوريين منهم وفقاً للقوانين”. وأضاف: “تبين لنا ان المواد التموينية اللازمة في هذه المرحلة متوفرة لمدّة 3 أشهر”.
ميقاتي لمعالجة حازمة
من جهته، قال ميقاتي في مستهل اللقاء: “مرّت على البلد هذا الأسبوع حوادث امنية، كادت ان تتسع تشظياتها لولا جهود الجيش والقوى الامنية وجدية التحقيقات، وحكمة القيادات والمرجعيات”. أضاف: “مع تكاثر الجرائم التي يقوم بها بعض النازحين السوريين، لا بد من معالجة هذا الوضع بحزم من قبل الأجهزة الأمنية، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أي عمل جرمي والحؤول دون اي تصرفات مرفوضة اساساً مع الاخوة السوريين الموجودين نظامياً والنازحين قسراً. نطلب من معالي وزير الداخلية التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على جميع النازحين والتشدد مع الحالات التي تخالف هذه القوانين”. وقال “ما يحصل يجب الا ينسينا ما يحصل في الجنوب من عدوان اسرائيلي وسقوط شهداء وجرحى ودمار. اسرائيل تجر المنطقة الى الحرب، وعلى المجتمع الدولي التنبه لهذا الامر ووضع حد لهذه الحرب”.
تساؤلات مشروعة
من جهته، كشف وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أن “المعطيات الأولية المتوافرة لدى السلطات تظهر أن الموساد الإسرائيلي يقف خلف مقتل محمد سرور”. وعن مقتل منسق حزب “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، شدد مولوي على ان “بيان الجيش اللبناني هو نتيجة أوليّة والتحقيقات ما زالت مستمرة”، معتبراً أن “كل تساؤلات اللبنانيين حول مقتله مشروعة”. وأضاف: “ليست لدينا معطيات أن هناك جهة سياسية داخلية وراء مقتل باسكال سليمان”. وأكد مولوي “اننا لا نقبل بالأمن الذاتي ولن نقبل بعودة أي ممارسة من ممارسات الحرب”.
المعارضة الى واشنطن
في شأن سياسي آخر، غادر إلى واشنطن وفد يمثل نواب قوى المعارضة يضم ميشال معوض ونديم الجميل وجورج عقيص ومارك ضو ووضاح الصادق. ويعقد الوفد خلال الأسبوع المقبل اجتماعات عدة في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، ووزارة الخزانة، والكونغرس، ومراكز دراسات، وصندوق النقد الدولي، ومع مجموعات لبنانية أميركية بهدف إيصال وجهة نظر المعارضة في ملفات عدة أهمها الحرب في جنوب لبنان وغزة، وملف رئاسة الجمهورية، وملف النزوح السوري.
..وكنعان أيضًا
أيضًا توجّه إلى واشنطن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، بدعوة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، للمشاركة في “اجتماعات الربيع” حيث ستكون له لقاءات مع المعنيين بالملف اللبناني.
قصف وغارات
في الميدان الجنوبي، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية حيث شن الطيران الحربي الاسرائيلي صباحًا 5 غارات على أطراف بلدات الضهيرة والناقورة وعلما الشعب. ونفذ غارتين استهدفتا طريق علما- الضهيرة ما ادى الى قطعها لبعض الوقت قبل ردم الحفرة بالتنسيق مع الجيش واليونيفل. ونفّذ الطيران الحربي غارات وهمية فوق قرى قضاء صور والساحل البحري.
استهداف غولاني
في المقابل، اعلن الجيش الإسرائيلي عن “إصابة 4 جنود من لواء غولاني أحدهم في حالة خطرة جراء انفجار عند الحدود الشمالية مع لبنان”. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الإنفجار حصل داخل الأراضي اللبنانية بعد محاولة القوات الإسرائيلية العمل على بُعد عشرات الأمتار من السياج الفاصل. واعلن “حزب الله” انه “وبعد متابعة دقيقة زرع مجاهدو المقاومة الإسلامية عددا من العبوات الناسفة في منطقة تل إسماعيل المتاخم للحدود داخل الأراضي اللبنانية، وعند تجاوز قوة تابعة للواء غولاني الحدود ووصولهم الى موقع العبوات تم تفجيرها بهم مما أدى الى وقوع أفرادها بين قتيل وجريح”.