حصاد اليوم- “القوات” جنّبت لبنان الفتنة الداخلية واغتيال سليمان أعاد ملف النازحين السوريين أولوية
فيما تعيش المنطقة، ومن ضمنها لبنان، على توقيت طهران في انتظار الرد الإيراني المرتقب على إسرائيل، وربما الرد الإسرائيلي على الرد، نجح حزب “القوات اللبنانية” في تجنّب الفخ الذي نُصب له وتاليًا للبلاد بعدما قرّر دفن الفتنة الى جانب الشهيد باسكال سليمان، فجنّب لبنان مأزقًا ربما لم يكن أقل من مثيله في 13 نيسان 1975.
وبينما تتواصل التحقيقات في جريمة اغتيال سليمان، بدا أن حزب “القوات”، ومعه معظم الأحزاب من جميع الطوائف، قد وضع أزمة النازحين السوريين على رأس قائمة الاهتمامات اللبنانية نظرًا للأخطار المتزايدة التي تشكلها على الوضع اللبناني عمومًا، ما يوحي بتحرّك سياسي مضطرد خلال الأسابيع المقبلة للوصول الى بدايات حلول لهذا الملف.
أخذ العِبر
في السياق، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، على أن “جريمة قتل باسكال سليمان مدانة بكل المقاييس ويجب أخذ العبر من 13 نيسان”. وقال: “الحل بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة، وبعد ذلك يبدأ الإصلاح”. أضاف: ” لسنا هواة سلطة ولا نريد الاستئثار أو أخذ مكان أحد وسنتابع عملنا الحكوميّ ونحاول الحفاظ على أركان الدولة”.
وختم: “نجري اتصالات دولية بشأن ملف النازحين والحلّ الأساسيّ اعتبار معظم المناطق في سوريا آمنة لترحيل السوريين الذين أتوا إلى لبنان تحت عنوان اللاجئين”.
تساؤلات مشروعة
من جهته، أشار وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، إلى أن “العصابات المتمركزة على الحدود السورية لا تنشط بعمليات الخطف فقط، إنما أيضاً بتهريب الكبتاغون والسوريين إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية، وعلى الدولة السورية مسؤولية ودور في ملاحقة هذه العصابات لا تقوم به”. وأضاف: “نحن رفضنا طلباً سورياً بإزالة أبراج المراقبة على الحدود، بل نحن نصر على تفعيلها لمحاولة مكافحة هذه العمليات”.
وفي ما يتعلق بجريمة قتل باسكال سليمان أشار مولوي إلى أن “التحقيقات لا تزال أولية لدى الجيش”. واضاف في حديث صحافي: “التساؤلات لدى اللبنانيين عن تفاصيل العملية، ولجهة ما إذا كانت عملية سرقة عادية أو أبعد من ذلك، مشروعة، ولن تجيب عنها إلا النتائج النهائية للتحقيق”.
مضيعة للوقت
في المقابل، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيان اعتبر فيه خطة ميقاتي لحل مشكلة اللاجئين السوريين “مضيعة للوقت”، مؤكدًا أن “حل موضوع اللاجئين بيد الحكومة عبر التشدد في تنفيذ التعاميم التي أدرها تباعًا وزير الداخلية على مستوى البلديات، وأن يطلب وزير الدفاع موريس سليم من الإدارات العسكرية والأمنية ان تبدأ فورا بتطبيق هذه التعاميم”.
واعتبر جعجع أنه “إذا لم تقدم الحكومة على هكذا إجراء ومتابعته حتى تنفيذه كاملا، تكون مسؤولة تماماً عن الاضرار كلها التي تلحقها بلبنان واللبنانيين، حالة الفلتان السائدة في الوقت الحاضر تحت عنوان اللاجئين السوريين”.
تحذير من الفتنة
في المواقف، حذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بعد عودته من المملكة العربية السعودية، من الانجرار وراء دعاة الفتنة، مشدداً على اهمية الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وداعياً الى التنبه للمخاطر والمؤامرات التي يحيكها أعداء لبنان وفي طليعتهم العدو الصهيوني لضرب الوحدة بين اللبنانيين وتمزيقها. وشدد دريان على الثقة بالجيش والقضاء العادل لكشف ملابسات كل ما جرى من قتل واعتداء في بعض المناطق اللبنانية، وعلى وعي الشعب اللبناني وحكمته بالترفع عن الغرائز الطائفية والمذهبية.
حرب أهلية باردة
في السياق، إعتبر العلامة السيد علي فضل الله في ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية، أن اللعب بالنار الطائفية والمذهبية يجعل الوطن قابلا للاشتعال، لا ينقصه إلا حادث أمني عادي، أما الاختلاف فيعالج بالحوار العقلاني والسياسي، ولا مدخل إلى ذلك إلا التخلص من الذهنية الفئوية والطائفية التي تثير الهواجس بين اللبنانيين بعضهم تجاه بعض، ما يدفعنا إلى أن نعيش في كثير من الاحيان تحت وطأة حرب أهلية باردة تأخذ عناوين الصلاحيات والحقوق أو عناوين الخوف والغبن، فيما الخلفيات والنيات تنطلق من حسابات خاصة وأنانيات قاتلة.
الرئاسة في أيار؟
في ملف الاستحقاق الرئاسي، يترقّب اللبنانيون على المستويين الرسمي والشعبي تحرّك اللجنة الخماسية لمتابعة مهمتها في هذا المجال.
وأفادت مصادر دبلوماسية مطلعة بأن سفراء اللجنة الخماسية سوف يباشرون بجولات بعد فرصة العيد على الكتل النيابية ومن بينها رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
وكشفت المصادر أن جولات سفراء “الخماسية” ستبدأ بين 17 و23 نيسان الجاري من أجل وضع خارطة طريق لحل أزمة الشغور الرئاسي. وأعلنت المصادر عن مقترح بعقد إجتماع منتصف شهر أيار المقبل في العاصمة اللبنانية على مستوى وزراء خارجية دول الخماسية، كاشفة أن سفراء الخماسية يعوّلون على رئيس مجلس النواب نبيه بري لفتح كوة في جدار الأزمة الرئاسية.
واشنطن: حان الوقت
في الإطار نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن “واشنطن ترى أن الوقت قد حان لكي يمضي لبنان قدماً في اختيار رئيس وتشكيل حكومة”. وقال ميلر: “إن الشعب اللبناني يحتاج ويستحق رئيسا وحكومة يستطيعان تفعيل الإصلاحات الحاسمة اللازمة لمساعدة لبنان على إعادة بناء اقتصاده، ويمكنهما تمثيل مصالح لبنان على الساحة الدولية”.
توقيف رامي نعيم
أمنيًا، افادت تقارير صحفية ان استخبارات الجيش أوقفت الصحافي رامي نعيم في منزله واقتادته إلى فرع التحقيق في المديرية للتحقيق معه ثم أطلقت سراحه بعد ساعات. وجاء توقيف نعيم على خلفية تصريحه في مقابلة مصورة بأنه سيُطلق النار على دورية الجيش وقوى الأمن إن قررت مداهمته، مطالباً بتحقيق الأمن الذاتي.
قصف وغارات
في التطورات الميدانية جنوبًا، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية استهدفت مرتفعات عرمتى والريحان وعريض الريحان في منطقة جزين.
وقال الجيش الاسرائيلي: استهدفنا مجمعاً عسكرياً موسعاً لـ”حزب الله” في جبل الريحان. واضاف: “قصفنا 4 أهداف ل”حزب الله” في جنوب لبنان من بينها مبان عسكرية”.
كما افيد عن غارتين على طير حرفا وعلى المنطقة الواقعة بين الضهيرة وعلما الشعب قرابة السادسة عصرا . ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة علما الشعب استهدفت منزل مواطن من آل فرح في الحي الشرقي ودمرته بالكامل. كما شهدت قرى القطاعين الغربي والاوسط عصرا تحليقا مكثفا للطيران الاستطلاعي المعادي.
عمليات الحزب
في المقابل،اعلن “حزب الله” انه استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وانتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في حرش حانيتا. كما أعلن أنه نفذ “هجومًا جويًا بمسيرات انقضاضية على مبنى في مستعمرة حانيتا اتخذه العدو الإسرائيلي مقرًا مستحدثًا لقواته.
وفي السياق، افادت وسائل إعلام اسرائيلية عن “رصد إطلاق 4 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى من دون وقوع إصابات”. واعلن الجيش الإسرائيلي عن “مسيّرتان اخترقتا الأجواء عبر الحدود مع لبنان وانفجرتا في كيبوتس حنيتا في الجليل الغربي”.