حصاد اليوم- “القوات” تستقبل سليمان العائد من سوريا: وحده العبور الى الدولة ينهي الاغتيالات والجرائم
بغضب وحزن كبيرين، وتشكيك حزبي وشعبي أكبر في الرواية الأمنية للحادث، استقبل حزب “القوات اللبنانية” اليوم جثمان فقيده منسق جبيل باسكال سليمان العائد من رحلته القسرية الى سوريا. وبينما تلقت “القوات” سيلًا من رسائل التعزية والاستنكار من الأبعدين والاقربين، فقد ساهمت الجريمة في تأجيج خلافها على الضفة الأخرى مع “حزب الله” الذي سارع أمينه العام السيد حسن نصرالله، الى اتهام “القوات” و”الكتائب” بتأجيج الفتنة، علما ان ايا من الطرفين لم يوجه اصابع الاتهام الى الحزب.
محوريّة بكركي
في ظل هذه الاجواء المتشنجة، ومع دعوة معراب الاجهزةَ الى تحقيقٍ جدي والى تقديم رواية مقنعة حول ما حصل مع الشهيد سليمان، كانت بكركي اليوم محور لقاءات، كان ملف سليمان الحاضر الابرز فيها. فقد استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قائد الجيش العماد جوزيف عون، بعدما التقى عضوي تكتل “الجمهورية القوية” النائبين زياد حواط وملحم رياشي، لمتابعة قضيّة قتل باسكال سليمان معه.
دعوة الى التروّي
وتوجه الراعي بالتعزية الى عائلة سليمان، وأشار في بيان صدر عن مكتب الإعلام في الكرسي البطريركي في بكركي: “بألم كبير تلقيت ككل اللبنانيين المخلصين مأساة خطف واغتيال العزيز باسكال سليمان منسّق حزب القوات اللبنانية في قضاء جبيل، في غضون أقل من 24 ساعة”. اضاف: “كنا نأمل جميعًا ان يكون حيًّا، وهذا ما قيل في البداية. ولكن الحقيقة المرة كانت غير ذلك. فعمدتُ الى الصلاة لراحة نفسه وعزاء عائلته الجريحة بسيف الألم، ورفاقه في حزب القوات اللبنانية وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع رئيس الحزب. في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا ندعو الى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة”. وختم: “ان زوجته المفجوعة أعطت اللبنانيين امثولة عظيمة بردة فعلها: “نحن أبناء القيامة، أبناء الرجاء”. ولم تتلفظ بعبارة ثأر او قتل. حمى الله لبنان وشعبه من الأشرار”.
البلد لا يحتمل
امنيا، ترأس وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في مكتبه بعد ظهر اليوم اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن المركزي بحضور قادة من الاجهزة الامنية والعسكرية ومسؤولين واداريين وقضائيين. وأكّد مولوي بعد الاجتماع “أنّ جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون”، موضحًا أنّ “التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق بين بعضها”، مشيرًا إلى أنّ “السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام”. وشدد على أنّ “البلد لا يحتمل مشاكل أكثر مما هو يواجهها، ولا يحتمل فتن”، داعيًا إلى “التعقل والاتكال على على الأجهزة الأمنية والقضاء”، موضحًا “أننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين”. وذكر مولوي أنّ “خلفيات الحادثة وغايتها يكشفها التحقيق، وعلى اللبنانيين التحلي بالصبر، والتحقيقات تجري بطريقة شفافة واحترافية”، مؤكدًا أنّ خيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تم إيقافهم، ودعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها”. وأوضح مولوي، أنّ “موضوع إحالة قضيّة باسكال سليمان على المجلس العدلي يقرّره مجلس الوزراء وفقًا للأصول”.
العودة الأخيرة
من جهتها، اعلنت قيادة الجيش “تسلّم جثة سليمان من السلطات السورية، ونقلها إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها استكمالًا للتحقيقات على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك”. كما تسلمت مخابرات الجيش سيارته. وسيشارك اطباء من مصلحة الاطباء في حزب “القوات اللبنانية” بعملية التشريح بعد اخذ اذن من النيابة العامة… الى ذلك، تقبلت عائلة سليمان التعازي في صالون رعية مار جرجس جبيل اليوم. وافيد ان مراسم دفن سليمان ستكون يوم الجمعة عند الساعة 3 من بعد الظهر في كنيسة مار جرجس – جبيل، وسيترأسها البطريرك الراعي.
عملية اغتيال سياسية
في المتابعة السياسية، أكدت الدائرة الإعلاميّة في حزب “القوات اللبنانية” أنّ التحقيق في جريمة قتل الشهيد سليمان يجب أن يكون واضحاً وشفافاً وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعتبر أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة. وقالت في بيان “في كافة الأحوال، ما يجب التأكيد عليه هو أنّ ما أدى إلى عملية الاغتيال هذه بغض النظر عن خلفياتها عوامل جوهرية وأساسية:
– العامل الأول يتمثّل بوجود “الحزب” بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرى، وهذا الوجود غير الشرعي للحزب أدى إلى تعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح. فالمشكلة الأساس إذًا تكمن في جزيرة “الحزب” المولِّدة للفوضى، وما لم يعالَج وضع هذه الجزيرة، فعبثًا السعي إلى ضبط جزر الفلتان.
– العامل الثاني يتمثّل بالحدود السائبة التي حولها “الحزب” إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات فألغى الحدود، وما لم تُقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبرًا للجريمة السياسيّة والجنائيّة وتهريب المخدرات والممنوعات، وبالتالي مَن يُبقي الحدود سائبة و”فلتانة” هو المسؤول عن الجرائم التي ترتكب إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
– العامل الثالث يتمثّل في “خصي” إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة.
واكدت الدائرة الإعلامية بأنّها تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه تدعو اللبنانيين إلى مواصلة النضال سعيًا إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّمًا عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده”.
قصف وردّ
في الميدان الجنوبي، تعرضت بلدة يارون قبل ظهر اليوم لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع. كما استهدف القصف اطراف بلدة دبل، وعين الزرقا في طراف طيرحرفا، وسهل مرجعيون.
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف ثكنة زبدين، وثكنة دوفيف، وتحركا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام.
متابعة القرار 1701
وفي شأن متصل، إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع المنسقة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في السراي اليوم. وقد اطلعت فرونتسكا رئيس الحكومة على نتائج زيارتها نيويورك واجتماعها مع اعضاء مجلس الامن في ما يتعلق بالقرار 1701 ودعم الجيش.