حصاد اليوم- إسرائيل تغتال قياديًا إيرانيًا في دمشق وتصعّد عملياتها جنوبًا مستهدفة 10 مواقع للحزب
خيّمت عطلة الأعياد، أو ربما كانت الحجة المناسبة، على الوضع السياسي الداخلي والخارجي، الذي دخل في غيبوبة قد تمتد طويلًا لكثرة الأعياد وتتابعها في هذه الفترة من العام. وحدها الحرب لم تأخذ إجازة، بل انها استغلت الفراغ الدبلوماسي لتمضي بوتيرة تصاعدية بدءًا من غزة التي تستعد لاجتياح اسرائيلي وشيك لرفح، مرورًا بسوريا التي باتت محطة لاستهداف اسرائيلي يومي، وصولًا الى لبنان الذي يشهد تدحرجًا غير منسّق للأعمال الحربية جغرافيًا ونوعيًا.
إغتيال قيادي إيراني
فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 8 أشخاص بغارات إسرائيلية على بناء ملحق بالسفارة الإيرانية في دمشق، فيما أكد الإعلام الإيراني مقتل محمد رضا زاهدي القيادي في فيلق القدس في سوريا ولبنان بالغارة، لافتًا الى أن السفير الإيراني لدى سوريا وعائلته لم يصابوا بأي ضرر.
وفيما ذكرت “رويترز” ان إسرائيل استهدفت محيط مقر القنصلية ومنزل السفير الإيرانيين في دمشق، افاد الإعلام الايراني بأن المبنى المستهدف هو القنصلية الايرانية ويستخدمه السفير الايراني كمحل لاقامته.
وأفاد المرصد السوري بتدمير مبنى بالكامل قرب سفارة إيران في دمشق.
ووفق مصدر عسكري سوري، فقد تم الهجوم الإسرائيلي من اتجاه الجولان واستهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق.
في المقابل، أعلنت هيئة البث الإسـرائـيلية أن الجيش “إنتظر مغادرة القنصل الإيراني واستهدف محمد رضا زاهدي القيادي في فيلق القدس”.
استهداف 10 مواقع للحزب
في ميدانيات الجنوب، تعرضت منطقة الرندة الواقعة بين بلدتي رميش وعيتا الشعب بعد ظهر اليوم لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع، كما طال القصف أطراف بلدة عيتا الشعب. وفي وقت سابق، قصف الجيش الاسرائيلي المنطقة الواقعة بين راشيا الفخار والفرديس في قضاء حاصبيا، كما أغار على أطراف الهبارية. كذلك تعرّض محيط تلة حمامص لقصف مدفعي اسرائيلي.
وفي السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن قواته قصفت 10 مواقع تابعة ل”حزب الله” في وقت واحد تضم مستودعات تخزين أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ وبنية تحتية، في منطقة راشيا الفخار.
الى ذلك، حلق الطيران الاسرائيلي بعد الظهر على علو مرتفع فوق مدينة الهرمل، كما حلق بشكل مكثف على مستوى منخفض فوق كسروان والمتن. كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الخامسة الا ربعا من عصر اليوم، عدوانا جويا، حيث شن غارة مستهدفا اطراف بلدة حانين في قضاء بنت جبيل.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف فريقا فنيا للعدو الإسرائيلي اثناء قيامه بصيانة التجهيزات الفنية والتجسسية في موقع البغدادي بقذائف المدفعية واوقع فيه إصابات مؤكدة. كما اعلن استهدافه موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية بالأسلحة الصاروخية.
عندما يحين الوقت
في شأن متصل، رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” للشهيد حسين علي زهور في حسينية بلدة يحمر الشقيف، أنّ “العدوّ الإسرائيلي الآن يخبِطُ خَبطَ عشواء ويُثقل في أذاه ويشعِرنا بالألم ويقتل منّا أعزّ أبنائنا، لكن الصّبر في مواجهة هذا العدوّ مع عدم الإنجرار إلى حيث الأسلوب الذي يُريده ويختاره لنا في المواجهة هو طريقنا إلى تحقيق النّصر” .
أضاف: “عندما يحين وقت الإنقضاض الذي يوصلنا إلى هدفنا بأيسر سبيل وبأقل كلفة وأسرع طريق، لن نتردد في أن نحسم خيارنا في المواجهة التي تُسقط العدوّ وتمنعه من تحقيق أهدافه في المعركة” .
التدخلات أطاحت بالحياد
من جهته، تراس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس السنوي التقليدي على نية فرنسا في يوم اثنين الفصح في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو واركان السفارة، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة ذكّر فيها بما “يجري على مسرح العالم. نذكر مآسي الحروب بين أوكرانيا وروسيا، وبين إسرائيل وفلسطين، والدول تدعم من هنا وهناك، بدون أيّة رؤية سلام، فيما الضحايا البشريّة تتكاثر، والدمار يتّسع والخسائر لا تُحصى. ولا ننسى مأساة لبنان الآتية من تدخّلات خارجيّة متفاعلة مع داخليّة أفقدته حياده الإيجابيّ الناشط. والجنوب اللبنانيّ ضحيّة بريئة في كلّ هذا”.
رفض الحياد
في المقابل، أعلن رئيس الهيئة الشرعية ل”حزب الله” الشيخ محمد يزبك “أننا سنبقى نواجه العدو الصهيوني بكل ما أوتينا من قوة. وقال يزبك، خلال تشييع الشهيد مصطفى ناصيف في بلدة الحفير البقاعية: “نحن على يقين بأن الذي نقوم به هو الواجب من أجل الحفاظ على سيادة لبنان، ولا يمكن للبنان في هذه اللحظات أن يكون على الحياد، كما يطالب دعاة الحياد”. وختم: “دعاة الحياد يريدون أن يكون لبنان قويا بضعفه حتى يتحكم به الآخرون، ولن يكون هذا أبدا”.
جريمة الأشرفية
في شأن أمني داخلي، علق النائب هاكوب ترزيان، في تصريح، على جريمة الأشرفية. وقال: “أمننا مهتز وأمن المواطنين الآمنين في المنطقة التي يعتبرها الكثيرون المنطقة الأكثر أمانّا في وطننا. ليست عائلة الترك التي فقدت شيخها وشفا الله شيختها، هي صاحبة المصاب الأليم، بل كلنا أصبنا بالهول والخطر، أننا نعيش فعلًا في شريعة الغاب. نعيش في دولة تعاني الكثير حتى من أبسط مقومات العيش فيها”. أضاف: “من هنا دعوة متجددة للقوى الأمنية أن تتحمل مسؤوليتها، وعلى بلدية بيروت إعادة نشر فوج حرس مدينة بيروت في الأحياء للسهر على أمن المواطنين”.