حصاد اليوم- إسرائيل غير المعنيّة بقرار وقف النار في غزة توسّع نطاق اعتداءاتها الجوية على لبنان
بالتزامن مع توسيع إسرائيل نطاق عملياتها في لبنان لتبلغ اليوم رأس بعلبك والهرمل، سعى “حزب الله” الى توسيع نطاق قواعد الصواريخ التي يطلقها على إسرائيل عندما حاول اليوم نصب منصات لإطلاق الصواريخ في بلدة رميش فتصدى له الأهالي ومنعوه من ذلك خوفًا من تعرّض بلدتهم لردّ إسرائيلي عنيف. ومع مواصلة اسرائيل حربها على غزة بالرغم من قرار الوقف الفوري لإطلاق النار الذي اتخذه مجلس الأمن أمس، وبالرغم من اعتراف الجميع علنًا أو ضمنًا بارتباط الوضع اللبناني بهدنة غزة، أصرّت كتلة “الاعتدال الوطني” على مواصلة مبادرتها، غير مقتنعة بأنها تملأ الفراغ بالفراغ، بعدما أفرغ رئيس مجلس النواب نبيه بري المبادرة من محتواها، وبعدما ماطل “حزب الله”، ولا يزال، في إعطاء جوابه على بنود المبادرة.
توسيع نطاق العمليات
في الميدان، اشتعلت الاوضاع العسكرية اليوم من الجنوب الى البقاع. فقد استهدفت غارة اسرائيلية بعد الظهر وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل. وسمع دوي الانفجارات في محيط مدينة الهرمل حيث تصاعدت سحب من الدخان من المكان المستهدف. وافيد ان القصف الإسرائيلي استهدف آلية في الهرمل وان “حزب الله” ضرب طوقاً أمنياً في المكان. كما أغار الطيران الإسرائيلي على شاحنة صغيرة في محيط سهل رأس بعلبك. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية مساءً سهل بلدة إيعات، فأغارت على مبنى في محلة وردين، ما أدى الى سقوط قتيلين وجريح.
إشكال في رميش
جنوبا، وقع اشكال بين مواطن من رميش ومجموعة تابعة ل”حزب الله”، كانت تحضّر لنصب راجمة صواريخ تحت ثانوية رميش في كرم زيتون، فحصل تلاسن بين الطرفين واطلقت المجموعة رصاصتين فوق رأسه. اثر ذلك، دق الشاب جرس الكنيسة، وتجمع شباب البلدة في وقت انسحب عناصر الحزب. وافيد انه تم إطلاق 3 صواريخ من المنطقة، اضافة الى صاروخين من “صنوبر رميش” قرب منتجع ليالي النجوم، في حين حاول شباب البلدة مع الجيش ردع الحزب.
غارات وقصف
في الميدان ايضا، تعرضت بلدة الخيام وتلة حمامص لسقوط عدد من القذائف المدفعية الإسرائيلية، كما تعرضت اطراف بلدة مارون الراس للقصف. واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة كفركلا. كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي ظهرا عدوانا جويا حيث شن غارة بصاروخين مستهدفا اطراف حديقة مارون الراس، واتبع ذلك قصف مدفعي طاول اطراف بلدتي مارون الراس وعيترون. ونفذ أيضًا غارة بصاروخين مستهدفا بلدة عيتا الشعب. وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر عدوانه الجوي مستهدفاً منزلاً في بلدة مارون الراس. وقرابة الظهر استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي منطقة فطنون الواقعة بين بلدتي يارون ورميش، واضطرت المدارس في رميش للإقفال.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف قبل الظهر مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما جنود العدو، وتجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت، وقاعدة ميرون الجوية، وقوة مشاة إسرائيلية في محيط شتولا. وأعلن “حزب الله” لاحقًا أنه استهدف مبنىً يستخدمه جنود الجيش الإسرائيلي في مستعمرة “شوميرا، ومبنىً يستخدمه جنود الجيش الإسرائيلي في مستعمرة شلومي.
الأمن الاستباقي
على خط امني آخر، أكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن لا مؤشرات الى أيّ حدث أمنيّ ولكن يجب أن يكون الأمن استباقيًّا، مطالبًا الأجهزة الأمنية بأن تساعد وبأن تكون على الأرض لضمان أمن المواطنين خلال الأعياد. وقال مولوي بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي “بحثنا في التدابير المتّخذة لمناسبة الأعياد واطلعنا على التدابير التي بدأت القوى الأمنيّة بتطبيقها”. وشدّد على ضرورة مواكبة العمل على الأرض بعمل استخباراتي لتلافي أي حدث. وأضاف مولوي: “بحثنا في موضوع التشويش على المطار وكلّفنا جهاز أمن المطار بأن يضع التقرير اللازم عن الواقع والحلول ونحن نهتمّ بسلامة الطيران المدني”.
مئة نائب مع المبادرة
في السياسة، واصل أعضاء كتلة “الاعتدال الوطني” جولتهم على مكونات المجلس النيابي لتكملة التواصل وتوضيح مبادرتهم الحوارية والرئاسية. وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس ميقاتي وفدا من الكتلة ضم النواب وليد البعريني وعبد العزيز الصمد ومحمد سليمان وسجيع عطية واحمد خير وأحمد رستم. واعلن النائب سليمان بعد اللقاء: “تطرقنا لموضوع الأمن في الشمال وفي عكار وشددنا على ضرورة متابعة هذا الموضوع مع كل الأجهزة الأمنية لأنه أصبح يشكل عبئا يوميا على حياة الناس، لأن الأمن هو الأساس ومن دونه لا حياة ولا اقتصاد”.
كما التقت الكتلة النائبين وزير الصناعة جورج بوشكيان والعميد جان طالوزيان في مكتب بوشكيان في الوزارة. وأكد النائب سجيع عطية بعد الاجتماع، أنه “أصبح إجماع كبير على مضمون المبادرة وصل إلى مئة نائب”. وقال “شرحنا موقفنا ولقد قطعنا شوطا كبيرا في التواصل والحوار. هناك بعض الشكليات التي نأمل تذليلها خلال هدنة وقف النار المتوقع تطبيقها في غزة. كما نترافق مع عمل اللجنة الخماسية التي نتوقع استئناف نشاطها قريبا، بهدف تحديد موعد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية”.
لا بارقة أمل
من جهته، شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك على أن الإشكالية التي منعت انتخاب رئيس للجمهورية تتمثل بعناد “حزب الله” وتمسكه بأعراف انقلابية لا تزال قائمة، إذ لم نر أي تبدل في موقف الثنائي الشيعي من خلال جولات اللجنة الخماسية وما يقوم به الرئيس نبيه بري من نقل للصورة السلبية الدائمة التي تعطل الاستحقاق الرئاسي”. وأكد يزبك في حديث اذاعي “أنه لم ير حتى اللحظة أي بارقة أمل تبشر بانتخاب رئيس قريبا”.
التيار وميقاتي
من جهة اخرى، أكد “التيار الوطني الحر” في تصريح على “إكس” قبيل مثول عضو المجلس السياسي وديع عقل أمام قاضي التحقيق اليوم، أن “من سخريات القدر أنْ يتحول المتهم باستباحة الدستور وكسر القوانين مدعِياً على رجل قانون يكرِّس وقته لملاحقة الفاسدين ومتابعة ملف ودائع اللبنانيين المنهوبة والمحوّلة إلى الخارج”. وأضاف: “ادّعاء نجيب ميقاتي على وديع عقل لن يزيدنا إلا إصراراً على متابعة كل ملفات الفساد وإقرار القوانين الإصلاحية التي تستمر المنظومة بالتهرّب منها”.