حصاد اليوم- الحركة السياسية في إجازة مفتوحة والسجال حول التعويضات للجنوبيين يتفاعل
كما كان متوقعًا، فقد استمرت إجازة الأعياد “السياسية” التي بدأت نهاية الأسبوع المنصرم والمتوقع استمرارها الى ما بعد عيد الفطر على أقل تقدير، انتظارًا لتطورات خارجية بدأت تلوح معالمها في الأفق، وإن كانت لا تزال تحتاج الى الكثير من الوقت لتظهر تفاعلاتها على الوضع اللبناني.
لوقف النار في غزة
وفي خطوة مهمة، وإن كانت معنوية أكثر منها تنفيذية، فقد تبنى مجلس الأمن الدولي مساء اليوم، قرارا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإن كانت العبرة تبقى في التنفيذ، الذي هو بيد إسرائيل طبعًا. وقدم مشروع القرار الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن، وهم الجزائر والاكوادور وغيانا واليابان ومالطا وكوريا وسيراليون وموزمبيق وسلوفينيا وسويسرا، وحصل على 14 صوتا مؤيدا، فيما امتنعت الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت، ما أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب عدم استخدام المندوب الأميركي حق الفيتو على القرار. وعلّق وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت على قرار مجلس الأمن فاعتبر أن “وقف الحرب في غزة قد يقرب حرباً على الجبهة الشمالية” مع “حزب الله”.
في الأثناء، بقي ملف وحيد لم يعترف بإجازة الأعياد، رافضًا حتى أن يأخذ استراحة المحارب. أنه ملف الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل جنوبًا، مع ما يحمله من ترددات وانعكاسات على الداخل اللبناني.
قصف وغارات
في الميدان، استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي المنطقة الواقعة بين بلدتي حولا وميس الجبل. كما افيد عن تعرض أطراف بلدة طيرحرفا للقصف. واستهدفت غارة جوية اسرائيلية صباحاً منزلاً في الاطراف الغربية لبلدة ميس الجبل.
عمليات الحزب
في المقابل، استهدف “حزب الله” بعد ظهر اليوم مقر كتيبة ليمان المستجد بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة. كما استهدف
موقع بياض بليدا، وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وموقع المالكية. وأشارت المعلومات إلى دفعة صواريخ انطلقت من جنوب لبنان باتجاه منطقتي الجليل الغربي والجليل الأعلى.
شهيدان للحزب
في السياق، نعى الإعلام الحربي في “حزب الله” الشهيد حسين علي أرسلان “مصطفى” مواليد عام 1983 من بلدة الطيبة في جنوب لبنان، والشهيد محمد ابراهيم الزين “ذو الفقار” مواليد عام 1995 من بلدة شحور في جنوب لبنان.
ملف التعويضات
في شأن متصل، عاد ملف التعويضات للجنوبيين الى الواجهة مع ارتفاع منسوب السجالات الداخلية حوله، علمًا أن الكل يعلم، ومن بينهم المتساجلين أنفسهم، أن لا قدرة مادية للدولة اللبنانية على دفع أية تعويضات في ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد.
في السياق، أكد “لقاء سيدة الجبل” بعد اجتماعه الاسبوعي انه على “اللبنانيين والعالم أجمع إدراك أن لبنان يرزح تحت احتلال إيراني، وأن “حزب الله” هو ميليشيا إيرانية بأفراد لبنانيين”، معتبرًا أن “عودة لبنان إلى الحياة مستحيلة من دون التخلّص من الاحتلال”.
وتابع: “عندما يعود قرار السلم والحرب في الجنوب وكل لبنان إلى كنف الحكومة اللبنانية، سيكون من واجبنا تعويض أهلنا في الجنوب. اليوم، الفريق الذي اتخذ قرار السلم والحرب في لبنان هو “حزب الله” نيابةً عن دولة إيران، وبالتالي فإنَ مسؤولية تعويض أهلنا وإخواننا في كل لبنان تقع على عاتق دولة إيران”.
كلام معيب
في المقابل، اعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم، أن “البعض لا يستفزه ما يرتكبه العدو الاسرائيلي بحق أبناء الجنوب من عدوان لم يسلم منه البشر والحجر والشجر، والذي امتد خارج حدود الجنوب، حيث يدفع ابناؤه الضريبة عن كل الوطن، والذين ما زالوا متشبثين بأرضهم في مواجهة مشاريع العدو لتحويل المنطقة الحدودية الى ارض محروقة، فارغة من ابنائها”.
وأضاف: “وبالرغم من كل ذلك، وبدل الحرص من هؤلاء على تأمين مقومات الصمود والحياة لابناء القرى الحدودية، اعلن هذا البعض الاستنفار بكل عناوينه البشعة، رافضا حتى نية الحكومة، وهو واجبها اصلا، التعويض على الخسائر البشرية والسكنية والاقتصادية التي حلت بهذه القرى.. ولو لاذ البعض بالصمت في هذا الزمن، لكن افضل من كلام اقل ما يقال فيه انه معيب ويسيء لمفهوم الهوية الوطنية”.