حصاد اليوم- المبادرات السياسية ترتبط برزنامة الأعياد في انتظار حلول وتسويات من وراء الحدود الجنوبية
نجح المعرقلون يإدخال المبادرات الرئاسية جميعها الى ثلاجة الانتظار، أو ربما الى ثلاجة الموتى. فمبادرة كتلة “الاعتدال الوطني”، التي يرى البعض أنها لم تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد، دخلت ثلاجة الانتظار حتى حصولها على إجابة “حزب الله” غير المحددة بموعد. وحراك سفراء اللجنة الخماسية في بيروت أعلن عن تعليق مهمته الى ما بعد عطلة الأعياد، من دون أن يكون مقنعًا بأسباب هذا التعليق. أما مبادرة بكركي التي انطلقت مسيحيًا بالأمس للتوسع لاحقًا بعد إعداد وثيقة وطنية جامعة، فقد أرجأت بدوها إعلان هذه الوثيقة ربما الى ما بعد الأعياد أيضًا لمزيد من الدرس والتمحيص. في المحصّلة، فقد دخلت البلاد عمليًا منذ اليوم في عطلة الأعياد، باستثناء الملف الأمني المتعلق بالوضع المتدهور على الحدود، والذي قد يخرج جميع المبادرات والملفات من الثلاجة دفعة واحدة في حال تطوّره سلبًا أو إيجابًا على وقع هدنة غزة المرتقبة أو حرب رفح المؤكدة.
وهكذا تكون المبادرات السياسية والوطنية، الداخلية والخارجية، قد ارتبطت برزنامة أعياد لا تنتهي في لبنان، في انتظار التوصل الى حلول وتسويات تأتي من وراء الحدود الجنوبية.
مبادرة وطنية
في الأثناء، أكد المكتب الإعلامي لراعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بونجم في بيان أن مبادرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هي “مبادرة وطنية جامعة إنقاذية، تؤكد الثوابت التي يؤمن بها اللبنانيون، على اختلاف مكوناتهم، مع تشخيص مكامن الخلل واقتراح خارطة طريق للمعالجات، وهي بعيدة كل البعد عن أية مقاربة طائفية أو سياسية ضيقة”.
وأضاف أن “التشاور انطلق مع القوى السياسية المسيحية كمرحلة أولى، على أن يتوسع بعدها ليشمل كل القيادات الروحية والمرجعيات السياسية اللبنانية والقوى المجتمعية الحية كمرحلة ثانية”.
اتجاه نحو التفاهم
في السياق، أعرب النائب فادي كرم في حديث إذاعي، عن إيجابية اجتماع بكركي، مشيرًا إلى أن الأطراف متّجهة نحو التفاهم، وكاشفا أن الورقة التي يعدّها المجتمعون وطنية.
وقال: “البطريرك الراعي سيضع الوثيقة الوطنية بين أيادي الأطراف اللبنانية كافة، والطرف الذي يعرقلها يساهم في عرقلة مؤسسات الدولة”.
ليست للمواجهة
من جهته، اعتبر النائب سليم عون في حديث اذاعي أن “ورقة بكركي هدفها الإجماع على الثوابت بين كل الأطراف، وليست للمواجهة مع الطرف المسلم”، مشيرًا إلى أنه “في الشكل فقط لا إجماع إنما في المضمون فالجميع متفق على النقاط نفسها”.
الورقة القوية
في الملف الرئاسي المؤجّل، استبعد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل في حديث إلى “الأنباء الكويتية” “تخلي “حزب الله” عن مرشحه الوحيد للانتخابات الرئاسية رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجيه”. وأبدى خشيته من حل يأتي على حساب لبنان بـ “تلزيم إدارة شؤون البلد إلى “حزب الله”، كما حصل في بداية تسعينيات القرن الماضي يوم عهد بالأمور في لبنان إلى سوريا”.
ورأى الجميل أن “حزب الله لن يفرط في ورقة قوية في يده، ويفرج عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني قبل تبيان نتائج الحرب في غزة وجنوب لبنان”.
لا لتراخيص السلاح
في شأن داخلي آخر، أكّد النائب نديم الجميّل أنه سيقوم بواجباته من دون “جميلة حدا”، وقال: “وزير الدفاع معتاد على “أمرك سيدنا” لتنفيذ أوامر النظام السوري أو جبران باسيل ونحن غير معتادين على ذلك”.
وقال الجميّل في حديث اذاعي: “البضاعة التي أنتجها النظام السوري لم تخفنا في الماضي ولن تخيفنا اليوم، فإمّا أن يكون القانون على الجميع أو لا يكون على أحد”.
واعتبر أن الوزارة التي ترخّص وتسلّح وتشرّع سلاحًا غير شرعي ليقوم بحروب على آخرين لن نأخذ منها دروسًا أو ننتظر منها سلاحًا شرعيًا.
وختم قائلاً: “نحن نعلم كيف نحمي أنفسنا وأدعو كلّ المناصرين أن يحملوا أسلحة برخص أو من دونها لنرى كم سيتحمّل هذا الوزير”.
زمن تفلت السلاح
في الإطار نفسه، صدر عن جهاز الاعلام في حزب الكتائب بيان أكد أن “انتهاج سياسة الصيف والشتاء على سقف واحد باتت معروفة المصدر والأسباب ولن تثنينا عن حماية أنفسنا برخصة أو من دونها إذا اضطررنا، ولن نسمح تحت أي ظرف من الظروف ان تنكشف حياتنا وحياة محازبينا في زمن تفلّت السلاح وغياب دولة استولت عليها الميليشيات”.
اتصالات لوقف العدوان
في الملف الأمني، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد من طرابلس، أن “الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دوليا وعربيا لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان”، مشيرا الى أن “نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة ايجابية، من دون اغفال مسألة اساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي”.
ملف التعويضات
وردا على سؤال، قال: “إن العدوان الاسرائيلي واعمال تدمير المنازل والمنشآت في الجنوب مستمرة، ومن المستحيل في ظل هذه الظروف، القيام بأي خطوة لاحصاء الاضرار وتحديدها او كلفتها. وكل ما يتم اشاعته في هذا الاطار غير صحيح، خصوصا وأن الجميع يعلم الامكانات المحدودة للدولة، التي بالكاد قادرة على تأمين الحاجات الاساسية، وتسعى جاهدة على خط مواز لتأمين الحد الادنى من الدعم المطلوب للنازحين من قرى الجنوب”.
غارات وقصف
ميدانيًا، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الواحدة من بعد ظهر اليوم عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا منزلا في بلدة عيتا الشعب ودمره بالكامل.
الى ذلك، استهدفت دبابة “ميركافا” اسرائيلية في المطلة احد المنازل في بلدة الخيام بقذيفتين، كما تعرضت تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة العديسة واطراف بلدة حولا وبلدة كفركلا ووادي العصافير لقصف اسرائيلي.
واستهدفت غارة اسرائيلية عصرا حي أبو لبن، في عيتا الشعب. كما افيد عن تحليق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي بكثافة فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، وصولا حتى مشارف نهر الليطاني.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه استهدف انتشارا لجنود العدو في محيط ثكنة زرعيت، وموقع المطلة، انتشارا لجنود اسرائيليين في محيط موقع جل العلام.