حصاد اليوم- الملفات الداخلية تعود الى الأدراج الموصدة بسبب إجازة “الخماسية” الى ما بعد عيد الفطر
مع طي صفحة مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني”، وتعليق مهمة اللجنة الخماسية حتى مطلع الشهر المقبل، ثم الى ما بعد عيد الفطر لأسباب غير مقنعة، شهدت الجبهات الداخلية هدوءًا نسبيًا تخلله بعض رصاص القنص السياسي وخصوصًا بين الأخوة الأعداء “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” على خلفية دعوة النائب جبران باسيل الى لقاء مسيحي برعاية بكركي. في الأثناء عادت الأنظار لتتجه نحو الهدنة المرتقبة في غزة لمعرفة مصير الوضع في جنوب لبنان، لا بل في كل لبنان.
وفيما تشهد مفاوضات الدوحة غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار تقدمًا بطيئًا، أعلن في أعقاب الاتصال بين الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الموجود في جدة، الى إسرائيل الجمعة، في محطة يفترض ان تحمل جديدا على مستوى الموقف الاسرائيلي من المفاوضات.
في الأثناء، لم تسجل الملفات اللبنانية، سواء الامنية او السياسية ولا سيما الاستحقاق الرئاسي، أي تقدّم.
لا انتخاب بلا حوار
وغداة انتهاء المرحلة الاولى من جولة سفراء الخماسية على القيادات اللبنانية، كشف سفير مصر لدى لبنان علاء موسى عن أن ما لمسته اللجنة الخماسية من رئيس مجلس النواب نبيه بري في اللقاء الاول والثاني هو “موقفه الواحد” وقد أبدى كلّ رغبة في انجاز الاستحقاق، مشددًا على أن اللجنة لا تتحدّث في الأسماء لأنه ليس من دورها بل تبحث عن أرضية مشتركة بين الفرقاء. وقال في حديث تلفزيوني: “ما تهدف اليه الخماسية هو تطبيق الدستور والبعض لديه مخاوف من الحوار”. وأضاف موسى: “لكن لم يتم انتخاب رئيس في اي زمن في لبنان بدون حوار والفارق بين الحوارات السابقة والحالية انها برئاسة بري ويجب ألا نتحدث عن شكل الحوار”. وأشار إلى ان “هناك 3 مراحل: الاولى تتطلّب التواصل مع مختلف الكتل والحصول على التزام منهم في الملف الرئاسيّ، والثانية القيام بمشاورات ومداولات، والثالثة الذهاب الى مجلس النواب والانتخاب، والاهم بين هذه المراحل هي الاولى”. وتابع: “سنلتقي الكتل كافة والآن يجري تحديد المواعيد ومِن السفراء مَن سيأخذ اجازة طويلة من منتصف شهر نيسان ولهذا السبب أرجأنا اللقاءات الى بعد عيد الفطر”. واعتبر موسى أن “المقاربة الافضل والاكثر منطقية في الموضوع الرئاسيّ هي بالحصول على “الالتزام” من قبل الكتل كافّة”.
في انتظار بارقة امل
ليس بعيدا، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة لا سيما السياسية والميدانية منها وشؤوناً تشريعية. وتابع بري أيضاً المستجدات السياسية خلال إستقباله الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: “تطرق دولته الى الموضوع الرئاسي وأعتبره هاجساً وطنياً بل أنه بمثابة همه اليومي، وما دعواته المتكررة للإنتخابات إلا من قبيل وضع الجميع امام مسؤولياتهم الدستورية والوطنية، إذ لا يمكن تجاهل هذا الإستحقاق لأنه يأتي في صلب الواجبات المناطة بالمجلس، مكرراً دعوته جميع الأفرقاء الى التلاقي والتشاور والتفاهم، لأن التشاور وحده كفيل بعدم إقصاء أحد وبإنهاء هذه المراوحة المتحكمة بالملف الرئاسي”. وتابع “وأكد الرئيس بري أنه متى لاحت بارقة الأمل لن يتوانى عن تجاوز كل العوائق التي تحول دون ذلك، لأنه مصمم في أي وقت ولحظة على عقد الجلسة”.
الانسجام ضمن الاختلاف
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “ان لا خيار للبنان سوى اتباع طريق الحوار البناء والاحترام المتبادل والتسامح الذي يمثل الانسجام ضمن الاختلاف”. وشدد خلال رعايته احتفالا في اليوم العالمي للفرنكوفونية في السراي على “ان اللجوء إلى القيم الإنسانية، مثل تلك التي تمثلها الفرنكوفونية، وحده يمكن أن يجنبنا الغرق الأخلاقي والمعنوي”.
منتصف الطريق
وسط هذه الاجواء، استبعد النائب أديب عبد المسيح أن “تنجح زيارات اللجنة الخماسية في إحداث خرق على المستوى الرئاسي، طالما المعني الأول بهذا الملف أي رئيس مجلس ومن خلاله الثنائي لم يتقدم خطوة لملاقاتها في منتصف الطريق”. وأشار في حديث اذاعي إلى أن “المعارضة قدمت تنازلات كثيرة”، راميًا الكرة في ملعب “الثنائي الشيعي” ومحور الممانعة. وأعلن أن “لجنة السفراء لم تتقدم بأسماء جدد إلى الرئاسة وأن آخر الأسماء حملها الموفد القطري”. وأعرب عن “رفض المعارضة للحوار على حساب الدستور”، مشدّدًا على “اولوية البحث في صيغة موحدة لكسر الجليد بين الاطراف”، ولافتا إلى “رهان البعض على انتهاء حرب غزة او انتظار إشارة من الخارج”.
غارات معادية
ميدانيًا، أطلق الجيش الاسرائيلي في قرية الغجر المحتلة رشقات رشاشة وقنابل بإتجاه رعاة الماشية شرقي بلدة الوزاني.
وعصرا، افيد بأن الطيران الحربي الاسرائيلي أغار على أحد المنازل قرب ساحة بلدة القنطرة، ما أدى الى سقوط قتيل لحركة “أمل” ويدعى محمد قميحة. بعد ذلك أغار الطيران الحربي المعادي ثانية على بلدة القنطرة مستهدفا المنزل نفسه. كما أغار الطيران الإسرائيلي على أطراف بلدة الغندورية.
النافذة مفتوحة
وفي المقابل، أعلن “حزب الله” انه استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، وقلعة هونين.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري “إن “حزب الله” يجر لبنان إلى تصعيد خطير لكن هناك نافذة دبلوماسية ما زالت مفتوحة”. اضاف في حديث تلفزيوني: “حزب الله رفض دعوتنا للسلام على الحدود”.
غارة دير الزور
وفي شأن متصل، أسفرت غارة جوية استهدفت جماعات مسلحة موالية لإيران في مدينة الميادين في ريف دير الزور شرقي سوريا عن سقوط خمسة قتلى بينهم قائد كبير في “حزب الله”.
مفاوضات الدوحة
وفي جديد مفاوضات الدوحة أعلن أسامة حمدان ممثل حركة “حماس” في لبنان أن “رد إسرائيل على اقتراح الحركة لوقف إطلاق النار جاء سلبيًا”.