حصاد اليوم- في 14 آذار 2005 بدأ الانسحاب السوري وفي 14 آذار 2024 بدأت المطالبة بتسليم سلاح الحزب
في 14 آذار 2024 عاد اللبنانيون بالذاكرة الى يوم مجيد في تاريخ لبنان يرى كثيرون أنه من الصعب أن يتكرّر. وبالرغم من ذلك يأمل البعض أن يتكرر الاتصال الهاتفي بين البيت الأبيض وقصر المهاجرين الذي أخرج الجيش السوري من لبنان منهيًا احتلالًا استمر تسعة وعشرين عامًا. الاتصال المنتظر لا بد أن يكون هذه المرة بين واشنطن وطهران التي ورثت عن طريق “حزب الله” احتلال لبنان وحكمه حتى أنها لم تبق فيه حجرًا على حجر في جميع المجالات، وصولًا الى دعوة الأمين العام ل”حزب الله” أمس اللبنانيين الى الصبر.
رسالة قوية
وبالحديث عن الاتصال المنتظر، بعثت الولايات المتحدة اليوم برسالة مباشرة وقوية الى إيران وتاليًا الى “حزب الله”، حيث حذّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف من أن “حزب الله” يقود لبنان إلى وضع خطير و”نتطلع إلى أن تحتكر الدولة اللبنانية السلاح ويكون حزب الله حزبا سياسيا”. وقالت في حديث تلفزيوني: “نطالب إيران بوقف تسليح جماعات في المنطقة مثل الحوثيين و”حزب الله””، لافتة الى ان لإدارتها قنوات تواصل مع إيران و”ندعوها لتفادي التصعيد”. وأشارت الى ان إيران زوّدت الحوثيين بالسلاح لاستهداف السفن والمدنيين. واعتبرت المسؤولة الأميركية ان إسرائيل دولة تتمتع بسيادة ومن واجباتها ملاحقة “حماس” و”نحن لا نملي على أي طرف ما يجب فعله لكننا نرسل رسائل جادة”، مشددة على ان الحل الوحيد هو قيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وكشفت ليف ان هناك مقترحا جديدا للهدنة في غزة على الطاولة بانتظار رد “حماس”.
قصف وغارات
وفيما المساعي الرئاسية لم تنتج جديدا على رغم كثرتها، بقي الوضع الميداني على حاله جنوبا. فقد شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت منزلاً في بلدة يارون وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان. كما شن الطيران المعادي غارة على برعشيت. و3 غارات على الهدف نفسه في بلدة كونين. واغار أيضًا على بلدة الناقورة مستهدفا احد منازلها. وعصرا، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخين مستهدفا منزلا في المنطقة الواقعة بين بلدتي يارون ومارون الراس في قضاء بنت جبيل.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله”، أنه استهدف موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، ومجموعة من جنود العدو الإسرائيلي داخل موقع المالكية، وتجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط تلة الكرنتينا.
كما أفيد عن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في إصبع الجليل، سبقه دوي إطلاق الإنذار في بلدة كفار بلوم قرب الحدود مع لبنان.
لحل متكامل
في المواقف الرسمية من التطورات، أوضح وزير الخارجية عبدالله بوحبيب خلال زيارته الرابطة المارونية ان ” في ما يتعلق بالقرار 1701، لبنان يطالب بحل متكامل لاستقرار الجنوب، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 ويشمل انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والجزء المحتل من بلدة الغجر، ودعم الجيش اللبناني، وزيادة عديده وعتاده كي يتمكن من تعزيز انتشاره في الجنوب”.
ساحة دمار
وردا على مواقف نصرالله عن الاضرار التي الحقها “حزب الله” بالشمال الاسرائيلي، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم عبر حسابه على منصة “إكس”: “لبنان، بكل مناطقه وجنوبه أيضاً، كان مؤهلاً اكثر من غيره في منطقة الشرق الاوسط لان يكون ممتلئًا بالمؤسسات والسياح والشركات الزراعية والصناعية وغيرها، لولا تحويله منذ السبعينيات من محور المُمانعة الى ساحة دمار. هل اصبح شعاركم قوتنا بتخلّفنا”؟
لتطبيق القرار 1559
من جهته، كتب عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” النائب نديم الجميّل على حسابه عبر منصة “اكس”: “بدعة حزب الله عن حروب استباقية برهنت فشلها بعد الحرب السورية، وما سببته في لبنان من ازمات ونزوح وجرائم. اليوم، جبهة المساندة الذي يتحفنا بها نصرالله، لا تجلب للبنان غير الويلات والدمار. حزب الله لا يحمي ولا يدافع عن لبنان”. تابع: “ما يحصل في غزة من دمار ومأساة وجوع ليس انتصاراً للفلسطينيين… وما يحصل في الجنوب والبقاع ليس دفاعاً ولا مساندةً ولا انتصاراً”. ختم الجميّل: “لا خلاص للبنان قبل نزع سلاح كل الميليشيات وتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها الـ 1559”.
التحضير لمجلس وزراء
: في الغضون، أعلن الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء محمود مكية أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بصدد الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء للبحث في البنود المتعلقة بمواضيع ضروريّة. وكان ميقاتي إستقبل المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية عمران ريزا في السراي. وفي خلال الاجتماع عرض ريزا مع الرئيس ميقاتي الخطة الانمائية للعام 2024, وتم التطرق للوضعين الاقتصادي والاجتماعي في الجنوب. كما أنه أودع الرئيس ميقاتي بقرار كندا والسويد باعادة تمويل “وكالة الأونروا”.
بشائر قريبة
رئاسيا، افيد ان سفراء اللجنة الخماسية سيزورون الرئيس السابق ميشال عون ومعراب الثلاثاء. ليس بعيدا لبى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتو المناطق دعوة السفير السعودي وليد بخاري الى مأدبة إفطار أقامها على شرفهم في دارته في اليرزة. وبحسب دارالفتوى، أكد المجتمعون ان إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية هو استحقاق مهم لاستقرار لبنان. وبشروا بأن هناك مؤشرات إيجابية لانتخاب رئيس اذا حسنت وصدقت النوايا، وان الخير قادم على لبنان مهما اشتدت معاناة اللبنانيين. وثمن المجتمعون الجهود والمساعي التي تقوم بها اللجنة الخماسية والجولات التي قامت وتقوم بها على بعض الأطراف السياسية في لبنان للتأكيد على المعايير والمواصفات الوطنية التي ينبغي أن يتمتع بها الرئيس المقبل، لافتين إلى أن الحوار اللبناني -اللبناني هو عامل أساسي لاستكمال جهود اللجنة الخماسية. كما أبدوا تفاؤلهم بأن هناك بشائر إيجابية ستظهر قريبا لناحية حلحلة الأمور والعقد على كافة الأصعدة لتكون منطلقا لتفعيل عمل المؤسسات الرسمية والالتزام بمهام الرئاسات التي نص عليها اتفاق الطائف دون المساس بها.