حصاد اليوم- إسرائيل تصعّد.. وتعتبر الحرب ضد إيران “الاعتدال” مستمرّة و”الخماسية” تستأنف تحرّكها الاثنين
هل صحيح أن التاريخ يعيد نفسه؟ في حرب تموز 2006، وبالرغم من “النصر الإلهي” الذي حققه “حزب الله”، لم تترك الدبلوماسية اللبنانية شقيقًا أو صديقًا ألا وطلبت مساعدته وصولًا الى القرار 1701 الذي أوقف التدمير الإسرائيلي للبنان. أما اليوم، فقد بدأت السلطة اللبنانية، بإيعاز من “حزب الله”، بوضع شروط على الوسطاء الدوليين لا علاقة لها بالقرار 1701 للقبول بتنفيذ القرار، فيما توسع إسرائيل دائرة القتل والدمار لتبلغ مسافة مئة كيلومتر من حدودها حتى الآن. فهل تصل الحكومة اللبنانية، ومن ورائها “حزب الله”، الى وضع يفرض عليها طلب وساطات دولية لتوقف إسرائيل اعتداءاتها، بعد “نصر إلهي” جديد؟ تزامنًا لا يزال المشهد السياسي الداخلي في حال ترقب وانتظار تارة لمبادرة رئاسية نسفها “الثنائي”، واخرى لحراك تقوده اللجنة الخماسية، الذي سيستكمله السفراء الخمسة يوم الاثنين المقبل في اتجاه عين التينة وبكركي، فيما يتردد ان “الخماسية” ستجتمع على المستوى الوزاري في بيروت إن تم التوصل الى هدنة في غزة.
التصعيد مستمر
في الميدان، وبعد غارات متتالية على بعلبك امس، استهدفت مسيرة إسرائيلية صباح اليوم سيارة عند مفترق طرق قانا – الحوش عند المدخل الشمالي لمدنية صور. على الاثر أعلنت حركة “حماس” عن مقتل أحد عناصرها في الغارة، ويدعى هادي مصطفى من مخيم الرشيدية للاجئين، وهو قيادي في “القسام” ومسؤول عن الدعم اللوجستي، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل استهداف حركة حماس في كل ساحة تنشط فيها. وقد افيد عن سقوط قتيل فلسطيني واخر من التابعية السورية كان على متن دراجة نارية، وصودف مروره لحظة الاعتداء، كما سقط جريحان.
غارات وقصف
اما على الحدود، فقد شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت منطقة اللبونة وعلما الشعب وكفرا وياطر، والقنطرة. وتعرضت اطراف بلدة يارين الحدودية لقصف مدفعي. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية منزلا في بلدة الضهبرة.
عمليات الحزب
في المقابل، قال “حزب الله” انه استهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين شرق موقع حانيتا، وثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.
كذلك، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم إطلاق عدد من الصواريخ من لبنان باتجاه هضبة الجولان.
شكوى لبنانية
في الردود، أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الى الدوائر المختصة في الوزارة بتقديم شكوى امام مجلس الامن الدولي، عقب سلسلة اعتداءات إسرائيلية تعتبر الأعنف، استهدفت المدنيين في مناطق سكنية في محيط مدينة بعلبك وقرى مجاورة، مما ادى الى سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين.
كما دعا بوحبيب، بعد لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا “المجتمع الدولي إلى دعم الجيش تمكينا له من زيادة انتشاره في الجنوب اللبناني، من أجل تثبيت الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية، تنفيذا للقرار 1701”.
الحرب ضد إيران
في شأن متصل، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، إن “حركة حماس تؤخر صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، لأنها تتوقع انضمام أطراف أخرى للمعارك، خلال شهر رمضان”. وفي ما يتعلق بتصاعد التوتر في جنوب لبنان، قال كوهين: “هناك خياران، إما الحل السياسي أو الحرب، ولا أعرف أي خيار آخر”، مشددا على “ضرورة أن يفهم الجميع أن الحرب ليست ضد “حزب الله”، بل ضد إيران”.
المبادرة مستمرة
في السياسة، أكدت كتلة “الاعتدال الوطني” من دار الفتوى “أن المبادرة الرئاسية مستمرة ونحن مرتكزون على كل الرجال الوطنيين الذين هم فعلا هدفهم خدمة الوطن واللبنانيين وانتشال اللبنانيين من هذا الحرمان وهذا الواقع الاقتصادي”، مشيرة الى ان “الشكليات والآليات، تفاصيل لن تمنع استمرارنا بتحركنا لإنهاء هذا الشغور”.
خطة قواتية للانقاذ
في شأن متصل، زار وفد من “القوات اللبنانية” البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، وقال النائب فادي كرم: “وضعنا بين يدي البطريرك خطة سياسية إنقاذية قابلة للتعديل من أجل توحيد الأفرقاء الحرصاء على السيادة ويعتبرون ان اليوم الافضلية في التركيز على الامور السيادية ومنها انتخاب رأس للبلد”. وأضاف ان الخطة “تتضمن الثوابت الوطنية المعروفة ومنها انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن واحترام الدستور والشراكة وتجنيب لبنان ويلات الحروب، إضافة الى أمور اخرى يمكن ان يتم البحث فيها”.
مساعدات مشروطة
في الاقتصاد أيضًا، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعا شارك فيه وزير الاتصالات جوني القرم، والمدير الاقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط جان كريستوف كاريه، والمدير العام لهيئة “اوجيرو” عماد كريدية، ومستشار رئيس الحكومة سمير الضاهر، في السراي.
واعلن الوزير القرم بعد انتهاء الاجتماع أن “هناك توجها لدى البنك الدولي بتحويل المساعدات أو القروض التي يود منحها للبنان الى مواضيع انتاجية وليس استهلاكية، فلديه ميزانية قدرها نحو 250 مليون دولار ستوزع على قطاعات الطاقة والمياه والاتصالات.
إعادة إعمار المرفأ
ليس بعيدًا، أطلقت وزارة الاشغال العامة والنقل وإدارة واستثمار مرفأ بيروت، الإعلان عن العرض الخاص لمخطط إعادة إعمار وتطوير المرفا، برعاية وحضور الرئيس ميقاتي، وبمشاركة سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو، وعدد من الوزراء.
واستذكر السفير الفرنسي ضحايا انفجار المرفأ وعائلاتهم. وقال: “نحن لا ننساهم ولا ننسى تطلعاتهم المشروعة لتسليط الضوء على هذه المأساة الرهيبة. وفرنسا تقف إلى جانبهم”.
اضاف: “يبقى مرفأ بيروت أداة أساسية للبنان ولاقتصاده، باعتباره نقطة الدخول والخروج الرئيسية للبضائع. يحتاج الاقتصاد اللبناني بالفعل إلى ميناء بيروت مُعاد بناؤه وحديث وآمن. كما يشكل المرفأ مصدر دخل للدولة اللبنانية، وبذلك يمكن أن يساهم في تمويل تنمية البلاد”.
تحقيق المرفأ
ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة، حيا في بدايتها “أرواح ضحايا انفجار المرفأ”، وقال: “نتطلع الى استئناف التحقيق في الملف لاحقاق الحق والعدالة”.
ووجه الشكر الى الدولة الفرنسية “التي اعدت هذا المخطط وانجزته، للنهوض مجددا بهذا المرفق الحيوي لدعم الاقتصاد اللبناني ومواكبة نهوضه”، مؤكدًا أن المشروع “سيأخذ طريقه الى التنفيذ في اسرع وقت، سواء من خلال مساهمات خارجية نتطلع الى توافرها، او من إيرادات المرفأ”.