حصاد اليوم- إسرائيل توسّع نطاق عملياتها إلى بعلبك وترفع وتيرة تهديداتها بحرب تطال كل لبنان
يبدو أن قواعد الاشتباك الجديدة بدأت ملامحها تتظهر تدريجًا يومًا بعد يوم: فبعد أن ردّت إسرائيل على عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في السابع من تشرين الأول الماضي بعملية “زلزال غزة” المستمر الى اليوم والذي أدى الى تدمير ستين في المئة من مباني القطاع تقريبًا مع أكثر من ثلاثين ألف شهيد، انصرف العقل الإسرائيلي المجرم والمتفلت من أية ضوابط بالتفكير بمرحلة ما بعد بعد غزة.
في هذا السياق، تظهر تطورات الأحداث الميدانية أن إسرائيل قررت الرد على شعار “على طريق القدس” الذي رفعه “حزب الله” في نعي شهدائه، برفع شعار “على طريق قم” على طائراتها التي توسّع كل يوم نطاق عملياتها ضد أهداف إيران وأذرعها في المنطقة، من البقاع اللبناني مرورًا بجميع الأراضي السورية وصولًا الى أهداف محددة على الأراضي العراقية، فيما تولى التحالف الأميركي البريطاني التعامل مع الحوثيين في اليمن.
إبدأوا الهجوم
في السياق توجه وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير اليوم لوزير الدفاع يوآف غالانت قائلًا: “توقّفوا عن نشر الفيديوهات وابدأوا بالرد والهجوم الآن”. وأضاف: “الجيش مسؤوليتك ويجب بدء الحرب على لبنان الآن”. كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله “سنهاجم لبنان بقوة كبيرة”.
المواقف الاسرائيلية والاستعدادات والسيناريوهات والتدريبات كلها تحاكي الحرب مع لبنان وتؤشر الى قرار اسرائيلي متقدم في هذا الاتجاه. ولكن، هل تخوض تل أبيب هذه المغامرة وهي في خضم حربها مع حماس في غزة وتستعد لمهاجمة رفح، أم أنها ستؤجل أي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان الى ما بعد الانتهاء من “زلزال غزة”؟
التحليل المنطقي البسيط للأمور يعطي الأرجحية للاحتمال الثاني حتى إشعار آخر، مع إبقاء جبهة لبنان مفتوحة طالما أنها غير مكلفة لإسرائيل ومؤذية ل”حزب الله” الذي دخل مرحلة استنزاف بات غير قادر على الخروج منها.
بعلبك هدف لإسرائيل
في الأثناء، بقيت الاوضاع الميدانية في لبنان في واجهة الاهتمام مع تجدد الغارات الاسرائيلية على بعلبك لليوم الثاني على التوالي. فقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على مبنى سكني في محلة “ضهر العيرون” على طريق بعلبك- رياق الدولية، بين بلدتي السفري وسرعين، بالقرب من مؤسسة الموسوي، ما أدى إلى تدميره وسقوط شهيد و8 جرحى. وبعد نحو 5 دقائق أغارت مسيرة إسرائيلية على مزرعة عند أطراف بلدة النبي شيت، واستهدفت مبنى مؤلفا من 3 طوابق وسط البلدة قرب مرقد السيد عباس الموسوي. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا نفذنا غارات على مجمعات مهمة لحزب الله في بعلبك بالعمق اللبناني”، مشيرا الى “اننا استهدفنا مقرين في بعلبك يستخدمهما “حزب الله” في تطوير الأسلحة”.
قصف وغارات جنوبًا
أما في الجنوب، فأعلن “حزب الله” صباحا في بيان انه قصف ”مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا”. وأشارت اذاعة الجيش الاسرائيلي الى سقوط 70 صاروخاً في هضبة الجولان. ولفتت الى “انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء القرى الحدودية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان”.. كذلك، تم إطلاق رشقة صاروخية باتجاه مواقع الجيش الاسرائيلي في تلال كفرشوبا والسماقة وزبدين.
في المقابل، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على وادي السلوقي ووادي بلدة برغز والدلافة في قضاء حاصبيا، كما أغار على العديسة وعيتا الشعب وبنت جبيل وخراج بلدة السريرة. واستهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدتي حولا ومركبا.
صاروخ في حراجل
وبعد الظهر، عثرت وحدات الجيش على مسيّرة إسرئيلية تحمل صاروخا سقطت وتحطمت تحت الطريق العام عند مدخل بلدة حراجل الكسروانية بينما كانت تحلق متجهة الى البقاع لتنفيذ غارة. وسارعت الى المكان القوى الأمنية والخبير العسكري الذي عمل على تفكيك الصاروخ، بينما عملت وحدات الجيش على نقل المسيرة المحطمة من المكان.
وحدة الساحات
في مجال آخر، استقبل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، وفدا قياديا من حركة “حماس” برئاسة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة الدكتور خليل الحية. تم خلال اللقاء، بحسب بيان، عرض التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعددة، وكذلك “مجريات المفاوضات القائمة من أجل التوصل إلى وقف العدوان على غزة وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.
فرونتسكا والقرار 1701
وسط هذه الاجواء، إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته في صورة الاحاطة الدورية لمجلس الامن بشأن القرار 1701 وأبلغته انها في صدد المغادرة الى نيويورك لمناقشة هذا الملف. ايضا استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري فرونتسكا، وكان بحث في المستجدات السياسية والميدانية.
هجرة النازحين
دبلوماسيا ايضا، جال وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كوبوس على المسؤولين اللبنانيين، واستهل لقاءاته من السراي حيث استقبله ميقاتي. في خلال الاجتماع، شدد الوزير القبرصي على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لحل أزمة الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين الى اوروبا عبر قبرص انطلاقا من السواحل اللبنانية. أما رئيس الحكومة فأكد أن “لبنان يهمه أن تكون قبرص داعمة ضمن الاتحاد الاوروبي لطلبه دعم واغاثة النازحين السوريين في بلادهم”.
بعدها التقى الوزير القبرصي نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
تشاور ضمن الدستور
في السياسة، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وفدا من “القوات اللبنانية” برئاسة النائب غسان حاصباني الذي قال “نتمنى أن نعود إلى الأولويات الوطنية اليوم، إلى انتخاب رئيس جمهورية من دون الخروج عن قواعد الدستور، واختلاق قواعد وأعراف جديدة. نحن منفتحون للتشاور مع الأفرقاء في المجلس النيابي ما دمنا ضمن الدستور الذي ينص على أنه وجب أن يتداعى النواب لجلسات مفتوحة مع دورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية”.
التسوية لم تنضج
في المواقف ايضا، كشف عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور أن “الأوان لم يحن للتسوية السياسية، وكل جدل حالي عن شكليات الحوار لا معنى له. فالخلاف الفعلي هو هل سيكون هناك سلة اسماء تستبعد الاسماء التي لا تعتبر وفاقية ام لا”؟ واضاف أن “الخماسية توافق على مبادرة كتلة الاعتدال، ولن يكون هناك انتخاب رئيس من دون الوصول الى فكرة الخيار الثالث”.