حصاد اليوم- بري “يغتال” مبادرة “الاعتدال” الرئاسية ولبنان يسجّل رقمًا قياسيًا جديدًا لأسوأ عملة
لم يتأخر رئيس مجلس النواب نبيه بري “ليبقّ البحصة” ويعلن صراحة اغتيال مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” المدعومة من اللجنة الخماسية والتي كانت توشك على فتح أبواب مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية. فلا التهديدات الإسرائيلية اليومية باجتياح لبنان، وهي مترافقة مع تدمير ممنهج للقرى الحدودية واغتيال لا يتوقف لقادة ومقاتلي “حزب الله”، ولا الانهيار الاقتصادي والمالي الذي وضع الليرة اللبنانية في صدارة قائمة أسوأ العملات بتدهورها أمام الدولار بأكثر من 83 بالمئة، جعلت “الثنائي الشيعي” القابض على السلطة يقتنع بان حظوظ مرشحه الرئاسي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أصبحت شبه معدومة، وفي الوقت نفسه بأن انتخاب رئيس للجمهورية يشكل الخطوة الأولى على طريق وقف الانهيار ومن ثم النهوض بالبلد.
بري رئيس الحوار
ومع بداية شهر رمضان المبارك ودخول الحركة السياسية صومًا عن الأفعال يترافق مع الصوم عن الطعام، من المتوقع أن تشهد المبادرات والاتصالات، سيما على الخط الرئاسي، نوعا من المراوحة السلبية. الا ان المواقف التي اطلقها الرئيس بري من مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” اليوم، تفاعلت. و قال بري: “ان الأمانة العامة للبرلمان هي مَن توجّه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار الذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة، لعل التلاقي على طاولة مستديرة يؤدي إلى التوافق على اسم مرشح معيَّن من شأنه أن يسهّل انتخابه، لأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان تتطلب منا اليوم قبل الغد وضع حد لاستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية”.
القوات وطاولة بري
على الاثر، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” بيان جاء فيه: اختلط الأمر على الرئيس نبيه بري، فاعتبر ان رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ بأن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية، وما يطرحه حول طاولة حوار رسمية تدعو إليها الأمانة العامة في مجلس النواب ويترأسها الرئيس بري يعني أنّ كل الاستحقاقات الدستورية، بدءًا برئاسة الجمهورية، مرورًا بتكليف رئيس حكومة، وصولا إلى تأليف الحكومة، تمرّ عن طريق طاولة الرئيس بري بالتحديد، وهذا مخالف للدستور، ويتناقض مع ميثاق العيش المشترك، وهذا ما لن يسير به أحد. وما يطرحه الرئيس بري يعني وكأن الكتل النيابية ليس لديها حرية الاجتماع بعضها مع بعض، الأمر غير الصحيح إطلاقًا، فيما مهمة الرئيس بري والأمانة العامة لمجلس النواب محصورة بالدعوات إلى جلسات الهيئة العامة والعمل المجلسي، ولا علاقة لهم بتلاقي الكتل النيابية أو عدمه بالحوارات الجانبية، أو التشاور في أي موضوع أو خطوة تراها الكتل النيابية مناسبة..
لقد أضاع الرئيس بري، ويا للأسف، أكثر من سنة و4 أشهر حتى الآن بتعطيله الانتخابات الرئاسية، وهو يهدِّد بإصراره على حواره مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” التي تنص على التداعي والتشاور لجلسة واحدة وليس على الحوار المعلّب مسبقًا بهدف إيصال الوزير السابق فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، والمرفوض تحويله أيضًا إلى عرف يسبق كل استحقاق دستوري. مرتا مرتا تطرحين أمورًا كثيرة يمينًا وشمالا، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسيّة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
حراك الخماسية
ليس بعيدا، وفي وقت من غير المستبعد ان يزور اكثر من مسؤول لبناني الدوحة لاستعراض المستجدات سياسيا وامنيا، في ظل جولة جديدة سيقوم بها “سفراء الخماسية” على القيادات، استقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في مكتبه في المجلس، سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو، حيث تم البحث في المستجدات على الساحة الداخلية وتطورات الأحداث في الجنوب، وتطرق الى الملف الرئاسي والى جهود اللجنة الخماسية في هذا السياق.
كما استقبل فرنجيه، في دارته في بنشعي، السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون في زيارة تعارف بعد توليها مهامها كسفيرة لبلادها في لبنان. وكانت مناسبة لمناقشة الأوضاع السياسية العامة والمستجدات الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية.
بداية أمل
في الاثناء، وفيما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّه بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر نهار الثلثاء الموافق فيه 19 اذار، اكد “اننا نتابع الاتصالات مع جميع المعنيين محليا ودوليا لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجه التحية لارواحهم، وباذن الله فان الامور لن تتطور أكثر من ذلك”. وردًا على سؤال عما إذا كان يتوقع انتخاب رئيس الجمهورية قريبا، قال “أتمنى ان تجري الانتخابات في أسرع وقت، واليوم قبل الغد، لان الانتخاب ضروري لكي تستقيم المؤسسات الدستورية وتبدأ ورشة الإصلاح المطلوبة”. وختم ميقاتي “انتخاب الرئيس ليس نهاية المطاف، بل هو بداية أمل من اجل الاصلاح والحل في البلد”.
الليرة تتصدّر القائمة
ماليا، إحتلّت الليرة اللبنانية صدارة قائمة العملات الأسوأ أداء هذا العام، إذ تراجعت أمام الدولار بأكثر من 83 بالمئة، وتلتها الليرة النيجيرية بتراجع يناهز 42 بالمئة منذ بداية 2024. وبحسب بيانات بلومبيرغ، حل الجنيه المصري ثالثاً بين أسوأ العملات أداء هذا العام وذلك بعد تراجعه بنسبة 38.3 بالمئة أمام الدولار منذ بداية العام الجاري.
تحديد سعر الصرف
وكان وزير المالية يوسف خليل قد نفى تحديد سعر الصرف للسحوبات على الـ 25000 ليرة للدولار الواحد، وقال في بيان “البتّ في هذا الموضوع أصبح أمرا ملحّا لتفادي التضليل والاستنسابية والاطاحة بحقّ المودعين”.
غارات وقصف
ميدانيا، يراوح الوضع مكانه ويبقى التوتر على حاله على الحدود. فقد شن الطـيران الحربي الاسرائيلي قبل ظهر اليوم غارة على اطراف بلدة الجبين استهدفت منزلا، فيما اعلن الجيش الإسرائيلي ان “طائراتنا الحربية قصفت موقعا عسكريا لحزب الله في الجبين وهاجمنا موقعاً عسكرياً في الطيبة خلال الليل”. وتعرضت تلة حمامص لقصف مدفعي. وسقطت مسيرة معادية جراء عطل فني في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا. اما صباحا، فألقى الجيش الإسرائيلي بواسطة مسيّرة مناشير فوق منطقة الوزاني، جاء فيها: “يا ابن الجنوب، “حزب الله” يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، ويدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام”.
عمليات “حزب الله”
من جانبه، اعلن “حزب الله” انه شن “هجوماً جوياً بأربع مسيرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع وأصابت أهدافها بدقة”. واستهدف بقذائف المدفعية انتشارا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع الراهب. كما اعلن استهدافه مربض مدفعية العدو في خربة ماعر وانتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيطه بالأسلحة الصاروخية.
و في بيان آخر اعلن انه استهدف موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، ومجموعة لجنود الجيش الإسرائيلي عند قيامها بتركيب تجهيزات تجسسيه جديدة في موقع المرج.
كما اعلن “حزب الله” أنه تصدى لمسيرة إسرائيلية في أجواء المناطق الحدودية وأجبرها على العودة للأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونعى الحزب الشهيد علي محمد زين “بلال” مواليد عام 1991 من بلدة سحمر في البقاع الغربي.
الجيش واليونيفل
الى ذلك، استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الجنرال أرولدو لازارو، وتناول البحث التعاون والتنسيق بين الجيش واليونيفل في ظل الوضع الراهن في الجنوب.