سلّوم: هل المطلوب إنتحار المرضى؟
نقيب الصيادلة الدكتور جو سلّوم قال لـ”نداء الوطن”: “المأساة الأكبر هي مشكلة أدوية الأمراض المستعصية ومرضى السرطان بحيث أن أكثر من 30.000 مريض سرطان وأكثر من 4000 مريض تصلّب لويحي، وآلاف المصابين بأمراض مستعصية، لا يجدون أدويتهم. وإذا توفرت تكون بصورة متقطعة (أي كل 3 أشهر على سبيل المثال لا الحصر). ومن هنا يلجأ البعض منهم الى السوق السوداء للأسف، حيث الدواء المزوّر والمهرّب والمحفوظ بطريقة خاطئة والمنتهية صلاحيته، ويكون بذلك المرضى ضحية شبكات التهريب”.
وتابع: “معاناة مرضى السرطان والأمراض المستعصية ليست وليدة اليوم، إنّما هي منذ أزمة الدعم، فكان الدواء في حينها مدعوماً بالكامل، وكان منها ما يُهرَّب الى الخارج على حساب المريض اللبناني”.
أضاف سلّوم: “مع تقليص الدعم تقلّص الدّعم أيضاً على دواء مرضى السرطان. ومن 35 مليون دولار شهرياً بات محصوراً بـ5 مليون دولار شهرياً. أي أن ما يوازي 90 % من المرضى لا يحصلون على أدويتهم”.
وقال سلّوم: “بات من الضروري نتيجة الأزمات المستفحلة، تغيير السياسة الدوائية للدولة اللبنانيّة. فبدل استيراد هكذا نوع من الأدوية عبر الشركات المستوردة، على الدولة أن تستورد العدد الفعليّ للأدوية المدعومة المطلوبة للمرضى المسجلين، مع تسجيلهم من مصادر جيدة وألا نستورد أدوية إرضاءً لأي جهة سياسية مستوردة”.
وسأل: “العدد الأكبر من مرضى السرطان لا يأخذون دواءهم، جرّاء تحويلهم الى بروتوكولات أخرى مختلفة، أو يعطى المريض دواءه العلاجي كل 5 إلى 6 أشهر للأسف، ومن لديه إمكانية مادية يشتريه على حسابه الخاص”.
أضاف: “منذ فترة قصيرة، عمد أحد مرضى التصلّب اللّويحي الذي لا يناهز عمره الـ34 ربيعاً، إلى إطلاق النار على نفسه وانتحر، نتيجة عدم تأمينه الدواء، كونه بدأ يشعر بعوارض الشلل بسبب غياب الدواء، ففضل الانتحار للأسف”.
وسأل: “هل مصير مرضى السرطان هو الانتحار؟ هل المطلوب من مرضى الأمراض المستعصية الانتحار؟”.
وتابع: “بعض الأدوية المختصة بمرضى السرطان متوفّرة بشكل غير مدعوم وبيعها شرعيّ”.
وختم بالقول إنّ “نسبة الوفيات ترتفع عند هؤلاء المرضى في لبنان نتيجة كل ما يحصل في ما خصّ أزمة استيراد الدواء”.