حصاد اليوم- مبادرة “الاعتدال” تترنّح بضربات الممانعة والمطارنة الموارنة يحذرون من تسويات بغياب الرئيس
في ضوء حالة المد والجزر المتبادلة بين التصعيد العسكري والمساعي الدبلوماسية للتهدئة، تسارعت وتيرة الاتصالات الداخلية والخارجية، ومعها التحذيرات من مغبة انزلاق لبنان الى حرب مفتوحة يدرك الجميع نتائجها على بلد مفكك على شفير الانهيار.
ومع استمرار “الحرب المدَوزنة” جنوبًا، يراوح الاستحقاق الرئاسي مكانه في ضوء إصرار “الثنائي الشيعي” على العرقلة، وهو بات قاب قوسين أو أدنى من إسقاط مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” بالضربة القاضية، بعدما لاقت ترحيبًا في أوساط المعارضة وشكلت فرصة لإحداث خرق داخلي مدعوم من الخارج في جدار الملف الرئاسي.
قلق “اليونيفل”
وفي متابعة للتطورات جنوبًا، كانت جولة لقائد قوات “اليونيفل” العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو الذي زار عين التينة حيث تابع مع رئيس المجلس نبيه بري المستجدات السياسية والميدانية. كما إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الجنرال لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و”اليونيفل”. واطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الامن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.
بين الحرب والتسويات
في شأن متصل، رفض المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري في بكركي، “رفضا قاطعا زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها”، وطالبوا “الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية”. وتابعوا في بيان “يُحذِّر الآباء من مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية. ويلفتون نظر أفرقاء الخارج تكرارًا، العاملين على هذا الصعيد، إلى أن أيَّ تفاوضٍ لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأن ذلك يخضع لتجميدٍ حتمي حتى انتخابه”.
الحزب مسؤول
في السياق، شدد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل خلال استقباله في بكفيا العضو الفرنسي من حزب الجمهوريين في البرلمان الأوروبي جيوفري ديديه، على مسؤولية “حزب الله” عن جر لبنان الى الحرب وفرض معادلة “وحدة الساحات”. كما تمت مناقشة موضوع اللاجئين السوريين واهمية دور الاتحاد الأوروبي بتأمين عودة آمنة لهم.
غارات وقصف
في تطورات الجنوب، شن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد ظهر اليوم، غارة، على دفعتين، مستهدفا اطراف بلدتي كفرا وياطر ملقيا صاروخين لم ينفجرا. وتعرضت أطراف بلدة الفرديس- قضاء حاصبيا لقصف مدفعي اسرائيلي. كما استهدفت غارات إسرائيلية بلدة يارون ومنطقة الخراريب في كفرا، وتلة الحقبان في بلدة ياطر.
وافيد عصرا عن غارة إسرائيلية استهدفت بلدة الظهيرة في القطاع الغربي، وعن غارة من مسيرة استهدفت أطراف مروحين، واخرى على أطراف الناقورة الغربية. كما اغار الطيران الاسرائيلي على المنطقة الواقعة بين بلدتي الجبين وطيرحرفا.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه “شن هجومًا جويًا بمسيرة انقضاضية على موقع المطلة وأصابت هدفها بدقة”. كما اعلن استهدافه موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية. واستهدف الحزب أيضًا موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا بالأسلحة الصاروخية، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة.
ولاحقًا نعى “حزب الله” الشهيد المجاهد حسن علي حسين “مجاهد” مواليد عام 1963 من بلدة حولا في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد علي حسن حسين “علي الأكبر” مواليد عام 1999 من بلدة حولا.
مبادرة “الاعتدال”
في الملف الرئاسي، زار وفد من تكتل “الاعتدال الوطني” الرئيس ميقاتي. بعد اللقاء قال النائب وجيه البعريني: “زيارتنا الى دولة الرئيس تضمنت موضوعين الاول، يتعلق بالمبادرة التي نقوم بها، ووضعناه في مجمل الاجواء التي رافقت جولاتنا من بدايتها حتى نهايتها، وسنلتقي يوم السبت المقبل الرئيس بري لنتشاور معه في النتائج التي توصلنا اليها. أما الموضوع الثاني فهو مطلبي ويتعلق بموظفي القطاع العام حيث هناك صرخة كبيرة من الموظفين”.
وردا على سؤال عما اذا كانت مبادرة التكتل مستمرة قال: “المبادرة مستمرة ولا يأس مع العمل والحياة، ونحن سنكمل عملنا والرأي العام سيحكم على ما نقوم به، واذا حصلت عرقلة لمبادرتنا سيظهر من هو المعرقل، وحتى الان الابواب لا تزال مفتوحة وهناك بعض الايجابيات التي نعمل على اساسها ونحاول تطويرها وتنميتها. الجميع مسؤولون عن هذا الامر وما نقوم به هو لوضع النقاط على الحروف”.
تعطيل “الممانعة”
وفي ظل تعثر مسعى تكتل “الاعتدال الوطني”، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيان جاء فيه “مع كل مبادرة رئاسية جديدة يسقط القناع ويتأكّد بالدليل الحسّي والملموس ما تعلنه المعارضة تباعاً وتكراراً بأن محور الممانعة لا يريد حواراُ و”لا من يحزنون”، بل كل ما يبتغيه بالدعوات المتكرّرة للحوار, هو محاولة تفريق صفوف الذين لا يريدون مرشحه، من خلال السعي لإقناع البعض، ببعض المكتسبات مقابل تأييد مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية. إن كتلة “الوفاء للمقاومة” قد بقّت البحصة مرة لكل المرات: مرشحنا الأول والأخير والنهائي هو رئيس تيار “المرده” ولا مجال لأي بحث آخر. وهكذا أسقط محور الممانعة محاولة تكتل “الاعتدال الوطني” ومحاولاتنا جميعاً لإنهاء الشغور الرئاسي.. إن محور الممانعة بكل مكوّناته وتلاوينه يتحمّل مسؤولية تعطيل البلاد وشلّها، خصوصا في خضم هذه الظروف الصعبة والخطيرة، والحل الوحيد، أمس واليوم يكمن في دعوة رئيس مجلس النواب إلى جلسة انتخابات رئاسية بدورات متتالية حتى إنتخاب رئيس جديد للبلاد”.
نوايا لضرب الشراكة
اما المجلس السياسي في “التيار الوطني الحر” وبعد اجتماعه الدوري فاعتبر “أن ترجمة الفصل بين الإستحقاق الرئاسي وحرب غزة تكون بالإسراع في إنتخاب رئيس توافقي إصلاحي يعكس بشخصه الشراكة المتوازنة ويحظى بدعم وازن من الكتل النيابية، أما عكس ذلك فيطرح علامات إستفهام حول وجود نوايا فعليّة للبعض بضرب الشراكة وعدم الإستعجال بإنتخاب رئيس للجمهورية وحكم البلاد من دونه وبالتالي إقصاء المسيحيين عن الحكم”. وحذّر “التيار” من أن التمادي في كسر الشراكة الوطنية قد تنتج عنه ردّات فعلٍ ليست في مصلحة وحدة اللبنانيين”.
الاستحقاق البلدي
في شأن داخلي آخر، عقدت لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات جلسة قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي برئاسة النائب جهاد الصمد الذي أكد في ختامها أن “هناك اجماعا على ضرورة اجراء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها مع تأكيد ضرورة مراعاة الوضع الامني نتيجة العدوان الاسرائيلي الذي يتعرض له لبنان”. وأضاف أنه “في الجانب المالي لا يوجد أي مشكلة”.
لاحترام النصوص
في السياق، أكد النائب زياد الحواط “ضرورة إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها الدستوري “، داعياً الحكومة “أولاً ومجلس النواب ثانياً إلى احترام النصوص الدستورية المتعلقة بهذه الإنتخابات”.
وقال في مؤتمر صحافي عقده باسم تكتل “الجمهورية القوية” في مجلس النواب: “إن وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أكد الجهوزية المالية واللوجستية والإدارية للوزارة لإجراء هذه الإنتخابات في موعدها، ومجلس الأمن المركزي سيحدّد القرى والبلدات الحدودية التي تشهد حرباً وخصوصاً قرى الشريط الحدودي، وسيتم تأجيل الإنتخابات فيها إلى موعد آخر”.
وأشار الحواط إلى أنه في حال لم نعتمد هذا الحل فإننا نكون ننسف آخر معاقل الشرعية في لبنان، والتي تحقق الإنماء وتنجز المشاريع الإنمائية في ظل الغياب الكامل للدولة”، مشددا على أن أي تأجيل لهذه الإنتخابات يشكّل ضرباً لما تبقى من شرعية في لبنان “.