حصاد اليوم- سفراء “الخماسية” والرئاسة في السراي بوحبيب: مستعدون للحرب وأي هجوم إسرائيلي لن يكون نزهة
هل تفعلها إسرائيل وتنفذ تهديداتها بهجوم بري محدود أو متوسط في الأراضي اللبنانية، وهل انتهت المهلة المعطاة من قبلها للحل الدبلوماسي؟
إنه السؤال المحوري الذي دارت حوله كل الاتصالات واللقاءات والاجتماعات المعلنة وغير المعلنة اليوم، حتى أن الكثير من التحليلات والتصريحات تطرقت الى هذا الأمر. وحده “حزب الله”، الذي يتلقى ضربات موجعة يردّ عليها بحذر شديد، لم يعلق على الأمر وكأنه لا يعنيه، محاولًا الايحاء للداخل والخارج بأن الأمر ليس بيده، أو أنه ليس هو من فتح الحرب على اسرائيل في 8 أكتوبر الفائت دعمًا لغزة، وما زال الى اليوم يربط مصير لبنان بمصير غزة تطبيقًا لمشروع وحدة الساحات الإيرانية.
بوحبيب: مستعدون للحرب
في المقابل، حسمها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب بتهديد إسرائيل بأن “أي هجوم على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليمية”، لافتا الى “اننا نريد سلاما على الحدود ومستعدون لاستقرار كامل على حدودنا والتفاوض مع اسرائيل عبر الامم المتحدة او فرنسا او اميركا، ونحن مستعدون للحرب إذا فرضت علينا”.
تحرك عاجل للخماسية
هذه التطورات استدعت تحركًا جماعيًا سريعًا لسفراء دول اللجنة الخماسية (السفير السعودي وليد بن عبدالله بخاري، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، السفير المصري علاء موسى وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون) الى السراي الحكومية حيث استقبلهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وفي خلال الاجتماع، أشاد رئيس الحكومة بجهود اعضاء اللجنة و”شجعهم على المضي في العمل لتوحيد الرؤية والدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن يكون الرئيس راعيا للحوار وداعما للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والركيزة الاساسية في تطبيق الدستور وإتفاق الطائف”.
للإسراع بانتخاب رئيس
بعد اللقاء، قال السفير المصري: “تناولنا خلال اللقاء، ثوابت عدة وسأكررها مرة أخرى ألا وهي أن الامر بات ملحا لسرعة انتخاب رئيس، فالظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة تدفعنا جميعا سواء الإخوة في لبنان او بمساعدة الخماسية لانجاز هذا الاستحقاق، واكدنا مرة اخرى وحدة موقف “الخماسية” والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات طالما شعرنا ان الالتزام والارادة موجودة بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية”.
وتابع:” هناك نفس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول الى موقف واحد وخارطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية. من الممكن ان نستكمل في الفترة المقبلة محادثاتنا ولقاءاتنا مع مختلف القوى السياسية للوصول الى موقف والتزام واحد تجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق في اقرب وقت ممكن”.
ترحيب بالحوار
في شأن متصل، رحبت كتلة “اللقاء الديمقراطي” “بكل مبادرة هادفة إلى الحوار أو التشاور حول الملفات المحلية، وفي مقدمها ملف الاستحقاق الرئاسي”، مجددة الدعوة إلى “ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت لإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية في البلد”.
وأكدت الكتلة أن “انتظام العملية السياسية والاستحقاقات الدستورية، يشكل مدخلا للولوج نحو الإصلاحات الحقيقية الاقتصادية والإدارية والمالية التي تبدأ بالوقف الفعلي لمكامن الهدر والتهرب والتهريب التي تأتي على حساب الطبقات الفقيرة”.
منفتحون على جميع المبادرات
في السياق، قال النائب نديم الجميل بعد لقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده: “السيادة اللبنانية لا تتقسّم وليس بإمكان أحد أخذ سيادة لبنان على عاتقه فقط، أو أن يحتكر حرية هذا البلد أو سيادته أو أمنه أو الدفاع عنه”.
وردًا على سؤال حول المبادرة التي تقوم بها كتلة “الاعتدال الوطني” قال الجميل: “لننتظر ونر إلى أين ستؤدي هذه المبادرة. نحن منفتحون إلى أقصى حد على كل المبادرات التي يمكن أن تؤدي إلى حلحلة المشاكل، ولكن أي مبادرة يجب ألاّ تكون على حساب المبادئ وعلى حساب الموقق الوطني، وهذا ما تعتمده المعارضة”.
الخطر يحدق بلبنان
ثم استقبل المطران عودة نائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني الذي قال بعد الزيارة: “لا شك أننا نعيش ظروفا صعبة ودقيقة جداً، لبنان على أبواب ومشارف تصعيد محتمل على المستوى العسكري، وأيضاً هناك حركة دبلوماسية كبيرة تحاول تفادي التصعيد، حركة ظرفية نافذتها محدودة، لكن نتمنى أن تصل إلى نتائج تجنّب لبنان أي تصعيد أو أي ضرر إضافي”.
واشار الى ان “الخطر يحدّق بجنوب لبنان وكافة الأراضي اللبنانية، علينا اليوم تحصين الوضع الداخلي. المبادرة التي حصلت تجاه الانتخابات الرئاسية، كنا متلقّفون لها بإيجابية لأنها تمثّل ثوابت أساسية”. وأضاف: “أهمية انتخاب رئيس جمهورية في هذه المرحلة هو أن لبنان بحاجة إلى تحصين، أن يكون رأس هرم السلطة الإجرائية موجود، لأنه هو يمثّل لبنان بالمحافل الدولية، هو باب ومفتاح للحلول الاقتصادية والمالية القادمة ولأي نقاش دبلوماسي قد يحصل حول لبنان ودوره”.
لبنان لا يريد الحرب
في الإطار نفسه، قال النائب ابراهيم كنعان بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي: “الشعب اللبناني يجمع على رفض الحرب، وهناك أجواء دولية تساعد على عدم حصول الحرب. فما هي الاجراءات المتخذة عملياً؟ فما هو المسار الفعلي لتطبيق القرار 1701 لحماية ناسنا في الجنوب ولبنان، بالتوازي مع رفض المجازر التي تحصل في غزة”؟
وفي الملف الرئاسي قال كنعان: “المعروف أن التعطيل يتمدد ويشمل كل المرافىء، بما فيها السلطات المحلية أذا لم يتم انتخاب رئيس. فما الذي ننتظره؟ مبادرات؟ ومع الترحيب بكل المبادرات المطلوب الذهاب الى الجوهر، واي حوار يجب أن ينطلق من الدستور الذي يحدد كيفية انتخاب رئيس. و”حلنا” بعد سنة ونصف على الفراغ أن نحدد خياراتنا ونحسمها في مجلس النواب”.
قصف وغارات
في الميدان، استمر القصف الاسرائيلي على وتيرته اليومية، واستهدفت غارة اسرائيلية بعد ظهر اليوم أطراف مروحين. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي بلدتي حولا والوزاني – قضاء مرجعيون. وافيد عصرا عن سلسلة غارات اسرائيلية استهدفت أطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب. وظهر اليوم، شن الطيران الاسرائيلي غارتين استهدفتا اطراف جبل بلاط لجهة شيحين ورامية
عمليات الحزب
في المقابل، أصدر “حزب الله” سلسلة بيانات أعلن فيها انه أسقط ليلًا “مُحلّقة لجيش العدو الإسرائيلي في وادي العزية”. كما اعلن أنه استهدف تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط ثكنة راميم، وموقع البغدادي، وقوة اسرائيلية في محيط موقع المنارة. كما اعلن الحزب انه “بعد رصد مجموعة من جنود الاحتلال الصهيوني كانت تستعد للتموضع في مستوطنة معيان باروخ، قام عند الساعة 01:07 من بعد الظهر، بإطلاق مسيرة هجومية إنقضاضية في اتجاهها وإصابتها إصابة مباشرة”.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي بأن “طائراتنا الحربية قصفت منشأة عسكرية ل”حزب الله” في عيتا الشعب وبنى تحتية في جبل بلاط جنوبي لبنان”.
الرواتب الأسبوع المقبل
في الشأن الاقتصادي- المعيشي ذكرت معلومات أن موظفي وزارة المال إلى العودة عن قرارهم رفض إعداد رواتب ومعاشات موظفي القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين.
وهناك توجٌه إلى البدء بإعداد الجداول بهذه الرواتب والمعاشات اعتباراً من الإثنين المقبل، وذلك “تحسساً منهم بظروف زملائهم في القطاع العام ومدى حاجتهم الى مستحقاتهم المالية، من جهة. ومن جهة أخرى بسبب حلول شهر رمضان”.