حصاد اليوم- تحذير اميركي من غزو اسرائيلي للبنان وميقاتي يتوقع انطلاق محادثات التهدئة بعد هدنة غزة
“إن الهجوم الوحشي الذي نفذته حماس ألهب المنطقة”.. “هناك اطراف اقليمية عديدة تعتقد ان بإمكانها اللعب بالنار دون ان تحترق ولا سيما “حزب الله”.
كلام فيه الكثير من الواقعية والقليل من الدبلوماسية أطلقه وزير خارجية النمسا ألكسندر شالينبرج من قصر بسترس، وهو يقف الى جانب الوزير عبدالله بوحبيب الذي تبنى مع حكومة تصريف الأعمال شعار وقرار وحدة الساحات الذي ربط الساحة اللبنانية بالساحة الغزاوية التي تتآكل كل يوم بشرًا وحجرًا. وعندما سئل حول ما نقلته CNN عن الادارة الاميركية حول التخطيط لتوغل بري اسرائيلي في لبنان نهاية الربيع المقبل، عاد الوزير النمساوي ليجيب بدبلومسية حمالة أوجه قائلًا: “الجميع مسؤول عن عدم التصعيد”.
ربط الساحات
في المقابل، ومع استمرار الوضع الميداني جنوبًا متأرجحًا بين السيئ والأسوأ، عاد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ليؤكد في حديث إلى “رويترز” التزام لبنان بوحدة الساحات قائلًا: “هناك حديث جدي قد يكون مطلع الأسبوع القادم عن وقف العلميات العسكرية في غزة يسمى “تفاهم رمضان”، ووقف القتال في غزة سيطلق المحادثات حول التهدئة في لبنان”. وتوقع ميقاتي محادثات لأسابيع لتحقيق “استقرار طويل الأمد” في جنوب لبنان بمجرد التوصل إلى اتفاق غزة، واكد بانه “يثق أن حزب الله سيوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه”. واعلن بان “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان قريبا”.
الأبراج البريطانية
وفيما الميدان الجنوبي يغلي، والتحذيرات من مخططات اسرائيلية لغزو لبنان تتوالى من كل حدب وصوب، عاد طرح بناء الابراج على طول الحدود الجنوبية، لاعادة الاستقرار اليها، الى الواجهة اليوم، مع جولة مسؤول عسكري بريطاني على المسؤولين.
فقد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المارشال مارتن سامبسون والوفد المرافق حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما الميدانية منها. ايضا، استقبل الرئيس ميقاتي سامبسون الذي وضع رئيس الحكومة “في اجواء الجولة التي يقوم بها في المنطقة في اطار مساعي التهدئة واعتماد الحلول الدبلوماسية وايجاد حل دائم للقضية الفلسطينية”. كما التقى وزير الدفاع الوطني موريس سليم في مكتبه المارشال سامبسون.
عملية برية إسرائيلية
في السياق، كشف مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية ومسؤولون مطلعون على المعلومات الاستخبارية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخططات إسرائيلية لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وقال مسؤول أميركي مطلع لـ”سي ان ان”، إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل. كما أشار إلى أن “الإدارة تعمل وفق افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة”. وتابع قائلاً: “ليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع”. أضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالاً واضحاً. وفي حين لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفق ما أوضح شخص مطلع لشبكة “سي أن أن”.
غارات وقصف
في الميدان، تعرضت بلدة الجبين وأطرافها لقصف مدفعي اسرائيلي مباشر قبل الظهر، من دبابات الجيش الاسرائيلي في الضهيرة. وأطلقت القوات الاسرائيلية منطادا تجسسيا فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق. وتعرضت اطراف طير حرفا لقصف مدفعي. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي مرتفعات الهبارية، فيما استهدف الطيران المسير بلدة بليدا. كما شنت طائرات الجيش الاسرائيلي اكثر من غارة على منطقة اللبونة وجبل بلاط، والمنطقة الواقعة بين رامية وبيت ليف. وصباحاً، استهدف الجيش الاسرائيلي بالقذائف المدفعية أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.
وفي السياق، أعلن المرصد السوري المعارض عن سقوط قتيل على الأقل بقصف سيارة يرجّح أنها تابعة ل”حزب الله” في ريف حمص على الحدود السورية اللبنانية.
عمليات “حزب الله”
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه استهدف انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام، وتجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط تلة الكوبرا، ومستوطنة “إيلون”. كما نعى الحزب الشهيد محمود علي حمود من بلدة كفرا.
“الاعتدال” و”الوفاء”
سياسيا، على الخط الرئاسي، وفي حين يستقبل الرئيس ميقاتي سفراء اللجنة الخماسية الدولية صباح الجمعة، أعلن النائب وليد البعريني، في حديث اذاعي أن كتلة “الاعتدال الوطني” ستلتقي الاثنين المقبل كتلة “الوفاء للمقاومة”. وعن اللقاء مع “التكتل الوطني المستقل”، لفت البعريني إلى أنّه لم يكن عاصفاً ولم تتخلّله أي ردود فعل عصبية. واكد البعريني أنّ “الرئيس نبيه بري لم يضع أي شروط على التكتل”، ناقلاً عنه “ضرورة الالتقاء في منتصف الطريق مع باقي الأفرقاء، وعلى أن تلاقي المبادرة تأييداً من الجميع”.
في انتظار الأعياد
من جانبه، وعن تحرك كتلة “الاعتدال الوطني” بالنسبة للانتخابات الرئاسية، قال النائب سجيع عطية من السراي “الامور تسير بشكل ايجابي وعلى أحسن ما يرام، ونأمل ان تحل الأعياد ونكون قد انتخبنا رئيسا للجمهورية”.
حوار غير مقيّد
وفي السياق، قال عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله لفت “في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة حرب الدفاع عن بلدها وحماية شعبها، فإنَّها تتطلع دائمًا إلى معالجة القضايا الداخلية، بما يؤمن الاستقرار السياسي وانتظام عمل مؤسسات الدولة وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية”، وأشار إلى أن “حزب الله مع الحوار الداخلي غير المقيّد بأي شروط مسبقة، أو وضع فيتوات أو فرض خيارات محدَّدة”.
الاتحاد العمالي يشكر
اما معيشيا، فعاد عدد لا بأس به من الادارات الى العمل اليوم غداة الزيادات التي اقرها لها مجلس الوزراء فيما بقي آخر خارج الخدمة، لا سيما تعاونية موظفي الدولة. وقد استقبل ميقاتي وفدا من “الاتحاد العمالي العام” برئاسة بشاره الأسمر الذي اعلن بعد اللقاء “زيارة دولة الرئيس اليوم هي لشكره على المرسوم الذي صدر بالأمس. طبعا هناك بعض الشوائب والنواقص ولدينا اتجاه لمعالجتها لاسيما في ما يتعلق بهيئة “أوجيرو”. أكدنا دعم الإتحاد لهذا المنحى العلاجي، وما يهمنا هو استمرار التوازن المالي حتى لا ندفع ثمنا غاليا لمسألة زيادات الأجور”. أضاف “إن ما حصل بالأمس جزء من علاج، فيجب إعادة جدولة المدفوعات في القطاع العام لتدخل في صلب الراتب، لأن كل هذه العطاءات لا تنعكس ايجابا على تعويضات نهاية الخدمة لدى الموظفين والعسكريين”.
العسكريون المتقاعدون يرفضون
في المقابل، قال تجمع العسكريين المتقاعدين في بيان “أمّا وقد اجتمعت الحكومة أمس مستغلة حسن نوايا العسكريين المتقاعدين بافساح المجال أمامها لمعالجة موضوع الرواتب والأجور بطريقة عادلة تنصف الجميع، وبعد أن اصدرت الحكومة قراراتها حول هذا الموضوع بصورة لا تراعي أبسط قواعد العدالة والمساواة ولا الأوضاع الاجتماعية والمعيشية المزرية التي يعانيها العسكريون والموظفون المتقاعدون، يعلن التجمع رفض الزيادة التي اعطيت للمتقاعدين لجهة قيمتها الهزيلة ولجهة مقارنتها مع ما اعطي لموظفي الادارات العامة تحت عناوين مخادعة كبدل النقل والانتاجية”..