حصاد اليوم- تحذير دولي من تدحرج الوضع في الجنوب وجلسة لمجلس الوزراء تحت ضغط الإضرابات
يمكن اختصار التطورات في البلاد بسباق محموم بين المساعي السياسية التي تقودها “كتلة الاعتدال الوطني” لمد الجسور نحو انتخاب رئيس للجمهورية يكون الحجر الأساس لأي حل مرتقب، وبين الوضع المتدهور على جبهة الجنوب، حتى تجاوزت تردداته قرى الجنوب وصولًا الى بعلبك. إلا أن اللافت في الحالتين هو إمساك “حزب الله” بمفتاح الحل سياسيًا وعسكريًا، علمًا ان التطورات تؤشر الى ان الحزب لم يتخذ قراره بعد باستخدام هذا المفتاح، ضاربًا عرض الحائط بالمناشدات الداخلية والتحذيرات الخارجية.
في الموازاة، تترقب البلاد جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر الأربعاء، إن تأمن نصابها، لتحديد مصير إضراب الادارة العامة الذي شل البلاد واوقف دوران عجلة الحياة في مختلف القطاعات وصولا الى المحروقات.
خطر على الحل السياسي
غداة التصعيد الميداني غير المسبوق، بعدما وصلت الصواريخ الاسرائيلية الى البقاع، صدرت سلسلة تحذيرات دبلوماسية من تفلّت الامور، بالتزامن مع المطالبة باستعجال تنفيذ القرار 1701. في السياق، قال رئيس بعثة “اليونيفل” وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اننا “شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار”. وأضاف: “في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر”. وختم الجنرال لاثارو: “إننا نحثّ جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة”.
دعوة الى التهدئة
وليس بعيدا، إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا التي اطلعته على جولتها الاخيرة في المنطقة والاليات التي تسمح بتطبيق القرار الدولي 1701. ودعت كل الاطراف الى التهدئة والعمل لانجاز الحلول الدبلوماسية.
التصعيد مستمرّ
ميدانيًا، استفاق الجنوب على إطلاق راجمة صواريخ من بلدة الطيري نحو شمال اسرائيل. واعلن “حزب الله” في بيانٍ استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية على جبل الجرمق في تمام الساعة الثامنة صباحا رداً على العدوان الإسرائيلي على محيط مدينة بعلبك، بدفعة صاروخية كبيرة من عدّة راجمات. وأفادت معلومات صحافية أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها ناهز الـ 40 صاروخاً. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا استهدفنا موقعا عسكريا وبنية تحتية تابعة لـ”حزب الله” ردا على قصف قاعدة ميرون”. ايضا طال القصف المدفعي الإسرائيلي صباحا، محيط بلدة يارون ومحيط منطقة تلة الحمامص. وقبل الظهر، شنت إسرائيل غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية للمرة الأولى. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة المنصوري في قضاء صور.
قصف عكا
في المقابل، استهدف “حزب الله ”موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والتجهيزات التجسسية في موقع الرمثا، وجنودا اسرائيليين على تلة الطيحات.
وبعد الظهر، شن الطيران الحربي 3 غارات على أطراف عيتا الشعب لجهة تلة الراهب. واستهدف قصف إسرائيلي وادي السلوقي. كما تعرض فان لنقل الخبز لرشقات رشاشة من مستعمرة مسكاف عام أثناء مروره على طريق العديسة كفركلا.
وبعد الظهر أيضًا، أطلق “حزب الله” صلية صاروخية كثيفة قاربت الأربعين صاروخًا من القطاع الغربي في اتجاه مستوطنات الجليل الغربي وصولا إلى تخوم عكا، حيث أفاد الإعلام الاسرائيلي أن صواريخ لبنان تصل لأول مرة الى 16 كيلومترا داخل الجليل.
مبادرة “الاعتدال” مستمرة
في السياسة، استمرت جولة “تكتل الاعتدال الوطني” الرئاسية، حيث التقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وفدا من التكتل اطلعه على تفاصيل المبادرة التي طرحها التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية، وكانت مناسبة جرى خلالها التباحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. بعد اللقاء، قال النائب احمد الخير: “أكدنا لسماحته أن هذه المبادرة ترتكز على نقطتين أساسيتين: الأولى هي أن نؤمن مساحة مشتركة ما بين اللبنانيين من خلال لقائهم تحت قبة البرلمان اللبناني، والنقطة الثانية هي فتح المجلس النيابي مما يؤدي الى ذهاب كل النواب لممارسة واجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية، وأكّد سماحته على نقطة مركزية وجوهرية من خلال تأكيده على أن الخلاص للبنان واللبنانيين هو من خلال تطبيق اتفاق الطائف بكامل مندرجاته”.
مبادرة حلوة
من جانبه، ذكر أمين سر “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن، باسم اللقاء بعد استقبال وفد “الاعتدال” انّ “لبنان هو منزل بأبواب متعددة والمطلوب اليوم أن لا نوصد هذه الأبواب، بل أن نشرّعها من أجل التسوية الوطنية والحلول”. ولفت، تعليقًا على مبادرة “الإعتدال الوطني”، إلى أنّ “المطلوب اليوم من خلالها إطلاق دينامية جديدة تتلاقى مع ما يقوم به أصدقاء لبنان”.
وبعد الظهر زار وفد “الاعتدال” البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي هنأهم على “المبادرة الحلوة “.
إضراب ومجلس وزراء
اقتصاديا، وبينما اضراب القطاع العام مستمر، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء في الرابعة من بعد ظهر الأربعاء، بجدول أعمال يتضمن مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف إضافة إلى المواضيع المبيّنة في الجدول الذي تم توزيعه في الأمس، والذي يتضمن 27 بنداً منها إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي وتعديل تعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين.
للإسراع في الحلول
وفي السياق، طالب ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا “الحكومة اللبنانية وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي، بإيجاد حلّ سريع لتعليق إضراب موظّفي الدولة والمديرية العامة للنفط، لأن المواطن هو من سيكون الضحية”. وأوضح في حديث تلفزيوني أن “المحروقات تُباع على أساس الجدول الذي صدر يوم الجمعة الفائت، ولا بدّ من الإسراع في إيجاد الحلول”. وختم: إذا تأخّر الحلّ فلا أحد يعلم إلى أين نحن ذاهبون!
ترحيب بدور الاونروا
على صعيد آخر، رحّب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالدور الذي تقوم به الأونروا في لبنان لجهة تغطيتها ناحية إنسانية لا يغطيها أي فريق آخر، مستغربا “إتجاه البعض إلى إيقاف عمل هذه المنظّمة التي من الواجب والأهمية الحفاظ على استمرارية نشاطها في تأمين الإستقرار وترسيخ حق الفلسطينيين بالعودة إلى بلدهم، ولا سيّما في خضم تعاظم الحديث عن ضرورة قيام دولة فلسطينيّة”.