حصاد اليوم- إسرائيل تفكّك مشروع “وحدة الساحات” بهدنة قريبة في غزة يقابلها تصعيد في لبنان
لم تنتظر إسرائيل تصاعد الدخان الأبيض من مفاوضات وقف إطلاق النار مع “حماس” في غزة، لتصعّد عملياتها العسكرية ضد “حزب الله” تنفيذًا لتهديداتها بتوسيع الحرب على لبنان، فاتحة بذلك صفحة جديدة في كتاب قواعد الاشتباك عنوانها تفكيك المشروع الإيراني لوحدة الساحات تمهيدًا للاستفراد بكل ساحة والتعامل معها وفقًا لما تراه مناسبًا.
وانطلاقًا من ذلك، وصلت الضربات الإسرائيلية اليوم الى الاعماق اللبنانية، بعدما أغارت طائرات إسرائيلية على بلدة حوش تل صفية قرب بعلبك، في حدث هو الاول من نوعه منذ فتح جبهة الجنوب في 8 تشرين الاول الماضي. وكما بقاعا كذلك جنوباً، لم توفر الغارات الاسرائيلية المنطقة اذ استهدفت طائرة مسيّرة اسرائيلية سيارة في منطقة المجادل في قضاء صور.
غليان داخلي أيضًا
اشتعال جبهة الجنوب ليس وحده ما يهدد لبنان في ظل الغليان المخيّم على الادارة العامة في الدولة والذي يهدد جميع موظفيها بعدم تقاضي رواتبهم نهاية الشهر الجاري بفعل اضراب موظفي وزارة المالية المعلقة على عملهم رواتب موظفي القطاع العام والأسلاك العسكرية، بفعل اصرارهم على الاستمرار بإضرابهم عن العمل إلى حين صرف الحكومة الحوافز المالية التي وُعدوا بها وجرى تعليقها، تحت وطأة التحركات المطلبية من سائر القطاعات الماضية في التصعيد، وقد رفع منسوبه اليوم موظفو تعاونية موظفي الدولة باعلانهم التوقف كليًا عن انجاز معاملات المستفيدين من خدمات التعاونية.
كسر قواعد الاشتباك
فقد كسرت اسرائيل اليوم كل قواعد الاشتباك ووسعت رقعة الحرب نحو البقاع، حين استهدفت غارات اسرائيلية قبل الظهر، وللمرة الاولى، منطقة بعلبك. في المعلومات، ان غارتين استهدفتا حوش تل صفية “حيث توجد مستودعات لتخزين المواد الغذائية لمؤسسات السجاد”. المتحدث بإسم الجيش الاسرائيلي اعلن ان “الجيش شن غارات في عمق لبنان تستهدف أهدافاً لحزب الله”، فيما اعلن الإعلام الإسرائيلي ان “القصف على بعلبك يأتي ردا على إسقاط حزب الله لمسيرة بصاروخ أرض-جو”. ونقلت “رويترز” عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه قصف أنظمة دفاع جوي ل”حزب الله” في البقاع اللبناني. وافيد عن استشهاد عنصر في الجيش اللبناني صودف مروره في المحلة اثناء الغارة. من جهتها افادت وكالة “أ ب” ان إسرائيل شنت 3 غارات على مشارف قرية بوداي قرب بعلبك مستهدفة قافلة شاحنات.
شهيدان للحزب
لاحقا، نعى “حزب الله” الشهيدين حسن علي يونس من بلدة بريتال في البقاع، وأحمد محمد سنديان من بلدة علي النهري في البقاع، وأكد ان “الضربة الإسرائيلية على بعلبك “لن تبقى من دون رد”.
فغارة على المجادل
اما في الجنوب، فلم يكن الوضع افضل. اذ استهدفت طائرة مسيّرة اسرائيلية بعد الظهر سيارة في منطقة المجادل في قضاء صور. وقال رئيس بلدية المجادل: العدو اغتال احدى الشخصيات البارزة في سيارة على طريق البلدة الرئيسي. لاحقا، اعلن الدفاع المدني في الجنوب “سقوط شهيدين في استهداف السيارة”. واشارت المعلومات الاولية الى انهما فلسطينيان.
وفي وقت لاحق نعى “حزب الله” شهيدًا ثالثًا هو حسن حسين سلامة من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان.
اسقاط مسيرة
وكانت جبهة جنوب لبنان استفاقت اليوم، على عملية عسكرية نفّذها “حزب الله” فجرًا ضد قوة إسرائيلية في موقع البغدادي ومحيطه. كما أفادت وحدة الدفاع الجوّي في “حزب الله” أنها أسقطت طائرة مسيّرة شمال الليطاني. تعقيبا، قالت القناة 14 العبرية: إسقاط حزب الله طائرة من دون طيار وسقوطها في الأراضي اللبنانية حدث خطير. وظهرا، سجلت غارات إسرائيلية على إقليم التفاح استهدفت المنطقة الواقعة بين الجرمق والجبل الرفيع. وقد اشارت القناة 12 الإسرائيلية الى ان “هدف الغارات كان تدمير ما تبقى من مسيرة أسقطها حزب الله”. واستهدف قصف مدفعي اسرائيلي كفركلا واصاب منزلاً خالياً. كما استهدف أطراف بلدة الجبين…. في المقابل، تحدث إعلام اسرائيلي عن سقوط صاروخين مضادين للدروع في شتولا بالجليل الأعلى. في السياق، اعلن “حزب الله” انه “استهدف تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حدب يارين، كما استهدف ثكنة برانيت الإسرائيلية بالأسلحة الصاروخية.
وافيد قرابة الرابعة عن رشقات صاروخية من جنوب لبنان بإتجاه الجولان المحتل وإصبع الجليل. وبينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق أكثر من 30 صاروخًا، اعلن “حزب الله” لاحقا عن إستهدافه مقر قيادة فرقة الجولان في نفح ب60 صاروخ كاتيوشا.
لازارو في عين التينة
وسط هذه الاجواء المشحونة، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الأوضاع العامة، خلال لقائه قائد قوات “اليونيفل” العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو.
الرد على الفرنسيين
من جهته، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات وزارية في السراي تناولت مجمل الملفات المطروحة. وأعلن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد اجتماع مع رئيس الحكومة: “بحثنا في الرد على المقترح الفرنسي ونحن نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها، وان شاء الله يكون الرد لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل”. وقال ردا على سؤال “موقفنا معروف ونريد تطبيقا كاملا وشاملا للقرار1701 ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا”.
مبادرة “الاعتدال”
سياسيا، بقيت مبادرة “كتلة الاعتدال الوطني” الرئاسية تحت الضوء. وفي السياق، كتب نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان عبر منصة “أكس”: نثمن مبادرة “جبهة الاعتدال الوطني” لانتخاب رئيس للجمهورية، وقد اتسمت بالوضوح والعملية إذ تبدأ بجلسة تشاور واحدة في المجلس النيابي يصار بعدها الى الذهاب إلى جلسة واحدة مفتوحة بدورات متعددة حتى انتخاب رئيس. المطلوب من جميع الكتل النيابية والمستقلين الاستجابة لهذه المبادرة وتحديد مواعيدها وإنجاحها لانتخاب رئيس للجمهورية بمبادرة لبنانية وبقرار لبناني”.
“تجدّد” متجاوبة
وفي وقت تواصل “الاعتدال” جولتها على الكتل النيابية، قال النائب فؤاد مخزومي بعد لقاء بين كتلتي “تجدّد” و”الاعتدال الوطني”: “عرضت كتلة الاعتدال للمبادرة ونؤكّد أن كتلة تجدد تنظر بإيجابية تجاهها لأنها تعيد الاعتبار للدستور وتشكل منطلقاً حقيقيًّا للخروج من الأزمة وسنناقشها مع المعارضة”.
فرصة جديّة
في السياق، أعلن النائب ميشال دويهي، بعد استقبال “تحالف التغيير” لـ”كتلة الاعتدال”، أن “في ظل عدم انتخاب رئيس الجمهورية المشاكل ستبقى، وما قاله برّي يعتبر فرصة جديّة لانتخاب الرئيس”. وأضاف: “الاقتراح هو أن يتداعى النواب للنزول إلى المجلس النيابي لتأمين نصاب 86 نائبًا”.
طعن جديد
اقتصاديا، وفي وقت لا رواتب للقطاع العام مطلع الشهر في ظل استمرار اضراب موظفي وزارة المال، وبينما الاضراب يشل القطاع العام ككل، تقدم النواب اشرف ريفي، الياس حنكش، سامي الجميّل، سليم الصايغ، فؤاد مخزومي، مارك ضو، ميشال الدويهي، ميشال معوّض، نديم الجميّل، وضاح الصادق، بطعن امام المجلس الدستوري في دستورية القانون رقم 324 الصادر بتاريخ 12شباط 2024 والذي ينص على الموازنة العامة لعام 2024 طالبين تعليق العمل به وابطاله. وقال النائب معوض من المجلس الدستوري: “حضرنا اليوم للطعن بأسوأ موازنة تضرب اللبناني الملتزم بالقانون لصالح المهرّب، وتضرب الإقتصاد الشرعي لمصلحة التهريب الى الخارج”.