حصاد اليوم- اعتصامات الشارع تطيح جلسة الحكومة وإسرائيل تهدد.. وسوريا تعترض على أبراج المراقبة
على وقع الحرب المتدحرجة جنوبًا، ثمة حرب في الداخل لا تقل ضراوة عن سابقتها، وضحاياها أكثر بما لا يقاس من الأولى. إنها الحرب المعيشية التي تشنها الحكومة اللبنانية ضد مواطنيها من موظفين ومتقاعدين باتوا غير قادرين على تأمين قوت يومهم، فكيف بالطبابة والتعليم وغيرها من متطلبات للبقاء على قيد الحياة؟
حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي تحلّت بفضيلة جديدة اليوم بتراجعها عن خطأ عقد جلسة لمجلس الوزراء في السراي في ظل التشنج القائم، ما كان سيتسبب بكارثة اجتماعية أمنية يفرضها الاشتباك الذي كان متوقعًا بين العسكريين المتقاعدين، مدعومين من زملائهم المدنيين، وأبنائهم في الخدمة الفعلية المولجين حماية السياسيين والمقرات الرسمية.
ومنذ الصباح الباكر اعتصم العسكريون المتقاعدون في محيط السراي الحكومي مطالبين بحقوقهم وحقوق جميع الموظفين والعسكريين والمتقاعدين بالعدالة والمساواة والعيش الكريم، وأشعلوا الإطارات مؤكدين منع اي وزير من دخول السراي، ما حدا برئيس الحكومة الى ارجاء الجلسة الى موعد لاحق.
أزمة جديدة
وبموازاة الحربين اللتين يعيشهما الشعب اللبناني، ثمة حرب ثالثة تطل برأسها في ضوء اعتراض النظام السوري الذي كان السبب في نزوح أكثر من مليونين من أبنائه الى لبنان عبر الحدود المشرعة بين البلدين، على محاولة لبنان ضبط حدوده، بذريعة ان أبراج المراقبة المقدمة من بريطانيا والمنتشرة على الحدود، من مصب النهر الكبير في الشمال إلى ما بعد منطقة راشيا في البقاع، تشكل “تهديدا للأمن القومي السوري”.
الحكومة السورية وجهت مذكرة رسمية إلى الحكومة اللبنانية حول الأبراج المنتشرة على الحدود، تسلمتها وزارة الخارجية. وأفادت معلومات ان الوزارة، وبعد إبلاغ وزارة الدفاع ومن ثم قيادة الجيش، ستستلم الرد من المرجع المعني بالتنسيق مع دوائر السراي وترسله وفق المقتضى إلى وزارة الخارجية السورية.
إرجاء مجلس الوزراء
بالعودة الى الأزمة الداخلية، فقد ارجأ الرئيس ميقاتي جلسة مجلس الوزراء اليوم. وقال في كلمة متلفزة مباشرة من السراي: “جلسة اليوم كانت مخصصة للبحث في “مشروع قانون معالجة أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها”، وبما انه وردني الكثير من الملاحظات من معالي الوزراء على هذا المشروع، وبما ان لدي شخصيا ملاحظات عديدة عليه، كنت قررت ان يصار خلال هذه الجلسة الى مناقشة عامة لهذا المشروع والاتفاق على آلية لعرضه في الجلسات المقبلة لاقراره في مجلس الوزراء. كذلك كنت أنوي أيضا ان أعرض في الجلسة المشروع الذي توصلنا اليه والمتعلق بتحسين أوضاع الموظفين والعسكريين واعطائهم بدل الانتاجية المطلوبة”.
أضاف: “كنا قد توصلنا بالأمس مع كل الأطراف الى حل مقبول من الجميع، ولكن ولسوء الخظ فوجئنا اليوم بالسلبية في الشارع وبالأعمال الشعبوية. وحفاظا مني على تفادي أي تصادم مع أحد، أبلغت السادة الوزراء عن تأجيل انعقاد الجلسة، وسأقوم بالدعوة الى عقد جلسة الأسبوع المقبل”.
حوافز مغرية
وتابع ميقاتي: “نحن سنعقد جلسة لمجلس الوزراء وسنتخذ القرارات اللازمة مع الأخذ بعين الاعتبار بأننا محكومون بأمرين، الأول: الموازنة التي لا نستطيع أن نتجاوز الاعتمادات المرصودة فيها لتحسين الرواتب، والثاني، وبنتيجة اتصالاتنا ونقاشاتنا مع مصرف لبنان، فاننا محكومون بسقف معين من الانفاق، واي أنفاق قد يتجاوز هذا السقف قد يؤدي إلى تضخم اضافي، وبذلك يكون ما اعطيناه بيد قد اخذناه باليد اخرى. من هنا اناشد الجميع التحلي بالايجابية، خصوصا وأن الحوافز التي كانت ستعطى كانت كما طلبوا، وهي مغرية وكبيرة للرتب الدنيا للمتقاعدين وترضي كل الفئات”.
إسرائيل تهدّد
على خط آخر، وفي تطور لافت ، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئاسة مجلس الأمن الدولي بأنّ بلاده سوف “تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكريًّا، في حال لم تطبّق الحكومة اللبنانية القرار 1701 وتمنع الهجمات من حدودها على إسرائيل”. ووجّه كاتس رسالة غير مسبوقة بتفاصيلها ومعطياتها الى مجلس الأمن، بحيث بدت إحاطة رسمية لإمكان شنّ حرب واسعة على لبنان.
4 شهداء وجريح
ميدانياً، اغارت طائرات إسرائيلية على مركز للدفاع المدني في بلدة بليدا، ما أدى إلى سقوط 4 عناصر من الهيئة الصحية الاسلامية. ونعت المديرية العامة للدفاع المدني – الهيئة الصحية الشهيدين المسعفين حسين محمد خليل “حسين” مواليد العام 1997 من بلدة برعشيت، ومحمد يعقوب اسماعيل “أبو يعقوب” مواليد العام 1994 من بلدة بليدا، فيما نعى “حزب الله” محمد حسن طرّاف “أحمد” مواليد عام 1986 من بليدا. وصباحا شهدت المنطقة الحدودية سلسلة اعتداءات بدأت بإستهداف بلدة الوزاني برشقات رشاشة غزيرة وعدد من قذائف المدفعية ما أدى الى اصابة عسكري في الجيش اللبناني. كذلك تعرضت أطراف بلدة يارون لقصف مدفعي. وطال القصف أطراف مزرعة حلتا وأحراج كفرشوبا وكفرحمام. وبعد الظهر، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات بالصواريخ الثقيلة على جبل اللبونة، وأطراف بلدة الناقورة الساحلية، وعلى بلدة كفركلا.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه، “وردًا على الاعتداءات على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها الاعتداء على مركز الدفاع المدني في بليدا، شنّ هجومًا جويًا بمسيرتين انقضاضيتن على مقر قيادة المجلس الإقليمي في كريات شمونة. وكان قد صدر في وقت سابق بيان عن الحزب اعلن فيه انه قصف ثكنة معاليه غولان بصلية صاروخية.
في المقابل، وفيما كانت صافرات الانذار الإسرائيلية تدوي من مستعمرة يفتاح إلى مستعمرة المطلة وسط سماع انفجارات للصواريخ الاعتراضية في أجواء الحدود في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، تحدث الاعلام الاسرائيلي عن إنفجار وقع في كريات شمونة ناجم عن سقوط صاروخ او طائرة مسيّرة، بينما سجّل تحليق مروحيات العدو في أجواء المستعمرات الشمالية المقابلة لبلدتي بليدا وعيترون وصولا الى أجواء كريات شمونة.
لتفادي الانزلاق
من جهة ثانية، استقبل رئيس “حركة الاستقلال” وعضو كتلة تجدد النائب ميشال معوض في مكتبه في بعبدا السفيرة الأميركية ليزا جونسون، ترافقها المستشارة السياسية ميغان سولر.وتم في اللقاء بحث التطوّرات اللبنانيّة والاقليميّة، لاسيما الحرب الدائرة في الجنوب، حيث شدّد معوض على أولوية تفادي الانزلاق الى حرب شاملة في لبنان.
وحضر الملف الرئاسي في اللقاء، حيث أكّد معوض أنه إضافة الى منع انجرار لبنان الى حرب شاملة، حمايته تكمن أيضاً في اعادة الانتظام الى مؤسسات الدولة، مدخله انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الاعتبار للدولة وسيادتها ومؤسساتها.
هبة أميركية للجيش
في مجال آخر، وبحضور قائد الجيش العماد جوزيف عون والسفيرة الأميركية وعدد من الملحقين العسكريين، أقيم في قيادة القوات البحرية – بيروت حفل تسلم 3 خافرات و4 زوارق سريعة مقدمة هبة من الولايات المتحدة الأميركية إلى الجيش اللبناني.
مهمتنا مقدسة
وكانت كلمة لقائد الجيش أكد فيها أن الهبة تؤكد استمرار دعم السلطات الأميركية للجيش، كما باقي الدول والجيوش الصديقة، وتُظهر التزامها تجاه أمن لبنان واستقراره. وأضاف: “نشكر الولايات المتّحدة الأميركية على استمرار دعمها للجيش تسليحًا وتدريبًا، فضلًا عن دعم رواتب العسكريين الذي استمرّ سبعة أشهر، والأهم الثقة التي تمنحنا إياها لعلمها أنَّ الجيش هو العمود الفقري للبنان، والضامن لأمنه واستقراره. سنبقى جاهزين لكلّ التحدّيات مهما كانت مخاطرها، لأن حماية لبنان وأمنه وحدوده وثرواته هي أولويتنا ومهمتنا المقدسة”.
التزام اميركي
وألقت السفيرة الأميركية كلمة أكدت فيها أن الهبة التي تبلغ قيمتها نحو 25 مليون دولار تجسد التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي، وعزم الولايات المتحدة إلى دعم قدرات المؤسسة العسكرية. وشددت على أن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بدعم الجيش اللبناني على المدى البعيد بناء على الثقة العميقة بين الجانبين.