حصاد اليوم- “حوافز الادارة العامة” تقفل الوزارات والإدارات ودعوات للتظاهر بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء

حصاد اليوم- “حوافز الادارة العامة” تقفل الوزارات والإدارات ودعوات للتظاهر بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء

الكاتب: beirut24
22 شباط 2024

يومًا بعد يوم تتحوّل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بمكوّناتها الهجينة، من حكومة تصريف أعمال الى حكومة تعطيل أعمال، بفعل القرارات غير المدروسة التي تأخذها، فضلًا عن الميزانية الكارثية التي ألقتها بوجه مجلس النواب الذي رماها بدوره للشعب اللبناني بعد عمليات تجميل بسيطة لم تلغ معالم قباحتها. هذا من دون أن الاستفاضة في المواقف الحكومية من الحرب جنوبًا، والتي عوضًا عن أن تحاول “فرملة” اندفاعة “حزب الله” باتجاه أخذ البلد الى الهاوية، فقد تبنّت سرديّته وتحوّلت الى ناطق رسمي باسمه أمام الموفدين الدوليين وفي المحافل الدولية.

وإذا كان الرجوع عن الخطأ فضيلة فقد نالت الحكومة الميقاتية عن جدارة لقب “حكومة أم الفضائل” لكثرة أخطائها التي بلغت أحيانًا حد الخطايا، وإن كانت قد تراجعت مرغمة في مرات قليلة عن بعض أخطائها المقصودة. ولعل من بين هذه “الفضائل” اتصال الرئيس ميقاتي اليوم بوزير المال يوسف خليل طالبًا منه وقف دفع الحوافز الاضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، وهو القرار الذي أشعل موجة إضرابات غير مسبوقة في القطاع العام، موحدًا مواقف الموظفين الفعليين والمتقاعدين والمتعاقدين والمياومين وكل أطياف العاملين في الوظيفة العامة ضد حكومة التجويع غير العادلة مع الجميع.

ثورة معيشية

وعشية جلسة مجلس الوزراء غدا الجمعة التي تعهد ميقاتي باستكمال البحث في هذا الملف برمته فيها من خارج جدول الاعمال، يستعد موظفو القطاع العام، بدفع استثنائي من العسكريين المتقاعدين، “لثورة معيشية” لن تسقط الحكومة طبعا لأنها في الأصل حكومة ساقطة كونها حكومة تصريف أعمال، لكنها ستنجح بالتأكيد في إسقاط ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورتها عنها.

وعلى وقع الإضراب العام الذي شل جميع إدارات الدولة، تظاهر العسكريون المتقاعدون عند ابواب المرافق الرسمية اليوم، تحضيرًا للتظاهرة الكبرى التي يعدّون لها غدا بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء.

وفي هذا الإطار، استنكر المجلس التنسيقيّ لمتقاعدي القطاع العام سياسة التفرقة بين الموظفين والمتقاعدين من جهة، وبين الفئات الوظيفيّة من جهة ثانية، وكرّر موقفه الداعي  إلى تصحيح مرحلي للأجور يستند إلى العدل والمساواة، على طريق إقرار سلسلة رواتب جديدة، معلنا الاعتصام غداً الجمعة في ساحة رياض الصلح ابتداءً من الثانية والنصف بعد الظهر.

حركة بلا برَكة

في الأثناء، لم تسجل الحركة السياسية جديدا يذكر، في حين نشط الحراك الدبلوماسي في شكل لافت، اذ بعد مغادرة وفد الكونغرس الاميركي الذي ركز محادثاته مع المسؤولين على الوضع الجنوبي وفي شكل خاص على كيفية مساعدة الجيش ومسار صرف المساعدات الأميركية الممنوحة له، وفيما عدل السفير ديفيد هيل عن زيارة لبنان، تحركت الدبلوماسيات الفرنسية والمصرية والاميركية في اتجاه المقار السياسية لاطلاع المسؤولين على اجواء مداولات سفراء اللجنة الخماسية.

جولات “بالمفرّق”

فقد استقبل الرئيس ميقاتي سفير فرنسا هيرفيه ماغرو وعرض معه الوضع في جنوب لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا. ايضا، زار السفير المصري لدى لبنان السفير علاء موسى، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتناول اللقاء الأوضاع والاستحقاقات الدستورية في لبنان. وأطلع السفير المصري البطريرك الراعي على جهود مصر واللجنة الخماسية لإنهاء الفراغ الرئاسي والمشاورات الجارية مع مختلف الأفرقاء في لبنان بهذا الصدد. وقال: “لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يحصل في المنطقة”.  كما استقبل الراعي السفيرة الاميركية ليزا جونسون.

لازارو في السراي

على صعيد الوضع الميداني، استقبل رئيس الحكومة قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان “اليونيفل” الجنرال أرولدو لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش و”اليونيفل”.

تحية من الحزب

ليس بعيدا، حيّت “كتلة الوفاء للمقاومة” موقف “التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته”، واعتبرت أن “المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة”.

غارات وقصف

في ميدانيات الجنوب، وفي وقت قال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو “سنعيد الأمن إلى الشمال بكل الطرق وعلى حزب الله أن يدرك ذلك”، شن الطيران الإسرائيلي عصر اليوم غارة على بلدة كفررمان استهدفت مبنى يُطل مباشرة على أوتوستراد النبطية – مرجعيون. وأفادت معلومات أولية أن الغارة استهدفت الطابقين الأخيرين من منزل في كفرمان، في ظل ترجيحات بأن الاستهداف حصل بصواريخ صغيرة ذكية دمّرت طابقاً بأسره وأدت الى سقوط 3 قتلى وجريحين. إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن مقتل 2 من أفراد “حزب الله” في الغارة.

كما شن الطيران الاسرائيلي غارة قبل ظهر اليوم استهدفت منزلاً في الخيام، واخرى استهدفت بلدة بليدا، فيما استهدف القصف المدفعي بلدة شيحين وتلة الحمامص.

عمليات للحزب

في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة، وموقعي رويسات العلم والسمّاقة في مزارع شبعا المحتلة، والتجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا، وموقع حانيتا.

وافيد عن إعتراض صاروخ فوق صفد قرب الحدود اللبنانية من دون تفعيل صافرات الإنذار وكانت وسائل إعلام إسرائيلية اشارت الى  إصابة منزل في “كفار يوفال” في الشمال بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان، كما أصاب صاروخ آخر منزلاً في كريات شمونة.

ورقة فرنسية

وفي شأن متصل، ذكرت معلومات ان فرنسا سلمت لبنان ورقة بشأن القرار 1701 والحل المطلوب لإنهاء التصعيد على الحدود. وأضافت أن العمل جار في الدوائر المختصة في كل من وزارة الخارجية والسراي الحكومي على صياغة كتاب جوابي.

الحل الشامل

وفي ما بدا وكأنه مقدمة للرد على الاقتراح الفرنسي، قال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، بعد لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وقائد قوات “اليونيفل” أرولدو لازارو: “أولوية لبنان هي الوصول إلى حل سياسي ودبلوماسي للأزمة في الجنوب يؤدي إلى استقرار مستدام عبر تطبيق كامل ومتوازن للقرار 1701”.

المسيحيون في الدولة

وسط هذه الاجواء، وبتكليف من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، زار وفد من “تكتل الجمهورية القوية” والحزب البطريرك الراعي في بكركي، لطرح مسألة الخلل في تعيينات الجمارك وشؤون أخرى تتعلق بالقطاع العام. وسلم الوفد سيد بكركي مذكرة بالمخالفات والارتكابات الحاصلة في إطار تعميق الخلل الوطني وتجاوز القوانين والأصول. وعلى الأثر تحدث النائب زياد الحواط باسم الوفد وقال: “مؤسف جداً ما وصلنا إليه من تجاوزات ومخالفات للدستور ولصيغة الشراكة والتوازن الوطني، أولاً من رد القوانين، وهي من الصلاحيات اللصيقة المرتبطة برئيس الجمهورية وتجاوز فاضح لدور الرئيس، مما يؤكد للمرة الألف ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت”. وسأل: “هل المطلوب إفراغ المؤسسات الرسمية والإدارة العامة من المسيحيين وتغيير صورة لبنان”؟