حصاد اليوم- الحراك الدولي يراوح مكانه رئاسيًا وإضرابات مطلبية بالجملة تشلّ القطاع العام

حصاد اليوم- الحراك الدولي يراوح مكانه رئاسيًا وإضرابات مطلبية بالجملة تشلّ القطاع العام

الكاتب: beirut24
21 شباط 2024

كما الأطراف السياسية في لبنان، يبدو أن عواصم القرار الإقليمية والدولية تنتظر بدورها مآل الأمور بعد انقشاع غبار المعارك في غزة وتوابعها لتبني على الشيء مقتضاه وتتدخل جديًا لحل الأزمة التي باتت شبه مستعصية في البلاد. فزيارات الموفدين الأجانب الى بيروت لا تتوقف، واللجنة الخماسية الدولية عادت لتشغيل محركاتها وقد اجتمع سفراؤها امس في قصر الصنوبر.. ولا نتائج تذكر لجهة تحريك الملف الرئاسي، ليبقى الفراغ في قصر بعبدا سيّد الموقف.وتبقى التطورات الأمنية على جبهة الجنوب المتحرك الوحيد لجهة توسع رقعة الاشتباك يوميًا ما قد يؤدي الى انزلاق الأمور نحو مزيد من المآسي على غرار مقتل امرأة وطفلة ابنة السنوات الخمس في غارة على مجدل زون اليوم.

وفد استطلاعي

غداة اجتماع سفراء “الخماسية” في قصر الصنوبر، بدأ وفد نيابي أميركي مهمة استطلاعية تسبق وصول السفير دايفيد هيل الى بيروت في الأسبوع الأول من آذار المقبل. وشغل الوفد الاميركي، الذي ضم السناتور ريتشارد بلومنتال والسناتور كريستوفر كونز والسفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون، الحركة السياسية المحلية اليوم حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بعد الظهر وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل لعداونها على قطاع غزة والقرى والبلدات اللبنانية الجنوبية .

كما استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الوفد النيابي الاميركي، وقال بعد اللقاء: “نطالب اسرائيل بإعطاء السلام فرصة بدلا من إستمرارها بسياسة الحرب التي تنتقل من جيل إلى آخر وتزيد الحقد ولا تولد إلا المآسي”.

 

خديجة وأمل

في الاثناء، استمر التصعيد جنوبا مع تكثيف لعمليات الحزب وللغارات الاسرائيلية التي تسببت اليوم باستشهاد امرأة وطفلة. فقد شن غارة استهدفت أم التوت وشيحين. كما استهدفت الطائرات الحربية المعادية منزلا في حي المشاع في بلدة مجدل زون حيث افيد عن استشهاد المواطنة خديجة سلمان في العقد الرابع من العمر، والطفلة أمل حسين الدر (5 سنوات)  جراء الغارة على البلدة. واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي اليوم أطراف بلدات علما الشعب والضهيرة والجبين وطير حرفا ومجدل زون في القطاع الغربي جنوبي لبنان.

“حزب الله” يرد

في المقابل، و”رداً على ‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها في قرى حولا وبليدا وعيتا وكفركلا والخيام”، اعلن حزب الله انه استهدف مبنيين يتموضع فيهما جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة أفيفيم، وايضا ‏مستعمرة المطلة حيث يتموضع جنود العدو. كما استهدف تموضعًا عسكريًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة شوميرا، واخر في مستعمرة إيفن مناحم، وكذلك موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية، وايضا موقع زبدين وحقق إصابات مباشرة.

مواقع في جبيل وكسروان

وفي شأن متصل، صدر عن وزارة الطاقة بيان قالت فيه “إنه يتم التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بفيديو نشره العدو الإسرائيلي يدعي فيه وجود مواقع صواريخ في جبيل وكسروان. يهم الوزارة التوضيح أنه عند التدقيق بالفيديو يتبين أن العدو يعرض منشآت تابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، وأبرزها النفق المنشأ لتحويل مياه نهر ابراهيم لزوم تشييد سد جنة. كما أن الفيديو يعرض الوادي المحيط بمحيط السد والذي نتج عن أعمال الحفريات التي نفذت فيه ولا علاقة لهذه المنشآت بما يزعمه العدو حول بنى تحتية”.

لتجنب كأس الحرب

وسط هذه الاجواء، وفي وقت بلغت الغارات الغازية في صيدا مطلع الاسبوع، أكّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، التضامن الكامل مع الأبرياء في الجنوب، لافتاً الى  أن كل عدوان يطال الآمنين هو مدان ومصيره أن ينتهي. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ترؤسه اجتماعاً امنياً في سرايا صيدا: “الدولة اللبنانية تعمل بالإمكانيات الموجودة لمساعدة النازحين من الجنوب، ونؤكد ان الجنوب الصامد وأهله سينتصرون ونحن معهم والى جانبهم”. ودعا مولوي الى تجنيب الجنوب ولبنان كأس الحرب، معتبرًا أن الظلم الذي يتعرض له الأبرياء غير مقبول.

 

لتطبيق الـ1701

ليس بعيدا، وردا على التهديدات التي أطلقها مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، حول نية إسرائيل تنفيذ القرار 1701 بالقوة خلال الأسابيع المقبلة، اوضحت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك في بيان، أن من يقوم بخرق القرار 1701 هي إسرائيل، وخروقاتها البرية والبحرية والجوية موثقة لدى مجلس الأمن منذ سنة 2006 وقد تجاوزت ال30 الف خرق”، إضافة للاعتداءات اليومية على القرى الجنوبية اللبنانية. اضافت: أكد لبنان مرارا” وتكرارا” على لسان كبار المسؤولين بأنه لم يرد يوما” الحرب ولا يسعى اليها اليوم أو مستقبلا”، وأبدى التزامه الكامل بالتفاوض والبحث عن حلول سلمية تحفظ حقوقه المشروعة من خلال التطبيق الشامل والمتوازن لمندرجات القرار 1701.

دعوة متأخرة

في شأن داخلي، تفاعلت اليوم مواقف “التيار الوطني الحر” السلبية من سياسة “حزب الله” ربط الساحات. فقد أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” ريشار قيومجيان، أن الجنرال ميشال عون تأخر كثيراً بدعوة “حزب الله” الى عدم ربط مصير لبنان بغزة وبرفضه وحدة الساحات ومقولة إن الإشتراك بالحرب إستباق لإعتداء إسرائيلي على لبنان. ولفت  في حديث صحافي الى أنه “آن الاوان ان يحدد عون وتياره خياراتهم الوطنية وإستراتيجية التعاطي مع سلاح حزب الله”.

إضرابات بالجملة

وفي شأن داخلي آخر يتناول الأزمة الاقتصادية المعيشية، وقبيل جلسة مجلس الوزراء التي تبحث الاوضاع المعيشية والمصرفية الجمعة، بدأت الاضرابات بشل اكثر من وزارة وقطاع رسمي.

فقد أعلنت لجنة العاملين في وزارة الإعلام بدء الإضراب عن العمل في جميع المديريات، ودعت الحكومة الى تصحيح الخطأ في حق القطاع العام.

كما أعلن موظفو مديرية حماية المستهلك ومصالح وزارة الاقتصاد في المحافظات إضراباً مفتوحاً يشمل جميع القطاعات، “إلى حين تأمين الراتب الذي يحافظ على كرامة الموظف”.

وأيضًا قرّر موظفو وزارة العمل في الإدارة المركزية للوزارة، التوقّف كليّا عن العمل رفضا لتمييع مطالبهم، وأدانوا التمييز الحاصل بين موظفي الإدارة العامة، والذي سيؤدي حكماً الى ضرب القطاع العام.

قضية محقّة

في المقابل، رأى وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس ان “الحالة المطلبية التي تعم الادارات الرسمية و قطاعات المتقاعدين الاداريين والعسكريين هي قضية محقة ، تتطلب روية بالمعالجة وعقلانية في مقاربة الواقع الاقتصادي المأزوم، بما يحفظ حقوق الذين خدموا الدولة و يؤمن لهم الاستقرار الاجتماعي والامان الصحي و الكرامة الإنسانية”.

الدوائر العقارية

ليس بعيدا من الواقع المعيشي – الحياتي، انتقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “ما يحصل منذ نحو عام ونصف العام في الدوائر العقارية في جبل لبنان، حيث ما زالت الأزمة تدور في الحلقة المفرغة ذاتها، من دون الإقدام على خطوات عمليّة وجديّة لإعادة الأمور إلى طبيعتها، ولا سيّما أن هذا الوضع ترتّب عنه تعطيل نحو مئة ألف معاملة، كما أن الخسائر الناجمة عن هذا التعطيل تقدّر بنحو ألف مليار ليرة شهرياً”. وإذ حمّل جعجع “الحكومة عموماً ووزارة المالية خصوصاً مسؤولية التقاعس”، اعتبر  أن “إقفال الدوائر العقارية أدى ويؤدي إلى تعطيل 63 مرفقا إقتصاديا مرتبطا بشكل مباشر بهذه الدوائر”. وشدّد  جعجع على “ضرورة وضع خريطة طريق واضحة وسريعة جداً لإعادة فتح الدوائر العقارية، اليوم قبل الغد”.