حصاد اليوم- اجتماع الخماسية يسعى لتحريك الملف الرئاسي وحراك تشاوري سري للقوات لسحبه من الفريق الممانع
فيما لا تزال الدبلومسية اللبنانية تبحث عن حلول مستدامة للوضع المتدهور على الحدود، وفيما الدبلومسية الدولية تواصل الضغط لوقف التصعيد، يبقى الوضع الأمني المتدحرج جنوبًا مكمن الخطر الأساسي على بلد تبحث له اللجنة الخماسية الدولية جاهدة عن رئيس، فيما يصر رئيس مجلس نوابه على إقفال باب المجلس حتى رضوخ المعارضة لإملاءاته وانتخاب مرشح “الثنائي الشيعي” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية.
اجتماع سفراء “الخماسية”
وبينما اتجهت الأنظار الى قصر الصنوبر حيث اجتمع سفراء دول اللجنة الخماسية عصر اليوم ترقبًا لخرق ما في الملف الرئاسي، انتهى الاجتماع من دون أي بيان أو تصريح يلقي الضوء على مهمة اللجنة في المدى المنظور، مع الاشارة الى ان لا أحد كان يترقب نتائج كبيرة، سيما بعد ان ربط “حزب الله” الرئاسة والتسويات ككل بالتهدئة في غزة.
تشاور قواتي
في الملف الرئاسي أيضًا، كشفت مصادر في حزب “القوات اللبنانية” لـ”المركزية” انها بصدد إجراء حراك تشاوري سياسي بهدف تحريك الملف الرئاسي وإخراجه من جموده الناجم عن الرفض المثلّث للفريق الممانع: رفض الجلسة بدورات متتالية، ورفض الخيار الثالث، ورفض التشاور.
وقالت المصادر ان هذا الموضوع يخضع لبحث معمّق داخل تكتل “الجمهورية القوية” تمهيدا لإطلاق حركة جدية، والجدية تكون بسرية وبعيدة من الأضواء.
لا اشارات ايجابية
وفي المواقف من الاستحقاق الرئاسي، أكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى أن “هناك حراكَين، الأول هو التواصل بين الكتل الذي لم يفضِ إلى أي تقدم ولا يبدو أنه سيوصل إلى نتيجة، والحراك الثاني هو الذي تقوم به اللجنة الخماسية التي تتابع عملها من خلال السفراء، تحضيرًا لاجتماع على مستوى أعلى، لكن حتى الساعة لا إشارات إيجابية”. وشدد في حديث تلفزيوني على أن” انتخاب الرئيس يجب أن يكون لبنانياً، فاللجنة الخماسية مؤلفة من أصدقاء يريدون مساعدة البلد، إنما في لبنان لا نشعر أن هناك تقدماً جدياً، وهذا أمر مؤسف في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها البلد”.
المكابرة
من جانبه، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم أن “إصرار البعض على المكابرة ورفض التلاقي والتشاور حول الاستحقاق الرئاسي هو ما يؤخر إنهاء حال الشغور وبذرائع لا تمت الى الواقعية بصلة، لأن تجربة الجلسات السابقة اثبتت ان التفاهم هو الطريق الاسهل لانتخاب رئيس للجمهورية، ومحاولة فرض ارادة اي فريق لن تسمح بها الظروف والتركيبة الحالية للمجلس النيابي”.
لجم التصعيد
في الاثناء، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اليوم السفير الفرنسي هيرفية ماغرو حيث شدد بوحبيب على تقدير لبنان للدور والمتابعة الفرنسية للأوضاع الراهنة، ورغبة فرنسا بلجم التصعيد وإعادة الهدوء الى جنوب لبنان. وفي وقت تعد باريس العدة لمؤتمر دعم الجيش هذا الشهر على الارجح، أكد الوزير بوحبيب على أهمية البحث عن حلول مستدامة للوضع الراهن من خلال التطبيق الشامل وغير المنقوص للقرار 1701.
غارات وقصف
في الميدان، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على الأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل، وغارة ثانية على بلدة حولا في قضاء مرجعيون، في حين بقيت النيران مشتعلة في معمل المولّدات الكهربائية الذي استهدف عصر امس في الغازية. واستهدف القصف المدفعي محيط تلة حمامص باتجاه الوزاني. وشن الطيران غارة استهدفت الضهيرة ومروحين، وأخرى استهدفت بلدة عيتا الشعب. كما شنت مسيرة غارة على بلدة بليدا. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا استهدفنا منصتين لإطلاق الصواريخ تابعتين لحزب الله في منطقتي مروحين ويارون جنوبي لبنان”.
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة”.
النظرية الكذبة
في شأن متصل، اعتبر المكتب السياسي الكتائبي ان “الجنوب أصبح أسير الإجرام الإسرائيلي المتمادي ضد المدنيين وتبرع “حزب الله” في إعطائه كل الذرائع للتمادي في الاعتداءات، متمسكًا بنظرية إلهاء إسرائيل عن غزة على حساب لبنان ودماء أهله من أطفال ونساء وشباب، في كذبة أضحت غير قابلة للصرف كونها لم تؤت ثمارها بردع همجية القتال بل شرّعت أبواب النيران على اللبنانيين وهجّرت عشرات الآلاف عن أرضهم. ورفض المكتب السياسي انتشار الأسلحة المدمرة في القرى والأحياء السكنية وظاهرة الأنفاق التي تعرِّض كل الأراضي اللبنانية بشرًا وحجرًا إلى حرب لا يريدها لا لبنان ولا اللبنانيون.
باسيل ووحدة الساحات
في الغضون، صرح رئيس حزب “التيار الوطني الحر” جبران باسيل خلال مؤتمر صحفي اليوم: “موقفنا بديهي بالوقوف لجانب حق الفلسطينيين بدولتهم، والتنديد بالعنف الاسرائيلي الذي يمارس على المدنيين بغزة وبالجنوب، وموقفنا بديهي أن نقف مع كل لبناني وتحديداً مع المقاومة لحماية لبنان، في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية؛ وهذا اساس وثيقة التفاهم اي الدفاع عن لبنان، وليس اكثر من ذلك”. وتابع: “معروف موقفنا اننا مع الدفاع عن لبنان، ولسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين؛ واننا لسنا مع وحدة الساحات اي ربط لبنان بجبهات اخرى، وتحديداً ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة، مع فهمنا لدوافعها، واننا لسنا مع استعمال لبنان منصّة هجمات على فلسطين”.
وأردف: “هناك خطر متمثّل بعملية اقصاء المسيحيين بالتدرج عن الحكم، وعن الدولة ادارةً واقتصاداً، بدءاً من اختيار رئيس نيابةً عنهم او منع انتخاب الرئيس،
الحجار للتمييزية
قضائيا، ومع احالة المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات الى التقاعد في 22 الجاري، اصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، قراراً كلّف بموجبه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، القيام بمهام النائب العام التمييزي اعتباراً من 23 الشهر الحالي، خلفاً للقاضي عويدات. كذلك قرر القاضي عبود تكليف المحامية العامة التمييزية القاضية ندى دكروب بمهام رئاسة الغرفة الثامنة لدى محكمة التمييز خلفاً للقاضي ماجد مزيحم الذي أحيل على التقاعد.