حصاد اليوم- إسرائيل تستهدف مستودعات للحزب في الغازية واجتماع لسفراء “الخماسية” في قصر الصنوبر الثلاثاء
بعد أقل من 24 ساعة على مغادرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بيروت عاد الفراغ القاتل ليخيّم على الواقع السياسي العاقر الذي لم ينجح حتى الساعة في استيلاد أي حل لأزماته المتناسلة داخليًا وعلى الحدود وما بعدها. فالأسبوع الذي أمضاه الحريري في بيت الوسط وفي محيطه قدم لوسائل الإعلام (أخبارًا وتحليلًا) مادة لطيفة محبّبة أخرجتها مؤقتًا من الملل والروتين، وإن لم يقدم للوطن والمواطن أي جديد، “لأن كل شي بوقتو حلو”، ويبدو أن هذا الحلو لم يحن وقته بعد. بالموازاة، ظل الملف الأمني جنوبًا في ظل التصعيد المتدحرج سيّد الموقف، في ضوء غارتين جويتين إسرائيليتين على منطقة الغازية جنوب صيدا.
غارتان على الغازية
فقد نفذ الطيران المسيّر الاسرائيلي مساء اليوم غارتين في منطقة الغازية جنوب مدينة صيدا للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب على الحدود الجنوبية، فيما شوهدت اعمدة الدخان تغطي سماء المنطقة. وتردد صوت الغارتين في ارجاء مدينة صيدا ومخيماتها، ما اثار حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين.
وافيد ان الغارتين استهدفتا مستودعا يستخدم لصناعة الاطارات والمولدات ومحيط معمل لصناعة رخام الحجر (البلاط)، ما ادى الى اشتعال النيران في الموقعين ودمار كبير. كما افادت معلومات “الجديد” ان شركة المولدات “إنفينيت باور” كانت المستهدفة في الغارة، وصاحبها ينفي وجود أي مخازن أسلحة ويقول إن المكاتب والمولدات احترقت .
مستودعات للحزب؟
وتعليقا على استهداف الغازية، اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه تم إستهداف مستودعات لـ”حزب الله” قرب صيدا. ولفت أدرعي إلى أن القصف “جاء رداً على انفجار قطعة جوية معادية تم العثور على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر اليوم”، وأضاف: “سنواصل العمل بقوة رداً على اعتداءات حزب الله”.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد اعلنت أن “الجيش استهدف بنية تحتية لحزب الله في هجوم الغازية”. واشارت الى ان الهجوم استهدف البنى التحتية ل”حزب الله” وليس عملية اغتيال.
جرحى ودمار
وافيد عن سقوط 14 جريحاً جراء الغارة الإسرائيليّة معظمهم من العمّال السوريين والفلسطينيين. كما افيد عن دمار هائل وحريق كبير، وحال من الفوضى في المنطقة. وفي السياق، طلبت بلدية الغازية من كل المواطنين “عدم التوجه إلى مناطق الاستهداف خوفا من استهداف الموقع مرة اخرى، ولافساح المجال للجهات المعنية ( فرق الاسعاف والانقاذ) للقيام بعملها، وتفاديا لوقوع اي اصابات بالارواح”.
والى ذلك، أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن غارة معادية استهدفت أطراف بلدة العديسة لجهة العويضة. وكان الطيران الاسرائيلي قد نفذ قبل ظهر اليوم غارتين بين يارين والبستان. كما شن غارة استهدفت منطقة “المحافر” في بلدة العديسة .
في المقابل، اعلن حزب الله استهدافه موقع بركة ريشا، وموقع الرمتا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وموقع السماقة.
تفادي تمدّد الحرب
في الأثناء،، تستمر الاتصالات بين العواصم الكبرى حول لبنان، ليس فقط في شأن الاوضاع الجنوبية لتفادي تمدد الحرب الاسرائيلية نحو الاراضي اللبنانية، بل رئاسيا ايضا، اذ سيجتمع سفراء الدول الخماسية عند الرابعة من بعد ظهر الثلاثاء في قصر الصنوبر، ما يؤشر الى أن ثمة ما يتحرّك على ضفة الاستحقاق الرئاسي.
لتحمّل المسؤولية الوطنية
رئاسيًا أيضًا، صدر عن النواب أسامة سعد، بولا يعقوبيان، عبد الرحمن البزري، نجاة عون، إبراهيم منيمنة، شربل مسعد، فراس حمدان، الياس جرادي وملحم خلف، بيان دعوا فيه زملاءهم النواب الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية والدستورية أمام التاريخ والناس، والى الامتثال الى أحكام الدستور، والحضور الى قاعة المجلس النيابي بشكل مكثَّف ومتواصل لإنتخاب الرئيس بدورات متتالية ومهما تعددت تلك الدورات لهذه الغاية.
فصل الرئاسة عن الأمن
من جهته، رأى النائب مروان حمادة في حديث إذاعي، انه “من الصعب فصل الرئاسة عن الأمن”، لافتا الى ان “موضوع الرئاسة كان معقدا قبل الأوضاع الأمنية في غزة والجنوب”. وأشار الى أن “الرئيس نجيب ميقاتي بات يقوم بسياحة دبلوماسية لا تجدي نفعا، كما ان زيارات المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين لا تذكر ملف الرئاسة، وقد تحولت الى ملف الترسيم الحدودي وسط أنباء عن تعثره”.
كل شيء معلق
ليس بعيدا، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط أنه “لا يمكن لدولة أن تستقيم طالما أن هناك فريقاً يلتزم بالممانعة وولاية الفقيه”. وقال في حديث اذاعي: “نريد رئيسا للجمهورية “عندو ركاب” و”كتافو عراض”، ولن نقبل بسلطة فاسدة تأخذ لبنان رهينة”. وشدد الحواط على “وجوب عدم ربط مسار لبنان بمسار الأزمة الفلسطينية فهذا سيُكلفنا الكثير، وعلى “حزب الله” أن يتبنى القرار 1701 وأن يسحب قواته من جنوب الليطاني”، موضحاً أن “هناك فريق يناسبه الفراغ والدمار الشامل وهناك حلم يراوده ربما بمؤتمر تأسيسي وكأن هناك أمرا ما يُحضّر للبنان لتغيير هويته”.
الانتخابات البلدية
في سياق آخر، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيان جاء فيه: “تنتهي في آخر شهر أيار ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وندرك تمام الإدراك أن مناطق واسعة من جنوب لبنان تشهد أعمالاً عسكرية تحول دون إتمام الإنتخابات فيها، ولكن في الوقت عينه، لا نستطيع ترك البلد في حالة شلل تام على هذا المستوى من السلطات المهمة ودورها المحوري حيال الناس. من هذا المنطلق، وبما أن قانون الإنتخابات البلدية والاختيارية يقتضي دعوة الهيئات الناخبة أقله، قبل 90 يومًا من موعد هذا الإستحقاق، ما يتطلّب من وزير الداخلية إصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قبل 26 من الشهر الحالي”.
لتجنّب التصعيد
وبالعودة الى الاهتمام الدولي بلبنان من بوابة الحرب على الحدود الجنوبية، أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلاله ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة.
معالجة أوضاع المصارف
وسط هذه الاجواء، تعقد جلسة لمجلس الوزراء عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الجمعة المقبل وعلى جدول أعمالها بند وحيد هو مشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها والموزع سابقاً على الوزراء.
وفد نيابي في لندن
وفي شأن متصل، يزور وفد نيابي لندن بدعوة رسمية من الحكومة البريطانية، حاملاً معه ملفات تسلط الضوء على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على الساحة الداخلية. بدأ الوفد اجتماعاته بلقاء أعضاء الجالية اللبنانية في لندن، في حضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وتطرق النقاش إلى مسألة أموال المودعين والوضع العام في لبنان.
آليات لاسترداد الودائع
وقال منصوري خلال اللقاء: “كان لبنان بعيدًا عن المؤسسات الدولية في الفترة الماضية، واليوم قد تكون علاقات المصرف المركزي باباً لاعادة فتح هذه العلاقات داخلياً وخارجياً. واليوم تغيّرت بعض سياسات المصرف المركزي، واتُخذت مجموعة قرارات لبناء المؤسسة داخلياً، فالمصرف المركزي يعمل على المحاسبة الداخلية وانهاء العلاقة المالية بيننا وبين الدولة، واعادة رسم العلاقة مع الدولة مع وقف تمويلها ما ساهم بايجابيات عدة خصوصا بالنسبة للاحتياطي والاستقرار النقدي مع توقيف منصة “صيرفة”، وشراء الدولار من السوق، وهناك فائض في ميزان المدفوعات اليوم”. أما عن استرداد الودائع، فدعا إلى “ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها ولكن هناك آليات لإعادة الودائع”. وأشار الى أن “الثقة بالمصارف لن تعود من دون معالجة الودائع، ولكن في النهاية، لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي”.