حصاد اليوم- نصرالله يردّ على التصعيد العسكري الإسرائيلي بتصعيد كلامي وتهديدات من كريات شمونة إلى إيلات
كما كان متوقعًا، فقد ردّ الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله على التصعيد العسكري الإسرائيلي غير المسبوق منذ الثامن من تشرين بتصعيد كلامي من العيار الثقيل، معلنًا “نحن في قلب المعركة … وثمن دماء المدنيين سيكون دماءً لا مواقع واجهزة تجسس وآليات”. واكد “أننا قلنا دائمًا بأننا لا نتحمّل المسّ بالمدنيين والجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعًا وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك”، مؤكدًا أنّ “هذا الأمر لا يمكن أن يترك”.
وبموازاة التصعيد المتبادل، تجهد الدبلوماسية الدولية لوقف الحرب ومنع توسعها في اتجاه الداخل اللبناني، ويواصل الرؤساء وكبار المسؤولين الدوليين تحذير لبنان من الانجرار الى التصعيد الواسع، وآخرهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم، كما لا ينفك رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يؤكد التزام لبنان كل قرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701.
ماكرون: لتجنّب التصعيد
وسط هذه الاجواء، أكد الرئيس ماكرون، انه “يجب تجنّب حدوث تصعيد بالمنطقة خاصة في لبنان والبحر الأحمر”. واشار الى أن “أي هجوم إسرائيلي على رفح سيتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وقد يشكل نقطة تحول في الصراع”. وشدد ماكرون في تصريح على ان “الأولوية المطلقة هي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين”، مشيرا إلى أن “عدد القتلى في غزة غير مقبول”.
في قلب المعركة
في المقابل، تحدث الأمين العام لـ”حزب الله” في احتفال “القادة الشهداء” (الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي وعماد مغنية)، فأشار في كلمته، إلى أن “العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا وعائلاتنا وللنساء يمكن أن يدفعنا للتراجع أو يجعلنا نضعف أو نتخلى عن المسؤولية، أبدًا”. وتعليقًا على مجزرتي النبطية والصوانة، لفت نصرالله إلى أنّ “العدوان هذا تطوّر يجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين ونعتقد أن ما حصل أمر متعمّد، ولو كان يريد استهداف المقاومين كان باستطاعته تجنب قتل المدنيين”.وأكّد أنّ في “معركة المقاتلين والجنود، نقاتلهم ويقاتلونا ومن الطبيعي سقوط شهداء. نحن في قلب معركة”، ولفت إلى أنّه “حين يصل الأمر إلى المدنيين، بالنسبة لنا هذا الأمر له حساسية خاصة”، موضحًا “أننا قلنا دائمًا بأننا لا نتحمّل المسّ بالمدنيين، رغم أن ذلك من التضحيات، ويجب أن يفهم العدو أنّه ذهب بهذا الأمر بعيدًا، والأمر لا علاقة له بالمسافة. وأمام استهداف المدنيين، أريد أن أقول إن هدف العدو من خلال قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف”.
ثمن الدماء دماءً
وذكر نصرالله أنّ “هذه الجبهة متواصلة والصراخ في الشمال يرتفع كل يوم”، معلنًا أنّ “الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعًا وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك”، مؤكدًا أنّ “هذا الأمر لا يمكن أن يترك”، مشددًا على أنّ “نساءنا واطفالنا الذين قتلوا سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً”، موضحًا أنّ “ثمن دماء المدنيين سيكون دماءً لا مواقع واجهزة تجسس وآليات، وليعلم العدو بعد ذلك أنه لا يستطيع أن يتمادى ويمس بمدنيينا وخصوصا بنسائنا واطفالنا”. وأكّد أنّه “للتذكير هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات”.
لبنان ملتزم بالقرارات
في الاثناء، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “التأكيد أن لبنان سيظل ملتزماً بكل قرارات الأمم المتحدة، وأن على إسرائيل أن تطبق هذه القرارات وتوقف عدوانها على الجنوب وانتهاكاتها السيادة اللبنانية وتنسحب من كل الأراضي اللبنانية المحتلة”. وأكد أن “بينما يشدد لبنان على ضرورة الاستقرار في المنطقة ودعوة كل الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، نجد إسرائيل مستمرة في عدوانها، مما يدفعنا إلى السؤال عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان المتمادي”.
شكوى لمجلس الأمن
وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اوعز الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة بتقديم شكوى بتاريخ 15 شباط 2024 امام مجلس الامن الدولي. وقد تضمّن نص الشكوى المرفوعة ان طائرة مسيرة إسرائيلية إستهدفت بصاروخ موجّه بناية سكنية في مدينة النبطية جنوب لبنان ما أدّى الى مقتل 10 اشخاص بينهم نساء واطفال.
غارات متواصلة
في الميدان، شنت الطائرات الاسرائيلية بعد الظهر غارة استهدفت واد، بين بلدتي ياطر وبيت ليف. وأطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخا على محيط مجمع اهل البيت، الواقع بمحاذاة بركة بنت جبيل، وافيد ان الصاروخ لم ينفجر. واطلق الجيش الاسرائيلي رشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة باتجاه أحياء بلدة كفركلا المحاذية لحدود المستعمرة. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجرا على بلدات القنطرة ودير سريان ومحيط وادي السلوقي. وادت الغارة على منزل في بلدة القنطرة الى استشهاد ثلاثة شبان، عناصر في حركة “امل”. كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على دير سريان – الطيبة، وبين القنطرة وقبريخا.
الحصيلة: 11 شهيدًا
في الموازاة، اعلن الدفاع المدني عبر منصة” اكس” اليوم ان عناصره تمكنوا “وبعد مواصلة عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع المبنى المدمر في النبطية التحتا اثر غارة جوية إسرائيلية، من انتشال جثامين الشهداء الاحد عشر الذين سقطوا نتيجة الغارة على المبنى. وقد نفذت عمليات البحث ورفع الأنقاض بالتعاون مع جمعيات إسعافية في المنطقة
الـ1701 يجنّبنا الحرب
وسط هذه الاجواء، شدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، على ضرورة تطبيق القرار 1701 “بغية تجنيب لبنان خطر اندلاع حرب كبيرة على حدوده الجنوبية”. كما أوضح في سياق قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا “أنه من الأجدى توجيه مذكرة مشتركة من الجانبين اللبناني والسوري إلى الأمم المتحدة من أجل اعتبار هذه الأراضي لبنانية، وعندئذٍ يصبح واجبًا على إسرائيل الإنسحاب منها تطبيقًا للقرار 425”. موقف جعجع جاء خلال استقباله في معراب، السفير الروسي الكسندر روداكوف، حيث عرضا للمستجدات السياسيّة في لبنان والمنطقة. واذ جدّد جعجع التأكيد “أن ما يحدث في غزة أمرٌ غير مقبول على الإطلاق، والحل الوحيد يكمن في قيام دولة فلسطينية مستقلة، سأل رئيس القوات “بماذا يساعد حزب الله الفلسطينيين في غزة؟ وهل يمكن أن يحدث فيها أكثر مما حدث إلى الآن؟ وما الذي أنتجته عملياته عبر الحدود سوى تعريض لبنان وشعبه للدمار والموت”؟
الجيش صخرة لبنان
في غضون ذلك، تفقَّدَ قائد الجيش العماد جوزيف عون فوج الأشغال المستقل في منطقة حارة الست – بعبدا حيث جال في أقسامه ومشاغله واطّلع على المهمّات المنفَّذة، مُثنيًا على جهود العسكريين. كما زار مشروع إنشاء مباني سرايا الأشغال التابع للفوج، ومركز التدريب على حماية الممتلكات الثقافية والاستجابة للطوارئ. والتقى العماد عون الضباط وهنّأهم بذكرى تأسيس الفوج في 1 آذار، وتوجَّه إليهم بالقول “لقد أثبتّم أنّكم قادة حقيقيون وأصحاب مبادرة، وقمتم بإنجازات لامعة عبر فريق حماية الممتلكات الثقافية في الفوج. المؤسّسة تفتخر بكم لأنكم ترفعون اسمها عاليًا في لبنان والخارج”. وأشار إلى أن الجيش يحظى بثقة اللبنانيين والدول الصديقة ويتلقى مساعدات متواصلة وحيوية لاستمراره، وأن القيادة مستمرة في بذل أقصى الجهود لدعم العسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين ولا سيما من خلال الطبابة العسكرية. وختم بالقول “الجيش هو صخرة لبنان، والعسكريون في مختلف الوحدات هم صخرة الجيش ومصدر قوّته”.
لقاءات الحريري
سياسيا، تلقى الرئيس سعد الحريري اتصالًا هاتفيًا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جرى خلاله استعراض مختلف التطورات. واستقبل الرئيس الحريري في بيت الوسط قائد الجيش والرئيس السابق لأساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وعرض معه الأوضاع العامة. ثم استقبل الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان الذي اكتفى بعد اللقاء بالقول: “ناطرينو يرجع”.