حصاد اليوم- الحريري ل”الحدث”: لن أعود عن قراري الآن قرى الجنوب تشهد اليوم الأعنف منذ 8 تشرين الأول

حصاد اليوم- الحريري ل”الحدث”: لن أعود عن قراري الآن قرى الجنوب تشهد اليوم الأعنف منذ 8 تشرين الأول

الكاتب: beirut24
14 شباط 2024

تحولت الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 مهرجان وفاء للحريري الأب واستفتاء غير مباشر على شعبية الحريري الابن العائد من غربته لإحياء الذكرى بعد نحو عامين من تعليقه العمل السياسي. وبالتزامن مع هذا اليوم الوطني الكبير في بيروت كانت ساحات الجنوب اليوم مسرحًا لتصعيد ميداني كبير من الطرفين سقط خلاله عدد من الشهداء والجرحى، في وقت تصاعدت لهجة التهديدات على جانبي الحدود، ما ينذر بتطورات ميدانية متسارعة خلال الأيام المقبلة.

حشود بالآلاف

بالعودة الى العاصمة، فقد احتشد منذ ساعات الصباح الاولى في ساحة الشهداء عشرات الآلاف من مناصري “تيار المستقبل” الذين توافدوا من مختلف المناطق، لاحياء ذكرى 14 شباط على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولالقاء التحية على نجله سعد.

الاجواء الماطرة لم تثن الآلاف عن الاحتشاد في محيط الضريح وفي باحة مسجد محمد الامين والشوارع المحيطة، في حين غصت مداخل العاصمة، خصوصا الشمالية، بعشرات الحافلات والسيارات التي لم تستطع الوصول الى ساحة الشهداء، حتى عندما حضر الحريري الى الضريح، وذلك بسبب الزحمة الشديدة الناجمة عن كثافة الحشود.

المحتشدون رفعوا الاعلام اللبنانية ورايات “المستقبل” وصور الرئيسين رفيق وسعد الحريري وسط اطلاق مكبرات الصوت للأغاني والاناشيد الحماسية.

تحت المطر

ومع وصول الرئيس سعد الحريري الى مكان الضريح، ترافقه عمته النائبة السابقة بهية الحريري وعمه شفيق، ارتفعت هتافات التأييد من الحشود. وما ان قرأ الحريري الفاتحة على روح والده، حتى توجه الى المحتشدين واخترق صفوفهم مصافحا ما أمكن منهم، وسط هطول شديد للامطار، تقصد الحريري عدم الوقوف تحت المظلة في رسالة الى مؤيديه بأنه سيقف مثلهم تحت المطر.

وبعد تحية الجماهير المحتشدة، عاد الحريري ليقرأ الفاتحة على ارواح باقي الشهداء، وسط استمرار الهتافات المؤيدة له.

وفي كلمة مقتضبة قال الحريري للاعلاميين: “حافظوا على البلد فنبض البلد هنا حافظوا عليه وكل شي بوقتو حلو”.

بعدها غادر الحريري الى بيت الوسط، مع تواصل هتافات الحشود حيث تابع لقاءاته السياسية والشعبية، وكان أبرزها استقباله وفودًا من حزب “الكتائب اللبنانية” و”القوات اللبنانية” وحركة “أمل”، كما تلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس السابق ميشال عون.

كثر تآمروا علينا

ولعل الكلمة التي قاربت السياسة هي التي قالها الحريري في خلال لقائه وفدا من “تيار المستقبل”، حيث أكد ان “كثرا تآمروا علينا”، مضيفا: “اليوم شعرت وكأنني في الـ2005 ولكن الاتكال عليكم وانا سأبقى معكم. يمكن تركت السياسة بس ما رح اترككن وسنلتقي قريبا”.

ولفت الحريري إلى اننا “نمرّ بمرحلة صعبة، وتعليق العمل السياسي كان البعض ضده، ولكنني اكتشفت انه كان معي حق”، معتبرا ان “التحديات كثيرة والكثير من الدول تصفر مشاكلها بين بعضها ويجب ان نستثمر علاقاتنا العربية”.

لن أعود عن قراري

وفي أول إطلالة إعلامية له بعد تعليق عمله السياسي قال الرئيس الحريري: “لن أعود عن قراري الآن في ما يخصّ الابتعاد عن الحياة السياسيّة، وعودتي للمشهد السياسي من عدمها ليست أولوية شعب لبنان”.

وأَضاف في مقابلة له مع قناة “الحدث” أن “لحظة تعليقي للسياسة أتت للأسباب التي عبرت عنها ورأيت أنّ لبنان يمرّ في مرحلة خطرة وما زلنا في مرحلة خطرة إذ لا انتخاب للرئيس ولا أي شيء في هذا المجال”.

يدفعون الثمن

وعن قضية إغتيال الرئيس الحريري أشار إلى “أننا تصرّفنا بعد قرار المحكمة الدولية كان على أساس أننا لم نرد أن نتسبّب بحرب أهلية في لبنان”. وقال: “انا مؤمن بربّي وواثق بأن الذين اغتالوا رفيق الحريري بدأوا بدفع الثمن”. وعن عدم تسليم المتهم بقتل والده، اجاب: “بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين، ولابد أنهم سيدفعون الثمن وهم يدفعون هذا الثمن”.

وفي ما يتعلق بحرب الجنوب اعتبر أنه “من الواضح أنّ نتنياهو يريد تحويل الوضع في لبنان إلى سيناريوهات مختلفة”، معتبرًا أن “حزب الله”  وإيران “لا يريدان الحرب مع اسرائيل، ونحن علينا الوقوف مع غزة وعدم إبعاد المشهد عن غزة”.

لاستكمال المشروع

بدوره، بهاء الحريري الذي شارك في الذكرى عن بعد، كتب على منصة “اكس”: “إن الرد الوحيد والأساسي على استشهاد الرئيس رفيق الحريري هو استكمال مشروعه النهضوي والإنمائي والاقتصادي والسياسي تلبيةً لحاجات الشعب اللبناني المقهور والصابر. إن مشروع الرئيس الشهيد لم يمت باستشهاده بدءاً بالإجماع الوطني على ضرورة تنفيذ اتفاق الطائف بجميع مندرجاته، وصولاً إلى استكمال حلمه برؤية وطن متطور ومزدهر ومكتفٍ اقتصادياً ومالياً يحتضن جميع أبنائه متمسكاً بدولة المؤسسات العادلة. إن لم الشمل حول رؤية وحلم الشهيد رفيق الحريري هو مفتاح الحل لجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تعاني منها جميع مكونات الشعب”.

اسرائيل توسّع دائرة اعتداءاتها

ميدانيًا، شهدت المناطق الحدودية اليوم الأعنف منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بعدما فجّر الهجوم الصاروخي الذي نفذه “حزب الله” صباح اليوم على صفد الغضب الاسرائيلي، فوسّع الجيش الإسرائيلي نطاق اعتداءاته على جنوب لبنان منفذا سلسلة غارات عنيفة استهدفت عدة بلدات. واستهدفت إحداها منزلاً في الشهابية دُمر بالكامل، كما قُصفت بركة الجبور وأطراف بلدات جباع في إقليم التفاح وسنيا وخراج بلدة زحلتا في قضاء جزين. وطال القصف الإسرائيلي الجوي بلدات قضاء صور وقضاء النبطية، وسط توسيع واضح للعمليات العسكرية وحركة نزوح تجاه صيدا وبيروت تحسباً لإمتداد الإستهدافات إلى أماكن مختلفة.

مجزرة في الصوانة

وافادت  الوكالة الوطنية للاعلام أن العدو الاسرائيلي ارتكب بعد ظهر اليوم مجزرة في بلدة الصوانة الجنوبية، ذهبت ضحيتها عائلة المواطن جلال حسين محسن، فكانت الحصيلة 4 شهداء و10 جرحى.

كما أفادت الوكالة الوطنية لاحقًا عن سقوط شهيد وعشرة جرحى ودمار كبير في غارة استهدفت عدشيت بعد الظهر أيضًا.

غانتس: الدولة مسؤولة

وبالتزامن مع التصعيد الميداني صعّدت إسرائيل إعلاميًا حيث نقلت قناة “العربية” عن عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس قوله إن “الرد على استهداف شمال إسرائيل سيكون قويّا ووشيكا”، فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غانتس ان “المسؤول عن إطلاق النار على الشمال ليس حزب الله فقط بل الدولة اللبنانية”.

وقالت مصادر إسرائيلية في وقت سابق اليوم، إن “مشاو رات أمنية عاجلة تجري حول طبيعة رد الجيش على القصف من جنوب لبنان”.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن “شخصا قتل وأصيب سبعة آخرون من جراء سقوط صواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة صفد في شمال إسرائيل”، مشيرة إلى أن “الدفاعات الجوية تمكنت من التصدي لثمانية صواريخ”.

هاليفي: الطريق طويل

من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، أن “حزب الله” يدفع ثمنًا باهظًا، لافتًا إلى أن “الطريق أمام تل أبيب طويل” في لبنان.

جاء ذلك خلال زيارة إلى المنطقة الحدودية، حيث قال: “لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه لتغيير الوضع الأمني على الحدود اللبنانية، وسط الهجمات اليومية التي يشنها حزب الله.”

وتابع: “هناك إنجازات كبيرة جداً في ضرب “حزب الله” في لبنان، لكننا مستمرون في العمل. هذه ليست النقطة التي يجب التوقف فيها”.

وحذر هاليفي أيضًا من أنه في حالة اندلاع حرب في الشمال، فإن الجيش الإسرائيلي “سيستخدم كل الأدوات والقدرات” المتوفرة لديه.