حصاد اليوم- الراعي يصوّب المسار في عيد القديس مارون ويكتب عناوين خطاب القسم المُفترَض للرئيس المطلوب
في عيد القديس مارون، وعلى طريق اسلافه البطاركة القديسين وطريقتهم في المواجهة بالحق والحقيقة، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صرخة مدوية في وجه الساسة المعطلين والمخربين في البلاد حتى كاد أن يسميهم بالأسماء.. ومن له اذنان سامعتان فليسمع. ولكن، بعد تشخيص الداء الذي يعرفه الجميع، يبقى وصف الدواء هو الأهم، وبات بالتالي على البطريرك مدعومًا بإجماع ماروني ومسيحي ووطني كبير أن ينتقل الى خطوة الفعل، حتى لا يكون كلامه الحقيقي والدقيق مجرّد صوت صارخ في البرية.
تشكيك بالنوايا
فالبطريرك الراعي الذي لم ترهبه الحملات الإعلامية المبرمجة والتخوين السخيف ردًا على مواقفه الوطنية، قال في عظة قداس عيد مار مارون من كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت بحضور حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والسفراء الأجانب: “لا ندري لماذا لا يُدعى المجلس النيابي للإنعقاد والقيام بأول واجب عليه أساسي وهو ان ينتخب رئيسًا للجمهورية لكي تنتظم جميع المؤسسات الدستورية وأولها مجلس النواب ومجلس الوزراء والقضاء ومسيرة العدالة، ولكي تبدأ مسيرة الإصلاحات والنهوض بالاقتصاد وضبط الفساد. بتنا في هذه الحالة نشكّ بالنوايا، ونرى في تعطيل انتخاب الرئيس خلفيّات مشبوهة غير مقبولة ومدانة”.
إقصاء الموارنة
وأضاف: “هل من أحدٍ يجهل، أو ربّما يتجاهل، أنّ الموارنة لعبوا الدور الحاسم في إنشاء دولة لبنان الكبير، بالتعاون طبعًا مع سواهم… أمّا اليوم فنرانا أمام عمليّة إقصاء مبرمج للموارنة عن الدولة بداءً من عدم إنتخاب رئيس للجمهوريّة، وإقفال القصر الجمهوريّ والعودة إلى ممارسة حكم الدويكا بالشكل الواضح للعيان، وغير المقبول. وما القول عن إقصائهم وسائر المسيحيّين من الوزارات والإدارات العامّة؟ والكلّ بانتهاك الدستور عبر بدعة “الضرورة” التي يعتمدها مجلس النوّاب ليشرّع عن غير حقّ، ومجلس الوزراء ليجري التعيينات وكلّ ما يفوق تصريف الأعمال العاديّة، عن غير حقّ أيضًا. ففي غياب الرئيس يُستباح الدستور كما نرى، ولا من سلطة تصلح وتوقف هذا الواقع الشواذ. فهل أصبحنا في دولة نظامها استبداديّ يحلّ محلّ النظام المعلن في مقدّمة الدستور: “أنّ لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة”؟
مواصفات الرئيس
يقولون أنّ لبنان بحاجة إلى رئيس لا يستفزّ هذا أو ذاك من الأفرقاء. فعلّق أحد المحلّلين السايسيّين كاتبًا: “واقعُ البلادِ يَستلزمُ رئيسًا لا يَستفِزُّ أحدًا، ولا يتحدّى أحدًا… لكنَّ:
-إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى كلَّ من يُعطِّلُ الدستورَ ويُطيحُ الميثاقَ الوطنيَّ فيَضرِبُ صيغةَ الشراكةِ والمودة.
– إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَضعُ حدًّا لحكوماتِ الوِحدةِ الوطنيّةِ الزائفةِ ويُحيي اللُعبةَ البرلمانيّةَ في النظامِ الديمقراطيِّ اللبناني.
-إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يرفض كلَّ سلاحٍ غيرِ شرعيٍ.
-إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى كلَّ من يتطاولُ على السيادةِ والاستقلالِ لئلا يُمسيَ لبنانُ دولةَ التبعيّةِ والاحتلال.
=إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى أولئك الَّذين يمنعون إغلاقَ الحدودِ السائبة بين لبنان وسوريا بقصدِ إبقاءِ علاقاتِ لبنان مع أصدقائِه منهارةً ومع أخصامِه مزدَهرة.
-إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى الدولَ التي تَعملُ على توطينِ اللاجئين الفِلسطينيّين والنازحين السوريّين.
-إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى جميعَ الشواذاتِ المنتشرةِ في الدولةِ اللبنانيّة ومؤسّساتِها ومجتمعِها الإنسانيّ. إذا لم يَستَفِز رئيسُ الجُمهوريّةِ الجديدُ جميعَ هذه الفئاتِ الخارجةِ على الشرعيّةِ، ويَتحَدَّ جميعَ هذه التجاوزات القاتلةِ، فسيَتحدّاه الجميعُ ويَستفِزُّونه. ليس لبنانُ بحاجةٍ إلى رئيسٍ يَستفِزُّ أو يُستَفَزُّ لئلّا نَدخلَ في دَوّامةِ صراعٍ مفتوحِ.
طاولة حوار فولكلورية
في الإطار نفسه، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: “إلى دولة الرئيس نبيه بري.. طبعًا يحقّ لك، دولة الرئيس، وبامتياز أن تدعم مرشحك إلى الرئاسة تبعًا للقواعد الديمقراطية والدستورية وأن تتمسّك به أيضًا، كما يحقّ لغيرك أن يدعم مرشّحًا إلى الرئاسة ويتمسّك به، إذاً، ما الجدوى من طاولة حوار فولكلورية إذا كانت كلّ الحوارات الجانبية والتي امتدّت لأكثر من خمسة عشر شهرا خلت، وما زالت مستمرة، لم تبدِّل في مواقف أي من الفريقين؟ الحلّ الوحيد، دولة الرئيس، في هذه الحالة هو في جلسة انتخاب بدورات متتالية حتى نجاح أحد المرشحين المطروحين”.
اغتيال الموقع
في السياق، اعتبر نقيب صيادلة لبنان جو سلوم انه “من المحزن والمخزي أن يأتي هذا العيد وللمرة الثانية وكرسي الرئاسة الاولى فارغ، والإمعان في اغتيال الموقع الجامع والكياني، هو لضرب لبنان بصيغته الحالية، والقضاء على ما تبقّى من مقومات الدولة”.
ستكونون أهدافا لنا
في الشأن الحياتي، وعشية جلسة مجلس الوزراء السبت المخصصة لدراسة رواتب القطاع العام من فعليين ومتقاعدين، أكد حراك المتقاعدين العسكريين، في بيان، أن “السبت هو يوم ٱخر بعد ما حصل مع المتقاعدين العسكريين”، وأكدوا أن “الوضع العام في البلد سيتم تحديده بعد جلسة الغد، ولن تمر أي مناورات أو تشويهات لمطالبنا المحقة، وعلى مجلس الوزراء مجتمعا ألا يقبل أن تجوع فئة كبيرة لمصالح خاصة واسترضاء وظيفي، ما نريده هو أن يتم التوزيع بعدالة ومساواة للمبلغ المرصود”.
ودعا حراك المتقاعدين العسكريين “جميع المتقاعدين العسكريين وعائلاتهم وشبانهم وداعمينهم الى عدم البقاء في منازلهم وان يتجهزوا لجميع الاحتمالات التصعيدية، وإما أن تعدلوا واما لن تفتح الإدارات بتاتا وستكونون أهدافا مباشرة لنا”.
أمن لبنان من أمن إيران
في مجال آخر، وبالعودة الى الوضع المتوتر في الجنوب والمنطقة، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي لدى وصوله الى مطار بيروت: “بصوت عال ومنذ بداية هذه الازمة، أعلنا ان الحرب ليست هي الحل”. وتابع: “تل ابيب لم تحقق أي شيء من أهدافها المعلنة، وما نشهده اليوم تحقق بفضل قوة المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة”.
وأكد عبد اللهيان: “سنستمر في دعم المقاومة ونعتبر أن أمن لبنان هو من أمن إيران والمنطقة”.
الحزب يرد ب50 صاروخًا
في التطورات الميدانية، تواصل القصف الاسرائيلي عنيفا على الحدود الجنوبية، وفي آخر المستجدّات، افادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن دفعة كبيرة من الصواريخ أطلقها “حزب الله” نحو الجليل الأعلى، واشارت الى ان “وابل الصواريخ من لبنان في الصلية الأخيرة لم نشهده منذ عام 2006”.
وفي السياق، افيد عن اطلاق أكثر من 50 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيلية. والقبة الحديدية تتصدّى لها.
من جهته، أعلن “حزب الله” انه استهدف دبابة “ميركافا” في موقع البغدادي ما أدى الى اصابتها وتدميرها. واستهدف ايضًا التجهيزات التجسسية في موقع الرمتا وفي في محيط موقع المالكية، وموقع زبدين في مزارع شبعا، وموقع بيّاض بليدا. كما استهدف ثكنة كيلع التابعة لجيش العدو الصهيوني في الجولان السوري الواريخ الكاتيوشا.
في المقابل، وقرابة الثانية والربع بعد الظهر، أغار الطيران الحربي على بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل، وألقى صاروخين جو- أرض تصاعدت جراءهما سحب الدخان الكثيف. واستهدفت مسيرة معادية منزلًا في مركبا غير مأهول على الطريق العام، مما أدّى إلى اشتعال النار فيه.
وافادت “الوكالة الوطنية للاعلام” لاحقا بأن العدو الاسرائيلي يقصف بشكل عنيف خراج بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار، كما بلدة بليدا في قضاء مرجعيون.
والى ذلك، سجل قرابة السادسة مساء غارة اسرائيلية على منطقة اللبونة وادي حامول في الناقورة، وغارة اخرى على بلدة الخيام. وتزامنا استهدف قصف مدفعي جبلي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي، وايضا الأطراف الحدودية للناقورة، ناحية الخط الأزرق من الجنوب في القطاع الغربي.