حصاد اليوم- العسكريون المتقاعدون يفشلون في محاصرة السراي والوزراء دخلوا بالملالات وعيّنوا عودة رئيسًا للأركان
بملالات الجيش التي قضى العسكريون المتقاعدون زهرة شبابهم على متنها واضعين أرواحهم على أكفّهم دفاعًا عن الوطن، دخل الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الى السراي لعقد جلسة مجلس الوزراء اليوم، وكأنهم بذلك يعترفون بأن المتظاهرين من عسكريين ومدنيين متقاعدين وفي الخدمة هم فعلًا أصحاب حق ولكنهم لا يجرؤون على مواجهتهم، مما اضطرهم للاحتماء من الجيش بالجيش، ليواصلوا سياسة رفع الضرائب وخفض الإنفاق إنفاذًا لأجندات خارجية وداخلية. في الأثناء، تتواصل حركة الموفدين الدوليين الى بيروت، لكنها قد تكون في الاتجاه المعاكس هذه المرة. فبعد موفدي اللجنة الخماسية الساعين الى عدم تمدد الحرب وتحريك الملف الرئاسي، يصل الى بيروت غدًا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لرفع سقوف المطالب وإطلاق شروط جديدة للتهدئة، مستغلًا المنابر الرسمية اللبنانية لإيصال رسائل الى من يعنيهم الأمر في واشنطن وتل أبيب.
مخالفة دستورية
وبالرغم من التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة، تركزت الانظار والاهتمامات اليوم على السراي الحكومي، حيث انبعث الدخان الأبيض إيذانًا بتعيين اللواء حسان عودة رئيسًا للأركان بعد ترقيته من رتبة عميد، ليبقى شاغرا في مجلس القيادة منصبا العضوين الشيعي والارثوذكسي. وبينما جاء تعيين عودة من خارج جدول الأعمال، علّق وزير الدفاع موريس سليم الذي لم يحضر الجلسة على التعيين بالقول: مخالفة دستورية وقانونية جديدة ارتكبها رئيس الحكومة تضاف الى سلسلة مخالفات وتجاوزات ترتكب منذ بدء الشغور الرئاسي، وسيبنى على هذه المخالفة ما يقتضى لحماية المؤسسة العسكرية من التجاوزات التي تستهدفها في وقت يُفترض ان تبقى بعيدة عن المحاصصة والمحسوبيات وتسديد الفواتير السياسية. ونفى الوزير سليم ان يكون اقترح اية اسماء للتعيينات العسكرية انسجاما مع رغبة عارمة رسمية وسياسية وروحية بعدم اجراء اي تعيين في الوظائف الشاغرة في غياب رئيس الحمهورية. وأضاف: المؤسف ان رئيس الحكومة كان في طليعة الرافضين للتعيينات في ظل الشغور الرئاسي.
تصعيد معيشي
حياتيا، وفيما لم يخلُ تحرك العسكريين المتقاعدين المطالبين بإنصافهم في محيط السراي من التصعيد والمواجهات، تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن عقد جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء يوم السبت المقبل ستخصص للبحث في أوضاع العسكريين المتقاعدين وموظفي القطاع العام، مضيفا “نحن حريصون على حقوق كافة المواطنين”. ايضا خلال الجلسة “تم التصديق على نشر موازنة العام 2024 وستكون فورا موضع تنفيذ”، كما قال ميقاتي.
في انتظار عبد اللهيان
وفي انتظار وصول عبد اللهيان “حيث سيجري لقاءات هامة مع كبار المسؤولين في الجمهورية اللبنانية في اطار التشاور حول مختلف التطورات والمستجدات”، كما قال السفير الايراني مجتبى أماني عبر منصة “اكس”، جال وفد فرنسي على المسؤولين متابعا الاوضاع على الحدود الجنوبية.
متابعة التحرّك الفرنسي
فقد استقبل ميقاتي صباحا في السراي، الوفد الذي ضم المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية فريدريك موندوليني، المدير العام للعلاقات الدولية والاستراتيجية في وزارة الدفاع أليس ريفو، نائب مدير شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية ايمانويل سوكه والسفير الفرنسي هيرفية ماغرو. وأشار السفير ماغرو الى ان “الزيارة هي متابعة لتلك التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، وطرحنا خلالها افكارنا بشأن الوضع في جنوب لبنان”.
ترحيب بالمساعدة
ومن السراي انتقل موندولوني والوفد المرافق الى وزارة الخارجية حيث كان في استقباله وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب الذي أكد ترحيب لبنان بالمتابعة الفرنسية للاوضاع في الجنوب، ورغبة فرنسا بالمساعدة على إيجاد حلول تعيد الهدوء والاستقرار الى المناطق الحدودية، مشدداً على المقاربة الشاملة وغير المجتزأة لتطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701، بما يحصن السلم والامن الاقليميين.
مع التطبيق الكامل
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الوفد الفرنسي، حيث تناول البحث الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة. وأكد الرئيس بري للوفد الإلتزام بتطبيق كامل للقرار 1701 كما شدد على ضرورة تعزيز الجيش اللبناني عديداً وعدة والتعاون مع قوات اليونيفل.
لتحييد لبنان
في السياق، استقبل رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل السفيرة الأميركية ليزا جونسون في زيارة تعارف جرى في خلالها التأكيد على الاهتمام بلبنان وعلى دور اللجنة الخماسية ووحدة موقفها لناحية اهمية انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت وتسهيل العملية من قبل جميع الأطراف. من جهته، شدد رئيس الكتائب على ضرورة حماية لبنان وتحييده ومنع توريطه في الحرب الدائرة في المنطقة والضغط باتجاه تطبيق القرار الدولي 1701 واستعادة لبنان لقراره الحر وعودة المؤسسات الى عملها وفصل الرئاسة عن ملفات الصراع. كما اكد رئيس الكتائب على اهمية الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش اللبناني ومحورية دوره في حماية الحدود والدفاع عن لبنان واللبنانيين.
إنعكاسات غزة
ي الخارج، زار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب العاصمة البريطانية لندن بدعوة من الحكومة البريطانية حيث اجتمع مع وزير القوات المسلحة في وزارة الدفاع جايمس هيبي. وشملت لقاءات بوصعب في لندن اجتماعا عقده في وزارة الخارجية مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وناقش المجتمعون في جميع اللقاءات تطورات الحرب في غزة وانعكاساتها على لبنان. وتمت في هذا الاطار مناقشة افكار عديدة من شأنها تحييد شبح الحرب عن لبنان، مع التشديد على وجوب وقف العدوان على غزة كمنطلق لتهدئة شاملة في المنطقة. وأجمع الطرفان على ضرورة مساعدة الجيش اللبناني نظراً لأهمية دوره بحفظ الأمن والاستقرار.
إغتيال مسؤول في الحزب
في التطورات الميدانية، شهدت المناطق الحدودية تصعيدًا ملحوظًا من الطرفين اليوم، وقد بلغ أشدّه مع اغتيال مسؤول في الحزب استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي سيّارته في شارع حسن كامل الصباح في مدينة النبطية، علمًا أنها المرة الأولى التي تستهدف فيها اسرائيل عُمق مدينة النبطية منذ بدء الحرب.
وتضاربت المعلومات عن الشخصية المستهدفة، ففيما أفادت “سكاي نيوز” بداية عن مقتل عنصرين من “حزب الله”، أعلنت لاحقًا عن تعرض مسؤول عسكري في “حزب الله” لإصابات خطيرة وإصابة شخص آخر كان برفقته.
مصادر العربية نقلت بدورها معلومات تفيد باغتيال “عباس الدبس” مسؤول منطقة في “حزب الله” باستهداف النبطية.
ولاحقا ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن المستهدف هو شخصية كبيرة من “حزب الله” وهو قائد المنطقة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ المضادة للدروع على كريات شمونة اليوم.
قصف وغارات
وكان الطيران الاسرائيلي قد أغار صباح اليوم، على بلدة عيتا الشعب والخيام وكفركلا. وشن غارة على طيرحرفا استهدفت منزلاً لشخص من آل عطايا ، وكان استهدف لمرات عدة، مما ادى الى تدميره بالكامل. وطال القصف المدفعي المباشر اطراف بلدتي طيرحرفا والجبين وحرش هورا بين كفركلا وديرميماس. وقام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدتي كفركلا والوزاني. وأطلق الجيش الإسرائيلي من داخل موقع العباد رشقات نارية بالأسلحة الرشاشة منذ ساعات الفجر الأولى بإتجاه الأحياء والمنازل في بلدة حولا.
عمليات “حزب الله”
في المقابل، أعلن “حزب الله” انه استهدف “ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابةً مباشرة”. كما استهدف “مقر قيادة اللواء الشرقي 769 التابع لفرقة الجليل 91 في ثكنة كريات شمونة بالأسلحة المناسبة”. ايضا، استهدف الحزب “موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتم تحقيق إصابات مباشرة”.
واعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن “إصابة ضابط وجنديين في استهداف حزب الله قاعدة عسكرية في كريات شمونة”.