حصاد اليوم- “الخماسية” تنظّم صفوفها لتسريع الخطوات ولبنان يطالب بمفاوضات ترسيم غير مباشرة مع اسرائيل
السباق المحموم بين مساعي التهدئة التي تبذلها اللجنة الخماسية من بوابة إعادة الاستقرار الداخلي عبر الانتخابات الرئاسية، وبين التدحرج العسكري المستمر جنوبًا، ينبئ بأنه وصل الى مراحله الأخيرة، وبان عروض التهدئة الإسرائيلية المترافقة بتهديدات يومية جدية. وفي ظل الشلل الداخلي المستمر، طفت الى السطح أكثر من أزمة جديدة، أبرزها خشية واسعة من قطع المساعدات عن الاونروا ما سيتسبب بأزمة خطيرة تضاف الى مجموعة الازمات التي تهدد لبنان، خصوصا مع ارتفاع منسوب الانقسامات الداخلية وتصاعد الحملات على خلفية كل موقف وقضية، وآخرها التهجم على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بسبب موقفه من رفض الحرب جنوبا.
تنظيم الصفوف
وفي متابعة لحراك سفراء “المجموعة الخماسية” بعد اجتماعهم الاسبوع الماضي تلبيةً لدعوة السفير السعودي وليد البخاري، كشفت مراجع مطلعة انّه لن تكون للمجموعة اية زيارات جماعية، وأنّ أعضاءها سيواصلون زياراتهم الإفرادية وفق برنامج معدّ سابقاً، فيما تواصل السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون هذا الاسبوع زياراتها التعارفية على القيادات السياسية والحزبية.
وكشفت أوساط متابعة انّ السفيرة الاميركية شدّدت خلال الاجتماع عند البخاري على ضرورة عدم قيام أي طرف بمبادرة أو تحّرك جانبي من دون التنسيق المسبق مع اللجنة الخماسية، وذلك في إشارة منها إلى قطر. واقترحت ألاّ يختصر أي طرف مهمّة تمثيل الخماسية أو التحدث باسمها، في اشارة منها الى الجانب الفرنسي الذي سيزور موفده جان ايف لودريان لبنان بعد الاجتماع الخماسي المنتظر في الرياض.
وتجدر الاشارة الى انّ الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) موجود منذ الاسبوع الماضي في لبنان ويجول بعيدًا عن الإعلام على المعنيين بالاستحقاق الرئاسي، حيث التقى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، بعدما كان له لقاء مع ممثلين لـ”الثنائي الشيعي” وآخرين. وتردّد انّ “ابو فهد” لا يطرح في جولته الحالية اسماء مرشحين، وانما يشدّد على وجوب توافق الجميع على انتخاب رئيس جيد للبنان.
فرصة للبنانيين
في السياق، أشار عضو كتلة “الكتائب” النائب الياس حنكش إلى “زخمٌ من “الخماسيّة” باتجاه الضغط على مختلف الأفرقاء لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الدعم هو فرصة للبنانيّين”، كاشفاً أن “التوجه هو صوب الخيار الثالث”.
خطأ تاريخي
وبموازاة السخونة التي تسود الجبهة الجنوبية، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد استقباله السفيرة الأميركية ان “قطع المساعدات عن الأونروا خطأ تاريخي سيؤدي إلى حرمان اللاجئين الفلسطينيين من أي أمل بحياة ومستقبل أفضل وسيشكل تهديداً للأمن الإقليمي ولأمن الدول المضيفة والدول المانحة على حد سواء”.
مفاوضات غير مباشرة
وكان بوحبيب أدلى بحديث لـ”سكاي نيوز عربية” أكد فيه أن “وقف القتال في جنوب لبنان صعب بسبب التهديدات الإسرائيلية المستمرة”. وطالب “بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وترسيم الحدود مع إسرائيل”. وأضاف “يمكن لإسرائيل بناء جدار على الحدود مع لبنان بعد ترسيم الحدود”، مشيرًا إلى أن “إذا توقف إطلاق النار في غزة سيتوقف التصعيد في جنوب لبنان”. وتابع بوحبيب “يجب أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ثم البدء بترسيم الحدود”، قائلًا: “نطالب بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لحل النقاط الخلافية”.
ايضا، إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع بوحبيب، وبحث معه في نتائج الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي في نيويورك على المستوى الوزاري، وأطلع منه على الاجتماعات واللقاءات التي عقدها.
جلسة مرتقبة
في الشأن الداخلي، من المتوقع أن تعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع بعد إحالة الصيغة النهائية لقانون موازنة 2024 من الأمانة العامة لمجلس النواب الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء. ولفتت مصادر وزارية الى انّ هناك عشرات البنود المطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء، منها قضايا مؤجّلة من جلسات سابقة، ومنها ما يتصل بمشروع الحوافز لموظفي القطاع العام الذين بدأوا إضراباً شاملاً. وستواكب الإضراب في القطاع العام مجموعة تحركات لهيئات تمثل المتقاعدين من عسكريين ومدنيين.
مواقف شاجبة
في المواقف، ضجت الساحة السياسية بالمواقف الشاجبة التعرض للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على خلفية موقفه المتصل بالحرب، منتقدة بشدة تساهل المرجعيات الرسمية والحزبية مع التطاول على القامات الدينية والوطنية. ومن أبرز المواقف:
-الكاثوليكي للاعلام: إن ارتفاع صوت البطريرك هو تشخيص صادق لواقع وطني قائم تقع مسؤولية تفاقم أخطاره على جميع القوى اللبنانية، وبخاصة المقتدرة منها على التحكم بالموازين والقرارات وبالخيارات. إن أولى مسؤوليات البطريرك وواجباته وأمانته لثوابت الوحدة الوطنية وللبنان لوطن الرسالة هي رفع الصوت في سبيل تقويم الأعوجاج المتمادي في الشأن الوطني، إنه اعوجاج يعمق الخلل في التوازن الوطني، على مستويات تغيير هوية الأرض والإستيلاء عليها بأساليب متعددة، وتفريغ الإدارة العامة من تنوعها الذي يعكس التنوع اللبناني، وتجاهل أخطار توطين الفلسطينيين والنزوح السوري، واستباحة حقوق الناس المعيشية وأموالهم وجنى أعمارهم، وإعاقة عمل القضاء وزعزعة الثقة به،
-الرابطة المارونية: نستنكر بأشد العبارات واوضحها الحملة الجانية المليئة بالافتراءات والتي تنضح بالسفاهة التي يتعرض لها البطريرك الراعي على يد زمرة مشبوهة اعتادت القدح والذم، وتوزيع الشهادات في الوطنية ضد من يوزع مثل هذه الشهادات. فبكركي حصن من حصون الكرامة والحرية ونصرة المظلوم، مذكرين من يقوم بنطح صخرة بكركي أن كل من حاول ذلك سابقا تحطم رأسه عند اقدام تلتها رمز الكرامة الوطنية والشهامة الانسانية.
المجلس الماروني: عوض احترام مقام بطريركي عريق وصرح لم يحمل للشرق إلا النهضة والفكر الحر، وبدل التصدي لمسار يربط مستقبلهم ومصير عائلاتهم بأجندات دولية وإقليمية، تراهم يصفقون لمن يدفع بلبنان إلى أتون حرب مدمرة، ويصمون الأذن عن أصوات أهلنا في الجنوب المنكوبين، الرافضين هذا العبث غير المسؤول”.
-“الجبهة السيادية من أجل لبنان”: “السواد الأعظم من اللبنانيين يعتبر أن قرار الدخول كطرف في الحرب الدائرة في غزة هو من صلب صلاحيات المؤسسات الدستورية. وعليه فإن قرار “حزب الله” منفردا بإدخال لبنان في حروب الآخرين تنفيذا لأجندات محور الممانعة هو تعد صارخ على كرامة الوطن وعلى الشراكة مع مختلف مكوناته وهذا لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية”.
-النائب غياث يزبك: “إلى المتطاولين على بكركي، انتم تعيشون في دولةٍ رُسِّمت حدودها بخَيطٍ مَنسولٍ من جبّةِ بطريرك وتتأرجحون بأمانٍ على غصن من أرزها المبارك. تحميكم قواعد الشَبْك الوطني لا قواعد الاشتباك. ضبّوا ألسِنةَ السوء قبل أن تُسقِط لبنان فتندمون، وانتم تعلمون”.
-رئيس “تجمع موارنة من أجل لبنان” المحامي بول يوسف كنعان: “الحملات على البطريرك الراعي مسألة لا يمكن تجاوزها أو القبول بها. يجب اعادة الاصغاء لموقفه لأنه يطرح هواجس وخوف الرعية، ومن الافضل الالتقاء معه والتحاور وليس الهجوم عليه والتنمر بحملات تسيء الى مطلقيها قبل أي شخص آخر”.
-النائب راجي السعد: “التهجّم على البطريرك لا يخدم العيش المشترك ولا وحدة اللبنانيين، ومحاولة التطاول على رأس الكنيسة المارونية لن يفيد في مناصرة أي قضية خارجية. ويبقى غبطة البطريرك ضمير لبنان شاء من شاء وأبى من أبى ومجد لبنان أُعطي له”.
-النائب نعمة افرام: “معيبة ومدانة بشدّة الحملة الشعواء بحقّ البطريرك الماروني. سؤالي: من تخدمون حقيقة وواقعاً، أهو السلم الأهلي والعيش الواحد”؟
–كتلة “تجدد”: “الإدانة الشديدة والرفض التام للحملة المشينة التي تشن على البطريرك الراعي وعلى الكنيسة، ونعتبر أن القائمين على هذه الحملة يساهمون بتقويض أسس العيش المشترك والشراكة بين اللبنانيين، عبر استعمال خطاب التخوين والتعرض للكرامات، متوهمين القدرة على فرض الرأي الواحد على شركائهم في الوطن. نلفت إلى أن ما قاله البطريرك الراعي، يعبر عن أغلبية لبنانية رافضة للحرب، وللتعدي على سيادة الدولة في قرار السلم والحرب، ولا تقبل بأن يكون لبنان ساحة لمشروع إقليمي بات عنواناً أينما حل، للدم والفوضى والدمار”.
غارات وقصف
على الارض، اعلن “حزب الله” انه “إستهدف صباحا سلسلة مواقع وتجمعات لجنود إسرائيليين خلف موقع جل العلام بصاروخ “فلق”، ومحيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية، وقلعة هونين بالأسلحة الصاروخية، ومحيط ثكنة “زرعيت”. وقبل ذلك، استهدف ”ثكنة برانيت بصواريخ “بركان”.
من جانبها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن “إصابة جنديين من الجيش الإسرائيلي جراء سقوط صواريخ “بركان” على ثكنة برانيت بالجليل الغربي”. وتعرضت أطراف عيتا الشعب لقصف مدفعي اسرائيلي . كما استهدف الجيش الاسرائيلي تلة العزية من جهة كفركلا وديرميماس بقذيفتين مدفعيتين، وايضا اطراف مروحين. وتعرضت منطقة الضهور في بلدة كفركلا لقصف بالقذائف الفوسفورية رافقه إطلاق أعيرة نارية باتجاه البلدة. وسقطت ثلاث قذائف في خراج سردا قرب برج تابع للجيش. وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية قرابة الاولى والربع من بعد الظهر عدوانا جويا حيث نفذت سلسلة غارات مستهدفة اطراف بلدة يارون.