خاص- عبد الساتر: التحضير لما هو آتٍ في إسرائيل عزّز الخوف من الإنفجار الكبير
اعتبر المحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث لموقع beirut24 أن الحديث المتزايد عن إمكانية اندلاع حرب على لبنان عززته بعض الرسائل الدبلوماسية والتقديرات التي لها علاقة بالشؤون العسكرية خصوصاً ان الحديث الاخير عن وصول تعزيزات وأسلحة اميركية إلى الكيان الاسرائيلي من نوع طائرات اف٣٥ واف ١٦ عدا الصواريخ والقنابل المتطورة.
وأضاف عبد الساتر ان مثل هذه الأخبار التي سربت عززت إمكانية حصول الحرب على لبنان خصوصاً وان الجبهة الجنوبية بلا شك تؤلم الجيش الإسرائيلي وتوجعه بشكل كبير عكس ما يبث من أخبار في بعض وسائل الإعلام بأن الجبهة اللبنانية لم تفعل اي شيء.
وأشار عبد الساتر إلى أن ما يعلمه الجيش الإسرائيلي علم اليقين ان الجبهة الجنوبية اللبنانية اثقلت كاهله واوجعته بشكل كبير.
وما عزز الحديث عن هذه الجبهة التهديدات الاسرائلية المتواصلة والمرتفعة السقوف و اللعب على وتر الانقسامات اللبنانية والتهديد بشن الحرب على لبنان ما يجعل إمكانية وقوعها امر حتمي وهذا ما بدأ يتحدث عنه البعض في لبنان خصوصاً عندما اصطدمت الوساطات الديبلوماسية التي حاولت أن تطلب من لبنان ان يوقف ما يحدث على الحدود اللبنانية الاسرائلية المتفاعلة اصطدمت بالرفض اللبناني والمقاومة وسرعان ما امتد هذا الرفض إلى القيادات السياسية ومنها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي قال بشكل واضح انه من غير المنطقي ان يطلب من لبنان وقف العمليات القتالية على الجبهة الجنوبية ما لم يوقف العدوان على غزة واعتبر ان تضامن لبنان مع غزة امر طبيعي
واكد عبد الساتر ان ما قاله ميقاتي لم يكن يتبناه البعض بل كان يريد لبنان خارج هذا السياق من التأثيرات التي تعيشها المنطقة وكأن لبنان يعيش في جزيرة معزولة.
وتابع عبد الساتر ان كل الوساطات التي جرت من قبل الموفدين الدوليين والتي طالبت السلطة في لبنان بشكل صريح وفي خروج حتى عن قواعد التعامل مع الدول وفي مس واضح بالسيادة اللبنانية بأن يبتعد حزب الله ٧ كيلومتر عن شمالي نهر الليطاني وإن لم تؤكدها السلطات اللبنانية الا من خلال تسريبات وان هوكستين نفسه نفى هذا الكلام في محاولة هروب واضحة .
ولكن رغم كل ذلك لا نستبعد بأن الطلب بإبعاد حزب الله هو حقيقة ومعلوماتي تؤكده ولكنه اصطدام برفض من القيادات اللبنانية ومن المقاومة على حد سواء لان حزب الله جزء من المجتمع والعائلات اللبنانية الجنوبية ومن غير المقبول ابعاد اهل الارض عن ارضهم. على كل حال الديبلوماسية فشلت كونها لا تستطيع أن تأمر لبنان بما عليه ان يفعل.
ولفت عبد الساتر ان الحديث عن رسائل وجهت إلى لبنان بأن هناك حرباَ وشيكة دعمته طلب إسرائيل من البعثات الديبلوماسية في داخل الكيان التحضير لما هو آت وهذا ما عزز الَمخاوف من ان الأمور ذاهبة إلى الانفجار الكبير. واضاف
المسألة لها بعدان البعد الأول حرب اعلامية نفسية تقوم بها دول عديدة لخدمة اسرائيل والأمر الآخر له علاقة بالتهديدات المرتفعة السقوف التي أطلقتها إسرائيل بين الحين والآخر، الا انه ما فات الرأي العام في لبنان التناقضات في التصريحات الاسرائلية فهي تقول الشيء وعكسه. وختم عبد الساتر
الجبهة في جنوب لبنان فرضت امراً واقعاً على الاقل انها لأول مرة جعلت الحرب في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا عكس كل الحروب التي كانت تخوضها إسرائيل.
ثانياً النزيف البشري الذي احدثته الجبهة الجنوبية بات يشكل عبئاً على اسرائيل وبالتالي من أراد أن يكون منصفاً فعليه ان ينظر الى طرفي الجبهة لا طرفاً واحداً .
وقد تكون المسألة لها علاقة بفكرة أساسية كانت طرحت سابقاً منذ بدء الجبهة الجنوبية بالاشتعال بأن كل الأطراف لا تريد توسعة الحرب. لكن من لا يريد توسعة الحرب عليه ان لا يهدد بإشعالها.