حصاد اليوم- “الخماسية” تسابق التهديدات الإسرائيلية وممثلو الشعب يسدلون الستارة على مسرحية الموازنة

حصاد اليوم- “الخماسية” تسابق التهديدات الإسرائيلية وممثلو الشعب يسدلون الستارة على مسرحية الموازنة

الكاتب: beirut24
26 كانون الثاني 2024

بالرغم من “مسرحية موازنة 2024” في ساحة النجمة، وبالرغم من العرض العسكري المكرر يوميًا في قرى الحدود، يبدو أن المشهد الرئاسي ما زال الأكثر استقطابًا للاهتمام في ضوء الحركة الدائمة لسفراء “الخماسية” في بيروت. أما على الساحة الجنوبية المترنحة بين الحماوة والتبريد المطلوب اسرائيليا ودوليا، فلم يسجل ما يؤشر الى تهدئة وشيكة ولو ان نسبة العمليات العسكرية تراجعت من جانب “حزب الله”. الا ان ثمة مستجدات غير مطمئنة طرأت في الساعات الاخيرة مع طلب اسرائيل من سكان بلدة الغندورية اخلاء منازلهم.

تكليف البخاري

رئاسيا، يبدو أن اللجنة الخماسية كلفت السفير السعودي وليد البخاري اجراء الاتصالات مع القادة السياسيين والمرجعيات الروحية، فحط اليوم في الربوة واضعا بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في اجواء اتصالات واجتماعات السفراء الخمس والمتفق عليه في ما يتصل بالملف الرئاسي ومواصفات الرئيس العتيد.

تشديد على التعاون

ليس بعيدًا، أوضحت مصادر دبلوماسية مطلعة أن اجتماع سفراء اللجنة الخماسية امس شدد على استمرار التعاون بينهم والعمل على مطالبة المسؤولين اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وتطبيق الاصلاحات المطلوبة.

وبحسب المصادر، فان الاجتماع دحض كل الشائعات التي تحدثت عن وجود خلافات بين اصدقاء لبنان وشركائه الخارجيين. وكشف ان من يبث هذه الشائعات انما يهدف الى عرقلة اي تقدم في ملف انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يفترض ان يلتزم النواب بمسؤولياتهم الدستورية والعمل بسرعة لايجاد حل لمسألة الشغور الرئاسي .

في الاطار عينه، استقبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري، في دارته باليرزة، سُفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى لبنان.

فرصة حقيقية

من جانبه، اشار السفير المصريّ علاء موسى  إلى “إلحاح كبير على ضرورة اتّخاذ الخطوات اللازمة التي تدفع لبنان إلى الأمام، ونحو إعادة بناء الدولة”، معتبراً “أنّ هناك فرصة حقيقيّة آتية يجب التمسّك بها”. وشدّد خلال زيارته النائب نعمة افرام على أن “دور اللجنة الخماسيّة تسهيل الأمور والمساعدة قدر الإمكان، على أمل أن تتبلور الجهود في المرحلة المقبلة وتحمل الترجمة إيجابيّة واضحة تسهم في إنهاء الشغور الرئاسيّ الذي لا يشكّل هدفاً فحسب، وإنّما خطوة تتبعها خطوات تنتظرنا في المستقبل”.

العرض الأخير

وفي ساحة النجمة، شهدت خشبة مجلس النواب العرض الأخير لمسرحية موازنة 2024 بضرائبها الكارثية قبل ان يتم التصويت عليها بعيدا من عدسات الكاميرات. فقد صدق المجلس مشروع قانون الموازنة بعد ادخال تعديلات واسعة عليه، ومن ثم أقر الموازين 88 إلى95، وبينها غرامات استثنائية بنسبة 17 في المئة للمستفيدين من منصة صيرفة غير الافراد.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: “هذه المرة الأخيرة التي نستلم هكذا موازنة، فكل مادة تحتاج قانونين”.

كما صدق المجلس ضريبة استثنائية على التجار الذين استفادوا من الدعم الذي أمنه مصرف لبنان بنسبة مقدارها 10 بالمئة من حجم الاعمال بما فيها شركات النفط. وصدق بعد اقرار المادة 96 على رفع البلديات للقيمة التأجيرية عشرة اضعاف للسكنية ولغير السكنية 10 و15 و30 بحسب الطوابق.

وإعلن ميقاتي: “إذا اقرينا الموازنة على سعر صرف 89 الفا، فستُعلن المصارف افلاسها غدا. لذا يجب ان يحدد السعر بين المصرف والمصارف”.

ميقاتي يرد

وكان ميقاتي دافع عن حكومته والموازنة التي أعدت، فتحدث في مستهل الجلسة الأخيرة قائلا “هناك من يَعتقد أنَّ بقاءَه في المشهد السياسي مرهونٌ بِتَشْغيلِ آلةِ الشَّتْم وقِلَّةِ اللياقةِ وإثارة النعرات، ظنًا منه أنه يستدرجنا للردِّ عليه باللغة نفسها، وقد فاتهُ أنه لا يستحق لا مديحاً ولا هجاء. اليوم نحن في جلسة مناقشة الموازنة، وهي من أهم أولويات الحكومات لأنها تؤمن بالدرجة الأولى الانتظام المالي للدولة، وإقرارها هو أيضا من اهم مهام المجلس النيابي لتأمين استمرارية المرفق العام وانتظام حسابات الدولة، ولكي يكتمل المسار الديمقراطي السليم. فهذا العمل البرلماني أصبح مؤخرا محطة للمبارزات الإعلامية، خصوصا اذا ما نظرنا بموضوعية الى جوهر التعديلات التي يصار الى اعتمادها خلال المناقشات. فالاختلاف في المنطلقات ووجهات النظر ضمن الإطار المنطقي للمواضيع المطروحة، هو من طبيعة العمل وموجباته، لكن البعض يصنّفه في خانة الاعمال الكارثية، لكي يبني مجدا زائفا عليها. ما لفتني خلال المناقشات محاولة البعض تحويل الانظار عن مسؤوليته المباشرة، ومسؤولية السادة النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد، بتوجيه الاتهامات الى الحكومة واليّ شخصيا بمصادرة صلاحيات فخامة الرئيس والانقلاب على الدستور، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه والمرور عليه مرور الكرام، خاصة وأنني اشدد في كل جلسة لمجلس الوزراء على ضرورة إنتخاب رئيس جديد.

قصف متقطّع

في ميدانيات الجنوب، ومع قرب استنفاد المهلة التي حددتها اسرائيل ل”حزب الله” لوقف عملياته العسكرية ضدها تحت طائلة شن حرب واسعة على لبنان، لم يظهر في الميدان ما يؤشر الى الالتزام، ولو ان منسوب العمليات انخفض أخيرا. وفيما لوحظت عملية اعادة تموضع لقوات اليونيفل بالابتعاد عن المناطق الساخنة، افيد ان اتصالات اسرائيلية جرت بسكان الغندورية تطلب منهم اخلاء منازلهم. وكانت مدفعية الجيش الإسرائيلي قد استهدفت صباحًا بلدة حولا ووادي البياض. وقرابة الاولى بعد الظهر تعرضت اطراف بلدة بيت ليف لسقوط 5 قذائف مدفعية، كما سجلت غارة إسرائيلية على محيط بلدة عيترون.

“حزب الله” يردّ

في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف صباحا تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط قلعة هونين بالأسلحة المناسبة.‏ كما اعلن انه استهدف “ثكنة ‌‏”معاليه غولان” بصواريخ “فلق 1” وحقّق فيها إصابات مباشرة.‏

تفاقم مشكلة النازحين

ليس بعيدا، أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، أنه زار “في الآونة الأخيرة، بعض المناطق في جنوب لبنان للقاء الأشخاص المتضررين من الأعمال العدائية الجارية. وقال في بيان أصدره مكتبه “بالنسبة للعديد من هؤلاء الأشخاص، فإن الأشهر الثلاثة الماضية، كانت عبارة عن فترة تفيضُ بمشاعر الخوف والخسارة وانعدام اليقين بشأن ما يحمله المستقبل. فاليوم، تختلف القدرة على مواجهة التحديات  كثيراً عما كانت عليه في المرة الأخيرة التي شهد فيها جنوب لبنان نزوحاً مماثلاً، خلال حرب عام 2006. فقد أدت الأزمة الاقتصادية الحادة التي يشهدها لبنان إلى تفاقم محنة السكان المتضررين من النزاع القائم، وها هم اليوم بلا مدخرات ومؤن غذائية كافية، وأصبحوا يعتمدون بشكل كامل على فرص ضئيلة لسبل العيش”.

لا يخدم القضية الفلسطينية

في شأن متصل، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “الوقائع تشير الى احتمال الحرب بنسبة كبيرة، والسؤال المطروح، أين المشكلة بانتشار الجيش في المواقع المتواجد فيها “حزب الله” اليوم، الأمر الذي يقلّص من إمكان نشوب الحرب؟ اما عدم حصول ذلك، فيعود الى رغبة ايران في الحفاظ على خطوط تماس مع اسرائيل.”

ولجهة إفساح المجال امام اسرائيل لشن حرب على لبنان، جدد جعجع التأكيد ان “ما يقوم به حزب الله لا يخدم القضية الفلسطينية بل يعرض لبنان للخطر فقط من أجل تأمين ايران موقعها في الشرق الاوسط”. وأضاف: “أقصى ما يمكن ان يفعله الحزب تشكيل خطر كبير على لبنان من دون تقديم أيِّ خدمة لغزة. ولنفترض أنه لم يقم بما  يقوم به، فعندها ماذا سيحدث أكثر في غزة؟ هل بقي حجر على حجر؟ هل بقي انسان ولم يتأذَ”؟