حصاد اليوم- “الخماسية” تتجه لتسويق الخيار الثالث وإسرائيل تريد استقرارًا حدوديًا أو تدمير لبنان

حصاد اليوم- “الخماسية” تتجه لتسويق الخيار الثالث وإسرائيل تريد استقرارًا حدوديًا أو تدمير لبنان

الكاتب: beirut24
22 كانون الثاني 2024

على وقع الرسائل بالنار المتبادلة عبر الحدود الجنوبية، والهادفة الى تسخين المفاوضات المؤدية الى وقف لإطلاق النار، وبالتزامن مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة للبنان، ثمة “طبخة ما” بدأ إعدادها في أكثر من عاصمة وصولًا الى بيروت. وعلى أمل ألا تكون “طبخة بحص” كما اعتاد اللبنانيون، هذه الطبخة تدعى الملف الرئاسي، مكوّناتها معروفة والطباخون في المجموعة الخماسية أيضًا، لكن المشكلة تبقى دائمًا أن كثرة الطباخين قد تؤدي الى احتراق الطبخة.

وفي هذا السياق، ذكرت معلومات أن اجتماعا لسفراء دول “الخماسية” سيعقد في بيروت هذا الاسبوع، على أن يليه تحرك هؤلاء السفراء باتجاه المسؤولين والقيادات اللبنانية، أبرزهم الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ورؤساء الطوائف. وسيترافق ذلك مع اجتماعات للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع مسؤولين في كل من الرياض والدوحة.
وجهة نظر موحّدة

وقالت المعلومات إن سفراء “الخماسية” يعملون على الإتفاق على وجهة نظر موحدة لا سيما بعدما وصل موضوع رئاسة الجمهورية إلى عوائق لا يمكن تخطيها إلا بالتأكيد على الخيار الثالث.

ليس بعيدًا، استقبل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في دارته في اليرزة نظيره الايراني مجتبى اماني وتناول البحث التطورات في لبنان والمنطقة. كما يزور البخاري غدا الرئيس بري في عين التينة نيابة عن السفراء الخمسة لاستطلاع رأيه قبل الانطلاق في المهمة.

إسم ثالث “مش غلط”

من جهته، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط أن “المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة انتخاب رئيس لديه مشروع سيادي وإصلاحي قادر على مخاطبة المجتمع العربي والدولي ليعيد للدولة هيبتها ودورها في بسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية”. وفيما شكر جهود “اللجنة الخماسية”، اعتبر أن “الذهاب إلى الخيار الرئاسي الثالث، أي الاتفاق على إسم ثالث، “مش غلط” شرط أن يتسم بالمواصفات المطلوبة.

لا بصيص أمل

في المقابل، قال عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون عن حركة الموفدين: “للأسف لا بصيص امل والأمور تراوح مكانها ولا تقدم خطوة واحدة يبنى عليها”. واستبعد “أن يثمر حراك اللجنة الخماسية عن أي نتيجة في ظل عدم الاتفاق الداخلي”، آسفاً “لاعتماد القوى اللبنانية على الخارج بل استدعائه للتدخل في شؤوننا الداخلية”.

لبنان في عين العاصفة

في مجال آخر، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ” أن الأوضاع غامضة في المنطقة وآخرها ما حصل بين إيران وباكستان، ولبنان في عين العاصفة ولكن لو كان الجيش اللبناني منتشراً على الحدود الجنوبيّة، لكنّا جنّبنا البلد وأبناءه كلّ ما نشهده حالياً”.

وشدّد جعجع، في لقاء حزبي، على أن “تأييد القضية الفلسطينية شيء والحصول على مكتسبات سياسيّة تحت شعار القضيّة الفلسطينيّة شيء آخر”، لافتًا إلى أن “الإنتخابات الرئاسيّة مؤجلة بإنتظار أوضاع المنطقة”.

انتهاك لحق اللبنانيين

من جهته، اعتبر رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” أن “الدولة اليوم مكوّنة من سلطة تضم مجموعة حلفاء لحزب الله، وصلوا اليها من خلال التحالف مع الحزب”.

وعمّن يتحمّل مسؤولية خرق القرار 1701، اعتبر أن  “الفريقين يخرقان القرار 1701 فحزب الله قرّر أن يفتح جبهة مساندة لغزة وهو أعلن هذا الأمر، وبالتالي هذا خرق للقرار 1701، في المقابل اسرائيل تنتهك سيادة لبنان جوا وبرا وتقصفه وبالتالي دخلنا في عملية فعل ورد فعل، مشددا على أنّ “وحدة الساحات انتهاك لحق الشعب اللبناني بتقرير مصيره وهذا دليل على ان هناك فريقًا يقرّر نيابة عن اللبنانيين بأن يكون لبنان كله جزءا من حرب اقليمية تقودها ايران في المنطقة”.

ميقاتي متحدث باسم ميليشيا؟

في السياق، طالب “لقاء سيدة الجبل” خلال اجتماعه الدوري، الرئيس ميقاتي بصفته رأس السلطة التنفيذية، والقائم على صلاحيات رئيس الجمهورية بتوضيح التالي:
“هل أصبح الرئيس ميقاتي متحدثاً باسم ميليشيا “حزب الله”؟ هل يدرك الرئيس ميقاتي تبعات موقفه بربط سلام لبنان بوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة على أمن وسلامة المجتمع اللبناني، وأن هكذا موقف يقارب الخيانة العظمى؟

تحييد لبنان

ليس بعيدًا، شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب أنطوان حبشي في حديث اذاعي، على “وجوب عدم جرّ الشعب اللبناني إلى مكان لا يريد الذهاب إليه، وعدم رهن دول عربية عبر أذرع معيّنة لمصلحة الطموح الإيراني”، داعيًا “إلى تحييد لبنان لاسيما أن هناك فريقاً يملك السلاح ويتخذ القرار”. وقال: “نحن تقريباً في شبه حرب ووسط الخطر، والقوات اللبنانية كان لديها سياسة واضحة أي ألا نُدخل لبنان في هذه المعمعة”. وسأل: “هل لبنان بوجوده كساحة حرب من الممكن أن يساعد في القضية الفلسطينية”؟

قصف وغارات

ميدانيًا، استهدفت المدفعية الاسرائيلية قبل ظهر اليوم أطراف بلدات مارون الراس وعيترون واطراف بلدتي يارين والبستان، وسهل مرجعيون. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية على اطراف  بلدة شيحين دمرت منزلاً من طبقتين. وشن غارة على مروحين، وأخرى على الطيبة قرب مركز للدفاع المدني، وقصفت المدفعية الاسرائيلية أطراف بلدتي حولا وميس الجبل وتلة العزية في أطراف دير ميماس، ومحيط بلدة الطيبة.

ونفذ الطيران ظهرا عدوانا جويا استهدف منزلا في بلدة طيرحرفا مطلقا باتجاهه صاروخين من نوع جو- ارض. واطلقت مسيرة صاروخا خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة. ايضا، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات. كما اعلن الجيش الإسرائيلي أن “طائراتنا قصفت اليوم مبنى عسكرياً في منطقة مارون الراس كان يقيم فيه عناصر من حزب الله”.

وعصرا، سجل  قصف مدفعي اسرائيللي على أطراف بلدة ميس الجبل الغربية – حي رأس الظهر. واطلق الجيش ااسرائيلي قنابل مضيئة على أطراف علما الشعب – الضهيرة، ترافق مع قصف مدفعي معاد على أطراف طيرحرفا.

“حزب الله” يردّ

في المقابل، أعلن “حزب الله”  انه استهدف تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع الراهب، ‏‏وقوّة من الجمع الحربي الاسرائيلي في مرتفع أبو دجاج، وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة”.

ايضا، نعى “حزب الله” الشهيد علي سعيد يحيى “جواد” من بلدة الطيبة، والشهيد المجاهد سامح أسعد أسعد “أبو تراب” من بلدة كفركلا في جنوب لبنان.

لضمان عودة المستوطنين

في المواقف، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو: “حتى لو أوقف حزب الله إطلاق النار من جانب واحد، فإن إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”. وشدد غالانت على أن “فرنسا لها دور مهم في الرغبة الدولية في استقرار الوضع الأمني ​​على الحدود الشمالية، وذلك في إطار الجهد السياسي الذي تقوده الإدارة الأميركية، مبينا أن إسرائيل تفضل إنهاء الصراع مع حزب الله من خلال تسوية سياسية”. وقال: “مع ذلك، فإننا نستعد لخلق وضع آمن لعودة السكان، وذلك بالوسائل العسكرية أيضا”. وحذر من أن “الحرب في الشمال ستكون صعبة بالنسبة لإسرائيل، ولكنها مدمرة بالنسبة لحزب الله ولبنان”.