خاص- أين الموارنة من قيَم المارونيّة وبهائها ورجالاتها وتراثها ودورها والتاريخ؟
برزت “المارونية السياسية” في أواسط القرن الثامن عشر مع الأمير يوسف الشهابي ومدبرَيه سمعان البيطار وسعد الخوري .
مع عودة الموارنة إلى مناطق جبيل والبترون والزاوية _زغرتا والجبة _بشري في سنة 1764 وما بعدها بعد أن طردهم المماليك من هذه النواحي في أواخر القرن الثالث عشر,.
وبعد أن توزع الموارنة في كل المناطق اللبنانية و إستقر”معظمهم” في ” مناطق العودة”، إنصب اهتمامهم، كنيسةََ وأعياناََ، على عاملين أساسيين لكل نهضة :
الأول، الإقتصاد الزراعي.
الثاني، الثقافة بشقَيها العلمي والتربوي.
كانت الأديار مدارس وكذلك الكنائس، كما كانت الأديار “تعاونيات زراعية” و “مخازن غذائية” تعود إليها الرعايا في أيام العَوز والشدة.
قي هذه الأجواء “التضامنية” عاشت أجيال “الأمة المارونية” التي تعززت توجهاتها الفكرية _الثقافية بتوافد الإرساليات العلمية إلى لبنان في القرن التاسع عشر و “الحج المنظم” لشباب الموارنة المتفوقين الى مدارس روما عموماً ومدرسة الموارنة في روما خصوصاً.
في ذاك الزمن العابق بالعلم والمعرفة والثقافة والتمسك بالقيم، أثرى مثقفو الموارنة الفكر العربي والمشرقي فكانوا في أساس وفي صلب النهضة العربية والمشرقية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين…
تبلور هذا الوعي وهذا الكم الهائل من العلم والأدب والثقافة في تأسيس دولة “لبنان الكبير” سنة 1920…
إحتل لبنان الصدارة في العالمين العربي والمشرقي كنموذج ديمقرلطي حضاري و وطن رسالة تفاعل وتكامل.
من البطرك الحويك إلى البطرك عريضة فالبطرك المعوشي.
ومن الرئيس إميل إده إلى الرؤساء بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب وسليمان فرنجية،
ومن تجمع الدستوريين إلى النهج الشهابي إلى الحلف الثلاثي إلى الجبهة اللبنانية، حافظ الموارنة على الألق والدور والفرادة والرسالة، ثم، بعد “حرب السنتين” المشؤومة بدأت مسيرة فشل وسقوط وتلاشي الموارنة على أيدي الموارنة أنفسهم !!!
فهل من أمل في إستعادة المكانة والدور والرسالة بعد أن تبدلت كل المعطيات في لبنان وعلى إمتداد الإقليم، وبعد أن “تخربط” سلم القيَم وكل المفاهيم؟!
للبحث تتمة.