حصاد اليوم- “الخماسية” تشغّل محركاتها الرئاسية وميقاتي مع العراق ضد الاعتداء الإيراني

حصاد اليوم- “الخماسية” تشغّل محركاتها الرئاسية وميقاتي مع العراق ضد الاعتداء الإيراني

الكاتب: beirut24
18 كانون الثاني 2024

بالتزامن مع “رسائل النار” المتبادلة على الحدود الجنوبية، تحرك ملفان داخليان أساسيان دفعة واحدة، ولو باندفاعة متوسطة الزخم، من خلال إعادة تحريك الانتخابات الرئاسية بدفع خارجي، وإعادة قضية النازحين السوريين الى الواجهة بعدما كادت تغرق في “طوفان الأقصى” وتشعباته. فقد شهدت الساحة الداخلية اليوم حراكًا رئاسيًا تمثل بلقاءين ثنائيين ضم الأول السفير السعودي في لبنان وليد بخاري والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، فيما ضم الثاني السفير بخاري ونظيره المصري علاء موسى، وكان الملف الرئاسي الطبف الرئيسي على مائدة المحادثات. أما ملف النازحين السوريين فقد عاد الى الواجهة من خلال زيارة مستشار الأمن القومي ومدير جهاز المخابرات القبرصية تاسوس تزيونيس الى بيروت ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.

تزخيم “المجموعة الخماسية”

وفي انتظار اجتماع “المجموعة الخماسية” المتوقع خلال اسبوعين، تحدثت مصادر دبلوماسية غربية عن تزخيم كل من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية وقطر نشاطها واتصالاتها قبل الاجتماع الخماسي، لمحاولة انقاذ لبنان من خطر لم يعد بعيدا، وهي للغاية تتحرك على خطي رئاسة الجمهورية من خلال اتصالات تجريها فرنسا وقطر مع ايران لانجازها، وأمن الجنوب لمنع توسع رقعة الاشتباكات وتدحرج الاوضاع الى حرب شاملة.

ميقاتي: مع العراق

ليس بعيدا من النشاط الدبلوماسي، قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تطبيق المثل القائل “أنا وشقيقي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب”، بتأكيده “الوقوف المطلق الى جانب اي دولة عربية ضد اي اعتداء تتعرض له”. وقال: “نحن نقف الى جانب العراق ضد القصف الايراني الذي تعرض له اقليم كردستان العراق”.

كلام ميقاتي جاء بعد عرضه مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب نتائج الاتصالات التي اجراها في دافوس مع عدد من قادة الدول الاجنبية والدولية ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية. وتطرق البحث بين رئيس الحكومة ووزير الخارجبة الى نتائج اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي انعقد أمس والبيان الصادر عن الاجتماع.

واستقبل ميقاتي سفيرة كندا في لبنان ستيفاني ماكولم التي أعلنت بعد اللقاء: “تحدثنا عن مواضيع الساعة ومن بينها وقف التصعيد، والا نشهد تصاعدا للحرب، والاستحقاق الرئاسي والأوضاع الاقتصادية في لبنان”.

نازحون اقتصاديون

كما استقبل ميقاتي مستشار الأمن القومي ومدير جهاز المخابرات القبرصية الذي زار ايضا عين التينة. وتم عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة. واستقبل بوحبيب تزيونيس، واعلن خلال اللقاء أن “95 بالمئة من النازحين السوريين يهاجرون لأسباب اقتصادية، وعلينا معالجة ذلك، بالتعاون مع الدول المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط”. كما اكد ان “ما حصل في 7 أكتوبر الماضي سيتكرر مجددا في حال عدم التوصل إلى السلام، والى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.

مواجهة القرار الغريب

وسط هذه الاجواء، اكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم أن “هناك اعتراضاً كبيراً على موقف ميقاتي بشأن ربط الساحة الجنوبية بحرب غزة وتسليم القرار الرسمي اللبناني الى حزب الله”، مؤكداً أن “هذا القرار الغريب سيكون موقع مواجهة لأنه يخدم القوى الممانعة”.

لعودة ميقاتي عن مواقفه

من جهتها،  قالت كتلة “تجدد” في بيان: “في وقت كنا ننتظر من الحكومة أن تقوم بمسؤوليتها في حماية لبنان من خطر الحرب، فوجئنا بمواقف رئيس الحكومة، حيث غطى من موقعه الرسمي معادلتين هما الأخطر على لبنان، في ظل الحرب الجارية في المنطقة. أما المعادلة الأولى فتتمثل في الإقرار بأن حكومته لا تملك قرار السلم والحرب، وفي الإعلان عن أن “حزب الله” هو من قرر فتح جبهة الحدود، في حين أن المعادلة الثانية ذهب بها الرئيس ميقاتي، إلى حد ربط وقف المواجهة العسكرية في لبنان، بوقف الحرب في غزة، بما يعني تواطؤاً وتغطية حكومية لشعار وحدة الساحات، الذي تدّعيه الممانعة للمفاوضة على مكاسب لها على حساب لبنان واللبنانيين، ما يضع لبنان في عين عاصفة التهديدات الاسرائيلية ويعرض اللبنانيين للخطر المحدق. ان كتلة “تجدد” تدعو الرئيس ميقاتي للعودة الفورية عن مواقفه التي تخرق الدستور واتفاق الطائف، والقرارات الدولية، وتعرض لبنان لخطر الحرب المدمرة”..

تطبيق القرارات يحمي لبنان

في السياق نفسه، كرر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل خلال لقائه نائب رئيس البعثة الأسترالية في لبنان القائمة بالاعمال اماندا ماكريغور موقف الحزب بضرورة استعادة الدولة لدورها واعادة بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية لمنع ادخال لبنان في دوامة الحرب الجارية، مؤكداً على ضرورة حمايته من الاعتداءات وتطبيق القرارات الدولية 1701 و1559 لرفع الأذى عن اللبنانيين.

قصف وغارات

ميدانيا، قصفت مسيّرة اسرائيلية سيارة في سوق الخان قرب كوكبا اليوم، كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذيفتين على أطراف كوكبا. وأطلقت مسيرّة اسرائيلية صاروخًا على حديقة منزل وسط بلدة كوكبا، مخلفة أضرارا جسيمة في المنزل دون وقوع إصابات. وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات على أطراف رب الثلاثين- الطيبة واطراف العديسة لجهة تلة العويضة. واستهدف القصف المدفعي وسط سهل مرجعيون ومحيط حمامص وكفركلا. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الثانية الا ربعا غارة مستهدفا محلة سمخيا في بلدة عيترون بصاروخين جو- ارض. وتعرضت اطراف بلدة مروحين وجبل بلاط واطراف بلدتي يارين والضهيرة لقصف مدفعي متقطع. وشن الطيران الحربي غارة جوية على بلدة ‎العديسة، واخرى على بلدة رب ثلاثين. واستهدفت المدفعية حي الزيتون في بلدة ميس الجبل، وخلة الخشب عند الاطراف الغربية، ومنطقة مسحب الخاروف عند الاطراف الشمالية للبلدة. كما سقطت ثلاث قذائف مدفعية قرب قلعة دوبيه بين بلدتي شقرا وميس الجبل، وتعرض سهل مرجعيون لقصف لمدفعي. واستهدف القصف المدفعي المنطقة الواقعة ما بين الضهيرة ويارين. وتعرضت وادي حامول -الناقورة للقصف، واستهدفت المدفعية اطراف حولا بعدد من القذائف، وطال القصف اطراف منطقة خلة بيناس ووادي السلوقي. كما استهدف الجيش الاسرائيلي الاطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل بالقصف الدخاني والفوسفوري.

الحزب يردّ

في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة. واعلن ايضا انه استهدف تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة أدميت بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيه إصابات مباشرة.

حياد لبنان الكبير

في السياسة، شارك الرئيس أمين الجميّل في إطلاق “طاولة حوار المجتمع المدني” في الصرح البطريركي في بكركي، بحضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. متناولا في كلمته البعد الايجابي لدولة 1920 والثغرات التي عانت منها.

وقال: “في النقطة الاولى لم تكن المساحة معيار الدولة، ولم يعتمدْ البطريرك الياس الحويك عام 1920 الكيلومترات كوحدةِ قياسٍ بل اعتمد قياسَ الوحدة”. أضاف: “لا تلومّنَ الحويك ورفاقَه من كل الطوائف، رهانُهم وأهدافُهم كانت صائبة، ممارستُنا كانت شائنة. لم نوفَّقْ في صيانةِ دولةِ لبنانَ الكبير، وتعثّر التجرِبة لم يكن عيباً في التصنيع بل بسبب خطأ بشري بالتطبيق”.

وشدد الرئيس الجميّل على وجه لبنان الطوائفي لا الطائفي، حيث قال: “أهمية لبنان الكبير أنه حمى وجهَ لبنان العربي، والتنكرُ لدولة لبنانَ الكبير كما يحصل اليوم بمصادرة قرار الدولة من الداخل بعدما تناوب الخارجُ على مصادرتها في مراحلِ الازماتِ السابقة، يجعلُ انتماءَ لبنان بمثابة مكتوم القيد الى حينِ تعودُ الدولةُ دولةً”. وختم الرئيس الجميّل بالإشارة الى أن أهمية لبنان الكبير تكمن في أنه أعلن حياد الدولة منذ العام 1920.