خاص: لبنان والمنطقة الى أين في ظل توازن الخوف؟

خاص: لبنان والمنطقة الى أين في ظل توازن الخوف؟

المصدر: Beirut24
18 كانون الثاني 2024

هل المستجدات الأمنية في توقيتها وحجمها النوعي الذي تظهر فيه في الفترة الأخيرة تثير المخاوف من انفجار واسع؟ رداً على هذا السؤال قال الصحافي والكاتب السياسي غاصب المختار لموقع beirut 24
“لو بدها تشتي غيمت”، بمعنى لو كان بالإمكان حصول انفجار واسع لحصل قبل أن تقطع حرب غزة المائة يوم، ولحصل في جبهة الجنوب بعد أيام قليلة من بدء المواجهات العسكرية، برغم ان إسرائيل خرقت قواعد الاشتباك مرارا ولكن رد المقاومة اقتصر في الغالب على ضربات عسكرية موضعية للقواعد العسكرية المعادية باستثناء عمليات محدودة في العمق طالت مستعمرات ومناطق سكنية بعيدة نسبيا عن الحدود كما حصل بقصف صفد مثلا، ردا على قصف الأحياء السكنية في القرى واستهداف المدنيين والصحفيين وفرق الإسعاف.. هذا عدا عن الضغط الدولي الكبير لا سيما الأميركي على اسرائيل لمنعها من توسيع الحرب، ليس خوفا على لبنان بل خوفا على اسرائيل نفسها من فتح جبهتين كبيرتين وهي بالكاد تحاول حسم حربها في غزة وتفشل.
وعما اذا كان الانفجار الكبير أ يُخرج اسرائيل من مأزقها العالقة فيه في حربها على قطاع غزة، التي تعترف انّها صعبة وتكلّف جيشها يومياً خسائر كبيرة؟ أشار الصحافي المختار
هناك رأي سياسي يقول بهذا المنطق لأن إسرائيل كانت عبر تاريخها تخرج من ازماتها الداخلية البنيوية عبر الحروب لكن ضد جيوش الانظمة العربية التقليدية ما كان يُكسبُها الحروب، لكن المنطق ايضا يقول ان الحروب الحديثة غير التقليدية حتى حرب العصابات تبدلت اساليبها وعناصرها واسلحتها وتكنولوجيتها، ودخلت قوى جديدة اقليمية على الصراع كإيران بأمكانات عسكرية كبيرة تدعم بها حلفاءها، لذلك لا يمكن لإسرائيل خاصة في ظروف “شبه هزيمة عسكرية” لها في غزة ولبنان ان تهرب من ازماتها الداخلية بتصدير أزماتها الى الخارج، لا سيما مع وجود الضغط الأميركي لكبح جماحها، وربما – اقول ربما- للخلاص من نتنياهو الذي ادخل المنطقة برده على طوفان الاقصى بطوفان أكبر وآخطر طال المنطقة كلها.
ولكن هناك من يقول ان الامور في المنطقة مضبوطة تحت سقف الخوف المتبادل بين كلّ اطراف الصراع، سواءً المنخرطين مباشرة بالأعمال الحربية، أو الدول الداعمة لهم من الخلف، لمنع الإنزلاق إلى حرب إقليمية ليس في مقدور أيّ طرف فيها أن يقدّر حجم تداعياتها الكارثية؟ رد الكاتب السياسي غاصب المختار بالقول
الجواب ضمن السؤال. هناك توازن رعب يسيطر على الجميع تقريبا. بخاصة على اسرائيل المردوعة أميركيا بالسياسة وعسكريا من المقاومة في المنطقه، ولا مصلحة لأي دولة في المنطقة حتى لأيران. اميركا بأنفجار عسكري كبير، الكل يحاول تجميع اوراق قوة لمرحلة آتية لا محالة هي مرحلة التفاوض السياسي .هناك توازن خوف لدى كل الاطراف الدولية والإقليمية من توسع الحرب، حتى لدى إسرائيل برغم تهديداتها الدائمة، ومرد ذلك الى ان دول العالم لا تحتمل حروبا كبيرة في اكثر من مكان خاصة في الشرق الأوسط، بسبب موقعه الاستراتيجي وحاجة العالم اليه كممر للنفط والتجارة البينية، وتكفي حرب اوكرانيا التي اضرّت بمصالح معظم الدول لا سيما اوروبا وحتى اميركا، لذلك نشهد هذا الزخم من الوسطاء والموفدين الدوليين الى لبنان وإسرائيل و دول عربية معنية لمنع توسع الحرب. خاصة انها امتدت الى الخليج والبحر الأحمر واثرت على الملاحة البحرية التجارية.
هل من حل سياسي على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل بمسعى من اميركا ، وهذا ما عبرت عنه السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون للمسؤولين اللبنانيين أكد الصحافي المختار
ان الحل السياسي مرهون بقدرة واشنطن على كبح جماح اسرائيل وانزالها عن شجرة الغطرسة ومنطق القوة التي انتهى زمنها.واقناعها بدخول مفاوضات تلبي مطالب لبنان وحقوقه بتحرير أرضه ووقف خرق القرار ١٧٠١ قبل حرب غزة وخلالها ووالذي سيستمر بعدها، وقد ابدت السفيرة جونسون حسب معلوماتي خلال جولتها البروتوكولية على المسؤولين رغبة اميركا الشديدة بلعب دور لمعالجة ازمة الحدود البرية، وسمعت الجواب الرسمي بأن المشكلة عند اسرائيل وليس عند لبنان. كما ان الموفد الأميركي هوكشتاين يحاول إيجاد حل للمشكلة بطرح اقتراحات بحل مرحلي يبدأ بتبريد جبهة الجنوب بما قد يمهد لوضع إلية تفاوض حول الحدود البرية اذا تنازلت اسرائيل عن شروطها غير المنطقية ولبت مطالب لبنان بتحرير أراضيه المحتلة، لا سيما شمول مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري اي الجزء الشمالي من بلدة الغجر المحتلة بالمفاوضات، خاصة ان إسرائيل اعترفت انها ارض غير فلسطينية واعتبرها سورية، ولكن لبنان يقول لتنسحب اسرائيل منها ونحن نتدبر أمورنا مع سوريا بالتفاهم بيت شقيقين.
وفي الختام أجاب الكاتب السياسي المختار عن سؤال الموقع عينه هل حان وقت ولادة النظام الاقليمي الجديد في الشرق الأوسط؟
هذا موضوع كبير وليس سهلا وبحاجة الى وقت ربما يكون طويلا.ويمكن ان لا يحصل تغيير دراماتيكي في المدى المنظور اذا لم تتوقف الحروب قريباً، ولم يحصل توافق دولي يُرضي كل الاطراف او يُفرض بالقوة على الدول الرافضة للتسويات واستخدام القوة ليس متاحاً بسبب التوازنات القائمة. لذلك ولادة نظام اقليمي جديد رهن بنتائج الحروب القائمة ومن ينتصر فيها او على الاقل من يفرض وجوده في الميدان العسكري وبالتالي السياسي حتى لو لم يحصل على انتصار كامل أو ناجز، وهو الأمر الذي تسعى اليه إسرائيل بدعم من الغرب، وقد لا يرضي العرب ومحور المقاومة اذا لم تلائمهم شروط وتركيبة هذا النظام الجديد.