حصاد اليوم: فرنسا تنصح لبنان مجدّدًا بتجنب توسيع الحرب وميقاتي يتمسّك من دافوس بربط ساحتي الجنوب وغزة
بالرغم من تصاعد لهجة التحذيرات الداخلية والدولية من مغبة توسيع الحرب في لبنان، تصرّ حكومة تصريف الأعمال على ربط ساحة الجنوب، وربما لبنان كله، بساحة غزة، في انصياع واضح وفاضح لإملاءات “حزب الله” المسيطر على القرار السياسي في البلاد. وفيما لا يزال المجتمع الدولي يسعى الى منع تمدد رقعة الحرب الى كل لبنان، جدد الرئيس نجيب ميقاتي من دافوس التأكيد على “وحدة الساحات” بالتذكير “بأولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة”.
جديد التحذيرات الدولية جاء بلسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد في مؤتمر صحافي عقده في قصر الاليزيه، على الاهمية التي يوليها للبنان، مذكراً بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب. وقال: “بالنسبة الى قرارت مجلس الامن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب ان يلتحق حزب الله بالحرب ويقوم بتهديد امن اسرائيل وان ينتشر النزاع في لبنان”. واضاف ماكرون: “ان فرنسا متمسكة بسلام واستقرار لبنان وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كل ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدمنا مقترحات عدّة في الاسابيع الماضية، الى جانب الولايات المتحدة، للاسرائيليين من اجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد انه لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصاً ان تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار 1701 من قبل الجانبين، وهذا امر لا غنى عنه”. وذكّر ماكرون بتعهدات فرنسا والتزامها ومشاركتها بقوات الطوارئ الدولية، قائلاً “نحن متمسّكون مع الامم المتحدة بمهام القوة، وان يكون لديها الوسائل والتوازنات اللازمة لمهمتها، ورسالتنا لمختلف الجهات هي ضرورة تجنّب أيّ تصعيد لأنّه ليس في مصلحة أحد”.
للضغط على اسرائيل
في المقابل، يواصل ميقاتي الربط بين التهدئة في الجنوب ووقف النار في غزة. وشدد في اجتماعاته ولقاءاته الدبلوماسية خلال مشاركته في أعمال “المنتدى الاقتصادي العالمي” في دافوس، على “أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع تمهيداً للعودة الى البحث في حل سلمي من خلال الاعتراف بالحق الفلسطيني بالعيش في وطن آمن”. ودعا ميقاتي “الدول الفاعلة الى الضغط على اسرائيل لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية”. وجدد “تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار 1701 وسائر القرارات الدولية”، مطالباً “بالضغط على اسرائيل لتطبيق القرار كاملاً والعودة الى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949”.
وقف النار
من جهته، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه زعيم “فرنسا غير الخاضعة” جان لوك ميلونشون على رأس وفد نيابي من الحزب: “إتفقنا على أهمية وقف إطلاق النار في غزة وعدم توسع الحرب”.
تجيير القرار للحزب
في المقابل، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، البيان الآتي: يتنقّل التصعيد العسكري من منطقة إلى أخرى في الشرق الأوسط وبشكل متزايد، فيما المواطن اللبناني يعيش بقلق كبير جراء هذا التصعيد، حيث تقاتل إيران وأذرعها من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى. وحزب الله في لبنان، كأحد أذرع إيران، منخرط في التصعيد العسكري تبعًا لمنطق المواجهة الحالي بين إيران وأميركا وإسرائيل. حتى الآن الأمر مفهوم على رغم كونه مرفوضًا، ولكن ما ليس مفهومًا أن تقوم الحكومة اللبنانيّة بتجيير القرار الاستراتيجي، أي العسكري والأمني، إلى حزب الله، وبالتالي أن تضع الشعب اللبناني ومصالح لبنان العليا في مهبّ رياح المنطقة والصراعات المفتوحة بين أطرافها كافّة.
غارات وقصف
ميدانيا، طاول القصف الإسرائيلي صباحا مرتفعات كفرشوبا وبلدات كفركلا والطيبة ومركبا ووادي السلوقي وعيتا الشعب وأطراف الناقورة. وشنت مسيّرة معادية غارتين متتاليتين على أطراف بلدتي الضهيرة ويارين. وأغارت مسيّرة معادية على منزل بالقرب من المسجد في الحارة الفوقا في بلدة عيتا الشعب ما أدى الى احتراقه. وشن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على حولا مستهدفا المنازل، الا ان اي اصابات لم تسجل واقتصرت الاضرار على الماديات. وألقى الجيش الاسرائيلي خمس قذائف دخانية على عمال سوريين كانوا يعملون في بستان عنب في محلة العمرة في سهل الوزاني. كما قصفت مدفعية الجيش الاسرائيلي سهل مرجعيون. ايضا، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على المنطقة بين راميا ومروحين ولم يستثن القصف دور العبادة، اذ طال اليوم الكنيسة الانجيلية الوطنية في وسط بلدة علما الشعب. واستهدفت المنطقة الواقعة غرب خراج بلدة ديرميماس لجهة بلدة الطيبة بثلاث قذائف مدفعية.
“حزب الله” يردّ
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب، وانتشارًا لجنود العدو في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة.
ونعى “حزب الله” في بيان صادر عنه صباح اليوم أحد عناصره ويدعى رشيد محمد شغليل الملقب ب”ذو الفقار”.
لقاء درزي
سياسيا، استقبل رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” طلال ارسلان في دارته في خلدة رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، على رأس وفد من اللقاء. ورداً على سؤال، قال النائب هادي أبو الحسن بعد الاجتماع “تم البحث في موضوع رئاسة الأركان ضمن الإطار العام وهو ليس مطلباً فئوياً بل عاماً، وعندما كنا نطالب بتفادي الفراغ في المؤسسة العسكرية، كنا نطرح هذا الأمر، وكنا رأس حربة في تأكيد أهمية تلافي الفراغ وحسناً أنه حصل التمديد لقائد الجيش، ونحن اليوم نطالب بملء الشغور في المجلس العسكري ورئاسة الأركان من ضمن المواقع الأساسية والضرورية، ولم نتداول موضوع الأسماء، كما وأن هناك رأي لقائد الجيش في هذا الموضوع واحترام للأقدمية أيضاً”. بدوره، وردا على سؤال، أوضح الوزير السابق صالح الغريب ” انه ليس من المفروض ان يكون هناك ارتباط بين استحقاق رئاسة الجمهورية والعمليات العسكرية على غزة وجنوب لبنان، انما واقع الحال اليوم يشير إلى ارتباطهم بكل اسف”.
رئاسيات
في الملف الرئاسي، أشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى الى ان “المساعي الدبلوماسية لم تفشل حتى الساعة في الملف الرئاسي، لكن تداعيات حرب غزة والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان تؤثر على الملف”. واكد في حديث اذاعي ان “التعويل هو على حركة الموفدين والاجتماع المقبل للجنة الخماسية”، مؤكداً “ضرورة ان تتوقف العمليات الإسرائيلية وينعم الجنوب بالهدوء، الا ان الخوف يبقى من ان يقوم الإسرائيلي بمغامرة تستوجب الرد عليها”.
ليس بعيدًا، استقبل الرئيس نبيه بري في عين التينة الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: “بحثنا في آخر المستجدات، واطلعت منه على تداعيات الإنتهاكات الإسرائيلية للقرارات الأممية في الجنوب اللبناني وخطورتها على أمن لبنان وسيادته”. واضاف: “كان تشديد على رفض حالة التأرجح والمراوحة القاتلة والمدمرة لمناعة الوطن من دون التقدم إلى مدخل لحل العقد التي تؤخر إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذية تواكب التطورات البالغة الأهمية في المنطقة”.