حصاد اليوم- الحكومة تجدّد ولاءها لساحات محور المقاومة وإسرائيل تشنّ أعنف غارات على لبنان منذ بدء الحرب

جدّدت حكومة تصريف الأعمال بلسان رئيسها نجيب ميقاتي ووزير خارجيتها عبدالله بوحبيب التزامها بموقف “حزب الله” الداعي الى وحدة الساحات لجهة التأكيد على أن وقف إطلاق النار يبدأ في غزة، فيما شن الطيران الإسرائيلي اليوم غارات هي الأشدّ على قرى جنوب لبنان منذ بداية الحرب.

فقد أشار ميقاتي، في حديث تلفزيوني، إلى “أننا قلنا دائمًا وأبدًا أننا نسعى للحلول الدبلوماسية”. وقال “سمعنا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أننا أمام فرصة لإيجاد حل للاستقرار في جنوب لبنان، ونحن نعمل على ذلك”، مؤكداً الالتزام بالقرارات الدولية بشأن لبنان و”نحترمها كلها”.

وشدد ميقاتي على أنّ “وقف إطلاق النار في غزة هو حجر الزاوية لبداية كل الحوارات”، موضحاً أنّه قال “أن حزب الله يتمتع بعقلانية وأترك هذا الحكم بعد 100 يوم من الحرب ولا يزال ضمن هذا التصرف، وقال إنه يضع المصلحة اللبنانية فوق أي مصلحة ويحاول أن يتفادى أيّ كأس تؤدي للمزيد من الاضطراب في لبنان”.

تصوّر جدي للاستقرار

في الإطار نفسه، أكد بوحبيب بعد لقائه السفيرة الكندية ستيفاني ماكولوم ان “لبنان بادر إلى وضع تصوّر جدي لضمان استقرار حدوده الجنوبية من خلال الرسالة الأخيرة التي تقدم بها إلى الأمم المتحدة. ننتظر من الدول الفاعلة دعم هذه المبادرة حفاظا على الامن والسلم الاقليميين، ولمنع توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط”. أضاف: “لا يجب أن نسعى وراء أنصاف الحلول في منطقتنا. أعطوا السلام فرصة من خلال التطبيق الكامل والشامل لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة باقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.

الخطأ الاستراتيجي القاتل

في السياق  إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع السابقة زينة عكر حيث جرى عرض للأوضاع العامة والتطورات السياسية . كما بحث الرئيس بري المستجدات خلال إستقباله وفداً موسعاً من تكتل نواب “التوافق الوطني”. وبعد اللقاء تحدث النائب طه ناجي قائلاً: “كما في كل مرة كانت مناسبة لطرح مستجدات الواقع اللبناني وتداعيات الحدث الكبير المتعلق بالحرب على غزة وفي فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، وقد لمسنا  لدى دولة الرئيس بري إطمئئاناً بأن لبنان لن يقع في الفخ الإسرائيلي الذي يهدف إلى جرنا لحرب شاملة، وهو في الوقت نفسه كله ثقة بحكمة المقاومة ووعي قيادتها في لبنان الى كل هذه الأفخاخ”.

وأضاف ناجي: “كما يؤكد الرئيس بري أن إسرائيل التي إرتكبت الخطا الإستراتيجي الأول في عدوانها على غزة فإنها في حال قامت بالعدوان على لبنان فإنها ترتكب الخطأ الإستراتيجي القاتل”.

الغارات الأعنف على الجنوب

ميدانيًا، تعرضت تلة المطران في حمامص وأطراف حولا ووادي البياض وميس الجبل لقصف مدفعي اسرائيلي صباح اليوم. كما تعرضت بلدة كفركلا لقصف من دبابة ميركافا اسرائيلية بالقذائف الفوسفورية. كما سجلت سلسلة غارات على أطراف حولا ووادي السلوقي. واستهدف الطيران باكثر من 15 غارة  اطراف حولا، وادي السلوقي ، وادي الحجير، وطريق رب ثلاثين الطيبة.

كما طاول القصف المدفعي كروم الزيتون في محيط منطقة العبارة في بلدة كفركلا.  وتعرضت بلدة رب ثلاثين لقصف مدفعي، مما تسبب باحتراق منزل.

وشن الطيران الحربي ثلاث غارات جوية على أطراف بلدة حولا. وسجل ايضا قصف مدفعي على أطراف عيترون. ونفذت مسيرة اسرائيلية قرابة الواحدة من بعد ظهر اليوم عدوانا جويا حيث شنت غارة مستهدفة بلدة عيتا الشعب بصاروخ موجه. واستهدف القصف المدفعي اطراف علما الشعب.

تسلل إسرائيلي

الى ذلك، أشار الجيش الإسرائيلي الى ان “قوات خاصة تابعة لنا تسلّلت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغامًا في قرية عيتا الشعب”. الا ان مصدرا في قوات اليونيفل قال: لم نتلق أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان ونفحص الأمر حالياً.

واعلن الجيش الإسرائيلي “استهداف 150 خلية لحزب الله في جنوب لبنان مسؤولة عن إطلاق صواريخ ومسيّرات منذ بدء المواجهات”. وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن “هجوم كبير للجيش في وادي السلوقي جنوب لبنان، وعشرات الأهداف تعرضت لهجوم متزامن”.

وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ان “غارات اليوم على لبنان هي الأشدّ منذ بداية الحرب”.

في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف تجمعاً ‏لجنود العدو الإسرائيلي شرق مستوطنة إيفن مناحم بالأسلحة الصاروخية.

متابعة أعمال “الخماسية”

في السياسة، باشر ميقاتي بعد ظهر اليوم سلسلة لقاءات خلال مشاركته في أعمال “المنتدى الاقتصادي العالمي” في دافوس في سويسرا. وفي هذا السياق اجتمع مع رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتم البحث في عمل “اللجنة الخماسية العربية والدولية” للمساعدة في دفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان قدما الى الأمام.

خطر “توحيد الساحات”

في المواقف الداخلية، أشار المكتب السياسي الكتائبي بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل إلى أن “العمليات العسكرية تتوسع يوماً بعد يوم لتشمل البلدان المنضوية تحت راية “توحيد الساحات” واخطرها ما يحصل في اليمن والعراق وسوريا في ما يشبه حرباً اقليمية واسعة تجر العالم بمجمله الى ويلات يبدو لبنان فيها الحلقة الأضعف كونه مخطوف الارادة ومسلوب القرار ومؤسساته رهينة بيد حزب الله الذي بات الآمر والناهي وواضع الشروط  للمبادرات المحلية والدولية”.

وأكد في بيان ان “المكتب السياسي الكتائبي يرفض كلام رئيس الحكومة الذي صدر عنه عقب لقائه الموفدين الدوليين الساعين الى تجنيب لبنان الأسوأ، وقد كرّس بموجبه رسميا ربط مصير لبنان بالحرب الدائرة في المنطقة، راهناً مستقبل الشعب اللبناني بانتهاء الحرب في غزة وبقضايا ليست قضاياه ولا قدرة له على تحمل تبعاتها منفرداً”.

على سكة التعافي

في الاقتصاد، أكد ميقاتي أن “الحكومة بصدد دراسة قانون يتعلق باسترداد الودائع، الأفضلية فيه لصغار المودعين الذين تقل قيمة ودائعهم عن 100 ألف دولار”. وأشار ميقاتي، في مقابلة تلفزيونية، إلى أن صندوق النقد الدولي وضع بعض الشروط المسبقة للاستفادة من برنامج “تسهيل الصندوق الممدد” منها إقرار قوانين في المجلس النيابي، وفي مقدمها قوانين إعادة هيكلة المصارف والفجوة المصرفية. وأكد أنه فور إقرار هذه القوانين، فإن لبنان سيكون على “سكة التعافي الكامل”. ولفت الى ان “المصرف المركزي يدرس توحيد سعر صرف العملة،  آخذا بالاعتبار واقع المصارف”.

تحويل عائدات البلديات

ليس بعيدًا اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” في بيان أصدره اليوم أنه “في خضم ما يجري من أحداث، نسي المسؤولون المواطن اللبناني، وتركوه على قارعة الطريق يعاني لوحده. إنّ السلطات المحليّة، أي البلديات، هي الموجودة في هذه الأيام بكل قدرتها وإمكانياتها إلى جانب المواطن، أكثر بكثير من الإدارات المركزية. ورغم كل ذلك، لم يحوِّل وزير الماليّة حصّة البلديات من عائدات الهاتف الخليوي منذ سنوات، مع العلم أن شركات الخليوي تعمل وتجني الأرباح وتتقاضى فواتيرها بالدولار”.
وأضاف: “المطلوب من وزير المالية، وبأسرع وقت ممكن، تحويل المبالغ العائدة للبلديات من رسوم الهاتف الخليوي المكدّسة منذ سنوات في حساب الخزينة”.

لا إضراب الأربعاء

في شأن اجتماعي آخر، اعلنت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة في بيان، ان “يوم غد (الأربعاء) هو يوم تدريس عادي في المدارس الخاصة بناء على الاتفاق الذي حصل في وزارة التربية، وبانتظار توقيعه رسميا خلال 48 ساعة لاتخاذ الموقف المناسب”. واكدت النقابة أن “همها الأول إنصاف الأساتذة المتقاعدين وتقاضيهم زيادات على الرواتب بالتساوي مع زملائهم في التعليم الرسمي، ومن خلال الآليّات الرسمية في صندوق التعويضات”.