حصاد اليوم- ترقّب حذر داخليًا على جميع المستويات في انتظار تحرّك ما يتمّ الإعداد له في الخارج
يبدو الترقّب الحذر سمة المرحلة الحالية على جميع المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، تبعًا لحراك خارجي ما يستعد المعنيون لإطلاقه باتجاه لبنان لإعادة ترتيب الأولويات في البلاد بدءًا بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. كما تخيّم الضبابية على مستقبل الحرب جنوبًا في ضوء النصائح التي نقلها الموفدون الاجانب الى المسؤولين اللبنانيين على مدى الاسابيع الماضية والرد الحكومي بربط الوضع في الجنوب بوقف إطلاق النار في غزة، ثم الرد المباشر من امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله “بأننا مستعدون للحرب ولا نخاف”.
المملكة مع لبنان
وبالرغم من الجمود الداخلي، توالت المواقف الدبلوماسية من المستجدات اللبنانية. فقد أكد السفير السعودي وليد بخاري “أن المملكة العربية السعودية مع لبنان شعبا ومؤسسات ولن تألو جهدا في تقديم أي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من أزمات متعددة”، معلنا “وقوف المملكة مع القضايا العربية والإسلامية كافة، وبخاصة ما يعانيه قطاع غزة والشعب الفلسطيني من عدوان مستمر على أرضه ومقدساته وشعبه”. موقفه جاء بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، حيث تم التداول في القضايا العامة التي تخص لبنان والعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة والشعب الفلسطيني. المفتي دريان شدد على “ان دور المملكة أساسي في نهوض الدولة ومؤسساتها، ودار الفتوى حريصة باستمرار على التعاون مع الأشقاء العرب وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الحاضنة للبنان وشعبه وللقضايا العربية والإسلامية”، آملا “أن تسفر جهود المملكة واللجنة الخماسية في إيجاد حل في أقرب فرصة ممكنة للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية لتكون هذه الخطوة الأولى نحو نهوض الدولة ومؤسساتها”.
تشديد على الرئاسة
واستقبل المفتي دريان نواب كتلة “الاعتدال الوطني”، وتم التشديد في خلال اللقاء على تحريك الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية والعمل الدؤوب لإنجاز هذا الاستحقاق الذي يتطلب تضافر الجهود لمصلحة لبنان واللبنانيين، وتم التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان والإطاحة بالقرارات الدولية هو من سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني”.
ارتياح للوساطة الأميركية
الى ذلك، قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد لقائه القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة السفيرة ليزا جونسون في قصر بسترس: “تلقينا بإرتياح جهوزية الولايات المتحدة الاميركية للتوسط في تخفيض التصعيد وإعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب”. اضاف: “نتحاور مع الجانب الاميركي بانفتاح وروح ايجابية للوصول الى حلول مستدامة تحفظ سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتضمن الحقوق والأمن والاستقرار بالأخص لأهالي الجنوب”.
إبعاد لبنان عن الصراعات
واستقبل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل السفير الفرنسي هرفي ماغرو. وتباحث الطرفان بالوضع في لبنان وفي الجنوب على ضوء احداث غزة. وجدد باسيل تشديده على ضرورة ابعاد لبنان عن اي توسع للصراع، كما عرض مجموعة الحلول التي يقترحها التيار في كل الملفات وتحديداً بما يتعلق بالملف الرئاسي وانتظام المؤسسات وتنفيذ الاصلاحات الضرورية.
الهدنة لا تكفي
من جهته، رأى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أنّ “تطبيق اتفاقية الهدنة في الجنوب جزء من القرار 1701 لكن ذلك يشكل حلًّا موقّتًا”. وسأل: “الى أي مدى سيكون ذلك كافيًا لتهدئة الجبهات؟ وهل فعلا جبهة جنوب لبنان تحت سيطرة عناصر لبنانيين بالقرار أو جزء من منظومة تفاعل عسكري على مستوى المنطقة حاليا وعلى خط تماس كبير”؟ وشدد على “ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لأن الفراغ لن يعطي لبنان الرسمي فرصة اتخاذ أي موقف يحيد البلاد عن الاشتباكات عبر التفاوض، إنما يضع المفاوضات بيد إيران عن طريق حزب الله”.
التسليم بالواقع خيانة
في السياق، أشار “لقاء سيدة الجبل” بعد اجتماعه الدوري الى ان “الاستمرار في موقف الانكار والتسليم بواقع سقوط الدولة اللبنانية في أيدي إيران من خلال مَن يوالونها بات خيانة وطنية”. ودعا “اللقاء” كل “مواطن وسياسي ومتعاطٍ بالشأن العام الى تحكيم ضميره ووطنيته، وأن يتّخذ قراره: لبنان أولاَ أو إيران أولاَ”؟
العمليات العسكرية مستمرة
ميدانيا، تستمر العمليات العسكرية المُتبادلة بين “حزب الله” وإسرائيل في جبهة جنوب لبنان. في آخر التطورات الميدانية، طال القصف الإسرائيلي تلة حمامص في سردا وسهل مرجعيون. كما قصفت المدفعية الاسرائيلية ظهرًا أطراف بلدات الضهيرة والجبين وطيرحرفا وعيتا الشعب وحانين وشيحين.
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف تجمعًا لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة ميتات، وموقع بركة ريشا مرتين، وموقع المطلة محققًا إصابات مباشرة.
الأمن شمالًا
في الأمن الداخلي، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن “المواطنين سيلاحظون وجودا أمنيا أكثر في الشمال”. وقال بعد ترؤسه اجتماعا أمنيا في سراي طرابلس: “همّنا تحقيق القدر الأكبر من الأمن والأمان”. وإذ لفت الى أن “القوى الامنية تقوم بكل جهد لتوقيف المخلّين بالأمن”، قال “لن نتساهل، ولكن على المواطن التيقّن أن المخالفات تضرّ به”. وإعتبر أن “العمل الأمني لا يكون عملا عسكريا فقط إنما هو عمل إجتماعي وإقتصادي”.
توقيف 435 مطلوبًا
في الأمن أيضًا، اعلنت قيادة الجيش في بيان انه”نتيجة التدابير الأمنية التي اتخذتها وحدات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية خلال شهر كانون الأول 2023، أوقفت 435 شخصًا من جنسيات مختلفة لتورّطهم في جرائم وجنح متعدّدة، منها الإتجار بالمخدرات والقيام بأعمال سرقة وتهريب وحيازة أسلحة وممنوعات، والتجول داخل الأراضي اللبنانية من دون إقامات شرعية، وقيادة سيارات ودرّاجات نارية من دون أوراق قانونية، بالإضافة إلى إحباط عدد من عمليات تهريب الأشخاص بطريقة غير شرعية”.
الانتهاء من الموازنة
في الاقتصاد، أنهت لجنة المال الموازنة في البرلمان اجتماعها باقرار التعديلات على المواد المعلقة في موازنة 2024 ومن المتوقع ان يقدّم رئيسها النائب ابراهيم كنعان تقريره في اليومين المقبلين.
وكان كنعان قد اكد من مجلس النواب: “متجهون لنتائج تختلف عما وردنا من الحكومة، وتعديلاتنا على الموازنة تأخذ بالاعتبار رفض الضرائب المستحدثة ورفض الرسوم المستحدثة والتعاطي بمسؤولية مع انهيار سعر الصرف”. وقال انه “ستكون هناك بشائر جيدة تتعلّق بالقطاع العام كما الضرائب الملحوظة على القطاع الخاص وسيكون هناك مؤتمر صحافي في اليومين المقبلين عن خلاصة التقرير النهائي”.
أضرار العاصفة
ليس بعيدًا، إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير البيئة ناصر ياسين والامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى والامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد الخير في السراي اليوم، حيث تم عرض نتائج المسح الاولي لاضرار العاصفة الأخيرة. وطلب ميقاتي من “لجنة ادارة الكوارث والازمات” الاجتماع ومتابعة الفيضانات الأخيرة واتخاذ القرارات المناسبة في ما يتعلق باحالة كل التعديات الحاصلة على مجاري الانهر على القضاء المختص، والعمل على تأمين استمرارية فتح الطرق الرئيسية ومتابعة الاجراءات المتعلقة بسلامة المواطنين بعد العاصفة.