حصاد اليوم- القرار 1701 يتحوّل مطلبًا داخليًا وخارجيًا والمعارضة ترفض أية تسوية على حساب السيادة
كلمة السرّ التي أصبحت بمثابة الوصفة السحريّة لتحقيق السلام في لبنان بعيدًا عن حرب غزة وتداعياتها على المنطقة، هي تطبيق القرار 1701. فكلما اجتمع مسؤولان لبنانيان، أو استقبل مسؤول موفدًا دوليًا يكون القرار 1701 الطبق الرئيس على مائدة المحادثات، وخاصة بعدما تأكد للجميع أن الحرب المصغّرة المندلعة في الجنوب تضرّ بلبنان، لا بل تهدّد مصيره، وهي في الوقت نفسه لا تفيد غزة بشيء، علمًا أن التحذيرات الاسرائيلية ل”حزب الله” بالغة الجدية على ما يؤكد الموفدون الدوليون الذين يصلون لبنان تباعا، محذرين من نيات إسرائيل وناصحين بعدم منحها الفرصة والذريعة.
ميقاتي: نحترم القرارات
في السياق، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل ظهر اليوم في السراي مع وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك، وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في غزة وجنوب لبنان. وأكد ميقاتي خلال الاجتماع الحرص على افضل العلاقات مع المانيا، شاكرا دعمها لبنان على المستويات كافة. وشدد على “ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءا باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم في الجنوب”. وقال: “حان الوقت لايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي البدء بوقف اطلاق النار واطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين”. أما الوزيرة الالمانية، فشددت على اهمية “تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 “.
تحرّك للأمم المتحدة
دبلوماسيا ايضا، استقبل ميقاتي المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، التي وضعته في أجواء الاجتماع الذي سيعقد الأسبوع المقبل بين الامين العام للامم المتحدة وجميع مدراء ومسؤولي البرامج السياسية للأمم المتحدة في العالم. كما اطلعت فرونتسكا من الرئيس ميقاتي على مضمون رسالته الموجهة الى الامين العام في ما خص القرار 1701 والأوضاع في الجنوب.
الحل ليس بالحرب
الى ذلك، وعشية وصول المبعوث الرئاسي الاميركي أموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات المقبلة، أشار نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب، في تصريح من عين التينة، إلى أنّ “الحرب لن تعيد المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم، بل تبعدهم أكثر وتجعل الأمر يمتد إلى عام”، موضحًا أنّ “الحل ليس بالحرب بل بالجهد الدبلوماسي”. ولفت إلى أنّ “اللقاء مع رئيس المجلس نبيه بري كان لوضعه في أجواء اللقاء الذي حصل مع المبعوث هوكشتاين في روما”، معتبرًا أنّ “في النهاية هناك حلول في الحروب، وبرّي كان له دائماً طروحات لإبعاد شبح الحرب ونأمل أن تساهم الزيارة غداً بخطوة لتحقيق الإستقرار”.
شكوى جديدة
في الغضون، أوعز وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، بناء لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة هادي هاشم بتقديم شكوى بتاريخ 9 كانون الثاني 2024 امام مجلس الامن الدولي ردًا على الشكوى الاسرائيلية الأخيرة حول عدم التزام لبنان بقرار مجلس الامن 1701.
بين التسوية والسيادة
داخليًا، أكد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل أن الاولوية حماية لبنان وان لا تحصل اي تسوية على حساب سيادة الدولة، مشددا على رفضه ان تكون بيروت جائزة ترضية مقابل الحدود. كلام الجميّل جاء بعد لقائه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو. وقال الجميّل: “كانت جلسة مهمة ومثمرة مع السفير الفرنسي الذي نقلنا له هواجسنا بما يتعلق بتطورات الجنوب ولدينا قلق، اذ ان لا احد يتحدث باسم لبنان لان المفاوضات تحصل مع حزب الله ولبنان متروك فيما أولويتنا حماية بلدنا وشعبنا”. أضاف: “الكل يهمه عودة الفلسطينيين الذين نزحوا من غزة، فيما لا احد يتكلم عن اللبنانيين الذين نزحوا داخل لبنان وعشرات الآلاف الذين تركوا قراهم وللاسف ان الدولة لا تتحدث بالموضوع والخطورة ان هناك اتصالات ومفاوضات والكل بالنسبة له ينتظر الحل بين الاسرائيلي وحزب الله، فيما لبنان الرسمي غير موجود وهذا ما يخلق قلقا كبيرا لدينا والاولوية ان لا تحصل اي تسوية على حساب سيادة الدولة. يهمنا تطبيق القرار 1701 لمنع اي اعتداء علينا، ولكن يهمنا أيضا تطبيق القرار 1559 الشرط الاساسي لاستعادة لبنان لقراره الحر”.
تشاطر ومقايضة
في السياق، رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم أن “حزب الله” يحاول التشاطر على تطبيق الـ1701 فيتم تطبيقه بشكل معوجّ، ويدخله في عملية مقايضة بين الدول المهتمة بلبنان والمنطقة وحماية إسرائيل، والمقايضة مع إسرائيل بشكل غير مباشر، ما يعني أن يقدم “الحزب” التطمينات لشمالي إسرائيل لكن يضع يده في الوقت عينه على الدولة اللبنانية. واستطرد “لا شك أن المعارضة والفريق السيادي وجميع السياديين مدركون لهذه المؤامرة ويفشّلونها خطوة تلو الأخرى”. عن الكلام حول صفقة مقايضة بين رئاسة الجمهورية وتطبيق القرار 1701، استبعد كرم “أي مبادرة خارجية بهذا المعنى، إنما هناك تسويق من قبل محور الممانعة بوجود هكذا طروحات. ومن هنا أعتقد أن محور الممانعة يحاول اعتبار أن هذا النوع من التسوية يريح إسرائيل، ويستخدم هذا الأمر كمناورة لعدم دخوله إلى الحرب لكن لنيله شروط تهدئة الأجواء العسكرية”.
جلسة بلا تعيينات عسكرية
سياسيا، يعقد مجلس الوزراء جلسة في التاسعة من صباح يوم الجمعة في السراي، لبحث المواضيع المبيّنة في الجدول الموزع. وأشارت معلومات صحافية الى أن “لا تعيينات للمجلس العسكري في الجلسة”.
غارات وقصف
في الميدان الجنوبي، استهدف قصف إسرائيلي فجر اليوم منزلاً في كفرشوبا-حاصبيا. وفي وقت لاحق، أعلن “حزب الله”، استشهاد المقاوم نابغ أحمد القادري «أبو علي»، من بلدة كفرشوبا. ايضا، تمكنت عناصر من الصليب الاحمر بمؤازرة من “اليونيفل” والجيش من سحب جثة تعود الى المدعو ع.ب مواليد العام 2006 – صيدا، في محيط الحمامص قبالة مستعمرة المطلة، وهو مبتور القدم اليمنى. وتم نقل الجثة الى مستشفى مرجعيون الحكومي. واستهدف القصف المدفعي الاطراف الشرقية لبلدة ام التوت في القطاع الغربي، واطراف بلدة الخيام، وتلة حمامص في سردا وباب ثنية قرب منطقة الشاليهات في الخيام. ومشط الجيش الاسرائيلي محيط جل العلام، ومنطقة اللبونة. واغار الطيران الإسرائيلي على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة، واستهدف قصف مدفعي بلدات عيتا الشعب ورميش ويارون.
الخوف من العاصفة
حياتيا، وفي وقت يتهيأ لبنان لعاصفة مناخية قوية، يحبس المواطنون أنفاسهم من تكرار المشهد السابق في العاصفة الأخيرة، فيما اعلنت وزارة الاشغال ان “ورش المتعهدين تقوم بعملها ساحلا، وآليات مراكز جرف الثلوج مستعدة على الطرقات”.