حصاد اليوم- المساعي الدولية للتهدئة تسابق التصعيد و”حزب الله” ينتقم للعاروري والطويل بضرب “دادو”
يشهد لبنان سباقًا محمومًا بين المساعي الدبلوماسية الدولية والتصعيد الميداني المتدحرج، ما يجعل “حزب الله”، ومعه البلاد، أمام أحد خيارين لا ثالث لهما: الوصول الى تسوية سياسية مع اسرائيل عبر الوسطاء الغربيين بعيدًا عن بركان غزة وحممه المتطايرة في المنطقة، أو الذهاب الى حرب كبرى وما تستتبعه من تداعيات كارثية. إنه الامتحان الحقيقي لنظرية “وحدة الساحات”، بعدما تخلى الجميع عمليًا عن ساحة حركة “حماس” في غزة. كما يردّ البعض ارتفاع منسوب التوتر الى مستوى قياسي الى رغبة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الجامحة بتوسيع الحرب شمالا لحمل “حزب الله” على التراجع الى ما بعد الليطاني وتأمين عودة الاسرائيليين الى منازلهم.
فعشية وصول المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، وفي وقت جال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا على المسؤولين اللبنانيين، وبينما يفترض ان تصل الى بيروت خلال ساعات وزيرة الخارجية الالمانية، سجلت الاوضاعُ في الجنوب سخونة غير مسبوقة.
3 شهداء للحزب
فغداة تصفية القيادي في “حزب الله” وسام الطويل، استهدفت إسرائيل صباحا، سيارة في بلدة الغندوريّة في قضاء النبطية بصاروخ موجه، قُتل فيها 3 عناصر للحزب ، بحسب “رويترز”. السيارة التي استهدفت كانت تبعد عن المدارس حوالي الـ300 متر ما سبب حالة من الهلع عند الطلاب والاهالي. واثناء محاولة سيارات الاسعاف الوصول إلى السيارة التي المستهدفة، اطلقت إحدى المسيرات صاروخا لقطع الطريق على سيارات الاسعاف، ما ادى الى اصابة مسعف بجروح طفيفة. ونعى “حزب الله” كل من عيسى علي نور الدين من بلدة برج قلاويه، ومحمد شريف السيد ناصر من بلدة حي الفيكاني في البقاع، وحسن عبد الحسين اسماعيل من بلدة عيتا الشعب. كما أُطلق 20 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل صباحا في وقت واصلت إسرائيل قصف مناطق الجنوب. ايضا، سُجلت غارة بصاروخين اطلقا من مسيّرة استهدفت سيارة متوقفة بجانب الطريق في بلدة خربة سلم على مسافة قصيرة من موكب تشييع القيادي في “حزب الله” وسام الطويل ما تسبب بسقوط جرحى. وانفجر صاروخ اعتراضي في اجواء ميس الجبل والجوار وسط تحليق اسرائيلي على علو منخفض فوق منطقة صور وضواحيها. وأطلق الطيران الحربي الاسرائيلي صباحا صاروخين على بلدة كفركلا، حيث أغار مرتين على أربعة أهداف مختلفة، واستهدف منزلا مؤلفا من ثلاث طبقات وسوّاه بالأرض، وقام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه البلدة.
انتقام للعاروري والطويل
في المقابل، أشارت “المقاومة الإسلامية” في بيان الى انها استهدفت عند الساعة 9:30 من صباح اليوم الثلاثاء موقع المالكية بالأسلحة المناسبة، وتم إصابته إصابة مباشرة. ايضا، اعلن “حزب الله” ان “في إطار الرد على جريمة اغتيال القائد الكبير الشهيد الشيخ صالح العاروري وإخوانه المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، وجريمة اغتيال القائد الشهيد الأخ المجاهد وسام الطويل (الحاج جواد) قامت المقاومة الإسلامية في لبنان باستهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة (قاعدة دادو) بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية”. ايضا، اعلن استهدافه “موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابةً مباشرة”. واعلن استهداف ثكنة يفتاح وموقع حانيتا.
جهود منع التصعيد
في المقابل، وفي إطار جهود المجتمع الدولي لمنع التصعيد جنوبا، دعا لاكروا من بيروت، “كل الاطراف الى التهدئة. والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب المسؤول الاممي. بعد اللقاء، قال بو حبيب “مزارع شبعا ركن اساسي في الحل الشامل ووقف التوتر في الجنوب ولا يمكن القفز فوقها”. وأضاف “الجيش شريك اساسي لضمان الأمن والإستقرار في الجنوب واستهدافه من اسرائيل ب34 اعتداء منذ بدء الحرب في غزة يقوض جهود حفظ السلم والأمن”. بعدها، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة لاكروا، في حضور المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وقائد قوات “اليونيفل” الجنرال ارولدو لاثارو، وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات الميدانية. وأكد لاكروا التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان وإستمراره في بذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً الى وقف دائم لإطلاق النار، مبديًا تخوفه من استمرار التصعيد القائم في المنطقة ولبنان. بدوره أثنى بري على الجهود التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية في هذه المرحلة وشهادتها على التصعيد الإسرائيلي اليومي الذي يطاول عمق المناطق السكنية والمدنيين وحتى سيارات الإسعاف والإعلاميين، منتهكة ليس فقط القرار الاممي 1701 إنما كل قواعد الإشتباك.
استعداد للتفاوض
ايضا، إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع لاكروا في السراي، وجرى عرض للتطورات. وفي خلال الاجتماع كرر رئيس الحكومة التأكيد على “مطالبة المجتمع الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي”. وقال: “أننا طلاب استقرار دائم وندعو الى حل سلمي دائم، ولكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان. الموقف الذي اكرره لهؤلاء الموفدين هو: هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة امر مقبول”؟ وكرر “استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701”.
بوصعب وهوكشتاين
في الغضون، التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب أمس، الموفد الاميركي آموس هوكشتاين في روما قبيل زيارة الأخير الى بيروت المرتقبة الخميس او الجمعة.
الرئاسة ليست للتفاوض
في الشأن الداخلي، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان: “لفتني في المفاوضات الجارية بين محور الممانعة والموفدين الغربيين، وبالأخص الأميركييّن، حول إعادة انتشار “حزب الله” في الجنوب وأمور أخرى، أنّ محور الممانعة ينهي حديثه دائمًا بالجملة التالية: “ان هذه الأمور لكي تتمّ تحتاج إلى وضع داخلي يتّصل بملفّ رئاسة الجمهوريّة والحكومة”، الأمر الذي يُفهَمُ منه أنّ هذا المحور يضع رئاسة الجمهورية والحكومة المقبلة في إطار المفاوضات الجارية حول وضعه في الجنوب. إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلًا، فرئاسة الجمهوريّة ليست بدلًا عن ضائع، ولن تكون جائزة ترضية لمحور المقاومة، ولن تكون أمرًا ملحقًا لأيّ صفقة لا من قريب ولا من بعيد… نرفض أيّ رئيس صوريّ لا يتمتّع بالصفات المطلوبة لرئيس الجمهوريّة في هذه المرحلة، ويأتي كجزء من تسوية إقليميّة يجري النقاش فيها في الوقت الحاضر”.
الخرق السيبراني خارجي
على صعيد آخر، وفي متابعة لعملية القرصنة التي شهدها المطار الاحد، قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي خلال جولة قام بها اليوم في المطار “نعمل على خطة ضرورية للمطار وسلامته، ومجلس الوزراء جاهز لتأمين اللازم لاعتماد هذه الخطة”. وأعلن انه “على الأرجح الخرق خارجي ولكن التحقيقات ستظهر الحقيقة وكل التفاصيل”.