حصاد اليوم- نصرالله طمأن اللبنانيين في خطابه الثاني: الرد على اغتيال العاروري حتمي.. في الميدان
على وقع الاشتباكات “الممسوكة” جنوبًا، جاءت كلمة الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله لتكتفي بوصف الواقع الميداني في لبنان والمنطقة، ولتطمئن اللبنانيين، وغيرهم، إلى أن الردود ستظل تحت سقف “قواعد الاشتباك الجديدة” المعمول بها، فيما تتواصل الاتصالات والمساعي الاميركية – الفرنسية المكثفة لمنع تفلت الامور على الجبهة الجنوبية للبنان، في ظل تهديدات ترتفع وتيرتها في شكل مضطرد.
670 عملية في 90 يومًا
في اطلالته الثانية خلال الاسبوع الجاري، تحدث نصرالله عارضا للمستجدات العسكرية والميدانية وأهمها تصفية القيادي في “حماس” صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال أثناء الحفل التأبيني في ذكرى مرور أسبوع على رحيل النائب السابق محمد حسن ياغي: على امتداد أكثر من 100 كيلومتر وما يزيد عن 90 يومًا تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردًا على الاعتداءات على المدنيين. اضاف: حزب الله نفّذ ما يزيد على 670 عمليةً في خلال 3 أشهر وتم إستهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة. واردف: في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه الجيش وهو مجبور على التكتّم لكي لا يذهب الى حرب يعرف أنها صعبة جداً.
فائدة فتح الجبهة
واضاف نصرالله: من سأل عن الفائدة لفتح الجبهة الجنوبية أقول أن هدف هذه الجبهة امران، الاول الضغط على حكومة العدو من أجل وقف العدوان على غزة كما حصل في باقي الجبهات منها العراق واليمن، والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة ميدانياً. وقال: العمليات كانت مستنزفة جداً للعدو الذي مارس تكتماً شديداً على خسائره الكبيرة، مضيفا: المعركة التي تجري في جنوب لبنان ثبّتت موازين الردع ونحن أمام فرصة تاريخية اليوم لتحرير كل شبر من أرضنا اللبنانية ومنع العدو من إستباحة حدودنا وأجوائنا.
الرد آتٍ لا محالة
واكد ان “ما حصل من خرق للضاحية الجنوبية لا يمكن أن يمرّ ولن يكون بلا ردّ وبلا عقاب والقرار هو للميدان”، مشيرا الى ان “إذا سكتنا على قتل العاروري فسيصبح لبنان مكشوفاً والرد آتٍ لا محالة”. واشار الى ان “هناك اليوم فرصة تاريخية أمام العراق ليغادره المحتلون الذي سفكوا دماء شعوب المنطقة”، لافتا الى ان “الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب لأنها مشغولة بجبهة أوكرانيا وهي تتهيأ لهزيمة إستراتيجية أمام روسيا.
غارات وقصف
في تطورات الجنوب، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي صباح اليوم بلدة عيترون وأطراف بلدة يارون. كما شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارتين بين بلدتي شيحين ومجدل زون. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة العاشرة على منطقة الحدب في بلدة عيتا الشعب. وطال قصف اسرائيلي أطراف يارين والجيين وأطراف ميس الجبل وراشيا الفخار. كما استهدفت مسيرة إسرائيلية أطراف بلدة أم التوت، وأخرى منزلا في الأطراف الجنوبية لبلدة محيبيب. واستمر تحليق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وصولا الى مشارف مدينة صور، وسط استمرار اطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق.
“الحزب” يردّ
في المقابل، اعلنت “المقاومة الاسلامية” في بيانين، انها استهدفت تموضعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الضهيرة بصواريخ “بركان”، وموقع بركة ريشا بالقذائف المدفعية وتمت إصابتهما إصابة مباشرة.
شكوى لمجلس الأمن
في شأن متصل، أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب اليوم الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة بتقديم شكوى بتاريخ 4 كانون الثاني 2024 امام مجلس الامن الدولي عقب اعتداء اسرائيل على منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وتضمّن نص الشكوى المرفوعة ان “هذا الإعتداء يمثل الفصل الأكثر خطورةً في مسلسل الاعتداءات حيث شكّل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ العام 2006، كونه قد طال هذه المرة منطقةً سكنية شديدة الإكتظاظ في ضاحية العاصمة بيروت، وإنتهاكا اسرائيليا سافرا لسيادة لبنان، وسلامة أراضيه، ومواطنيه، وحركة الطيران المدني، وهو أمرٌ يدعو للقلق لأنه قد يؤدي إلى توسع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والسلم الإقليميين”.
بوريل لتجنّب التصعيد
ومع وصول وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الى المنطقة للجم التصعيد، أعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان في بيان اليوم، أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل يزور لبنان بين 5 كانون الثاني الجاري و7 منه. وأوضحت أنه سيلتقي “رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين وقائد الجيش العماد جوزيف عون. وسيجتمع أيضاً مع قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفل) اللواء أرولدو لاثارو”. وأوضحت أن الزيارة “ستشكل مناسبة لمناقشة جميع جوانب الوضع في غزة وحولها، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، ولاسيما الوضع على الحدود الجنوبية”. وقالت: “سيعيد الممثل الأعلى التأكيد على ضرورة دفع الجهود الدبلوماسية مع المسؤولين الإقليميين بغية تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة”.
جعجع: إسرائيل تضغط
في المواقف، رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “الوضع العام في لبنان غامض جدا وغير مستقر، باعتبار ان كل الاحتمالات واردة، اذ ان أحداث “7 تشرين” ما زالت تتفاعل بشكل كبير وباتجاهات مجهولة النتائج، فتداعياتها وصلت الى منطقة البحر الاحمر، مع التوقف عند اغتيال صالح العاروري في الضاحية، بالاضافة الى الانفجار الذي شهدناه في ايران عند مرقد قاسم سليماني، ناهيك عن القصف الذي استهدف القياديين في فصيل النجباء في العراق.
كلام جعجع جاء خلال لقائه حشدا من المخاتير من مختلف المناطق اللبنانية، وتطرق “رئيس القوات” الى الوضع في الجنوب اللبناني، حيث لفت الى ان “”حزب الله” لا يريد التدخل في الحرب، على ما يبدو، بل جل ما يسعى اليه اثبات تواجده وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الداخلية الى جانب تحقيق ايران مكتسبات اضافية على مستوى المنطقة”. أضاف “ولكن اسرائيل غير راضية على استمرار الحال في الجنوب كما هو عليه اليوم، فهي تضغط اما باتجاه انسحاب “حزب الله” كليا من المنطقة حتى جنوب الليطاني، ولو انني أرى ان هذا التراجع سيقارب الـ10 كلم، او ستحقق ذلك بالقوة”.
تعزية قائد الجيش
على صعيد آخر، وفور اعلان نبأ وفاة والدة قائد الجيش هدى ابراهيم مخلوطة، اجرى الرئيسان بري وميقاتي اتصالين هاتفيين بالعماد عون قدما خلالهما التعازي. كما اتصل معزيا رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والرئيس سعد الحريري ووزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، وبطريرك الارمن الكاثوليك روفائيل بدروس ميناسيان والنواب ابراهيم كنعان وميشال الضاهر وفؤاد مخزومي، والنائبان السابقان عصام فارس وانور الخليل، وسفيرا فرنسا هرفي ماغرو وفلسطين اشرف دبور، وقائد اليونيفل الجنرال ارولدو لازارو، وراعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر. واتصل ايضا بالقائد عون وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنيي.