حصاد اليوم- تشييع العاروري في الطريق الجديدة يعيد إلى الأذهان “الزمن الفلسطيني” في لبنان
اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية وشيّعه “حزب الله” والفصائل الفلسطينية في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة. إنه القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري الذي احتضنه “محور الممانعة” في لبنان حيًا وميتًا، في مشهد أعاد الى الأذهان “الزمن الفلسطيني” في لبنان، وما سبّبه للبنانيين من مآسٍ وويلات.
فقد شيّع آلاف الفلسطينيين واللبنانيين جثمان العاروري ورفيقيه في مسجد الإمام علي، في حين إحتشدت الجموع التي توافدت من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان خارج المسجد رافعة الاعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتي “حماس” و”الجهاد” بالاضافة الى صور الشهداء، وسط صيحات الغضب واطلاق مكبرات الصوت للاناشيد الثورية. وترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف في الهواء غطى سماء المنطقة. واتجهت مسيرة التشييع صوب مدافن الشهداء في شاتيلا حيث ووريت الجثامين في الثرى وسط استمرار اطلاق النار بكثافة.
قصف مدفعي وغارات
تزامنًا، حافظت جبهات الجنوب على وتيرتها حيث تواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على القرى الحدودية واستهدف صباحًا أطراف بلدة حولا – وادي السلوقي. ونفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية قرابة العاشرة الا عشر دقائق عدوانا جويا حيث أغارت على الطرف الشرقي لحديقة مارون الراس على مقربة من نقطة الجيش اللبناني ملقية صاروخي جو – أرض. وأعقب ذلك غارة مماثلة للطيران الاسرائيلي على محلة عقبة صلحا عند على اطراف مدينة بنت جبيل.
ونفذت مسيرة اسرائيلية قرابة الحادية عشرة الاربع غارة ثانية على مارون الراس حيث استهدفت الطرف الشرقي لحديقة المدينة. ايضا، استهدف الجيش الاسرائيلي منطقة الطراش جنوب غرب بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي. كذلك استهدف بالقذائف الفوسفورية معتقل الخيام. كما سجلت غارات جوية على بلدة يارون و أطراف مارون الراس.
وحلق طيران استطلاعي في أجواء قرى قضاء صور والساحل البحري، وصولا حتى مجرى الليطاني.
عمليات “الحزب”
من جهتها، أعلنت “المقاومة الإسلامية” في بيانات متلاحقة أنها استهدفت تموضعًا لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا، ونقطة الجرداح، وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في المطلة. وقال الاعلام الاسرائيلي ان “حزب الله” أطلق صاروخاً مضاداً للدروع باتجاه المطلة وأصاب مبنى داخلها.
المهلة قصيرة
في شأن متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “إن الفترة الزمنية للحل السياسي على جبهة لبنان قصيرة، ونفضّل حل الصراع مع “حزب الله” سياسيًا لكن الوقت ينفد”. ونقل موقع “أكسيوس” عن غالانت تأكيده لـلموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أنّ فرص تخفيف التوتّر مع لبنان ديبلوماسيّاً “ضئيلة”.
لتحييد “اليونيفل”
تزامنًا، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان “اليونيفل” الجنرال ارالدو لاثارو وبحث معه في تطبيق القرار1701 والخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية. وتناول اللقاء أيضا التحضيرات للتقرير المرتقب صدوره عن مجلس الامن والذي سيتطرق للخروقات التي تطال القرار 1701.
في خلال الاجتماع جدد ميقاتي ادانته الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والانتهاكات المتمادية للسيادة اللبنانية، وطالب برفع الصوت في الامم المتحدة رفضا للانتهاكات الاسرائيلية للخط الازرق وللقرار 1701. وجدد التزام لبنان الدائم بالقرار الأممي ومندرجاته. وقال: المطلوب من كل الاطراف تحييد اليونيفل عن العمليات العسكرية من أجل تمكينها من القيام بدورها كاملا.
وقف الحرب أولًا
من جهته، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد لقائه سفير مصر في لبنان علاء موسى، إن البحث تناول التطورات الاخيرة جراء الحرب على غزة، والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان. وأضاف انه “لا يمكن الكلام عن القرار 1701 قبل وقف الحرب والانتقال بعدها الى المرحلة التي تلي وقف اطلاق النار في لبنان، بما في ذلك ملف الترسيم البري”.
خطوتان للإنقاذ
أما رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان فاعتبر أن الصراخ والتعنت لن يغيّرا الواقع، مؤكدًا أن إنقاذ لبنان يتم بخطوتين:
1-تسليم الحدود للجيش اللبناني و”اليونيفل” والتطبيق الفعلي للقرار 1701 الآن من قبل لبنان واسرائيل.
2-انتخاب رئيس للجمهورية فوراً إما بدورات متتالية أو بالتوافق وفق آلية التشاور بين الكتل كما في التمديد للقادة الضباط.
ربط الانتخاب بالحرب جريمة
أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي فاستبعد أن ينسحب التمديد لقائد الجيش على ملف رئاسة الجمهورية، “فلو أرادوا الوصول الى حلّ لإستخدموا فقط الصلاحيات الدستورية وإحترموا الدستور عوض أن يقفل الرئيس بري مجلس النواب اليوم من دون أي مسوّغ قانوني او دستوري أو مرتبط بالنظام الداخلي. تم إستسهال تعطيل عمل المؤسسات وضرب كل مكونات البلد وإستقراره الذي لا يتوفر من دون الإستقرار السياسي والذي لا يتأمن من دون إنتخاب رئيس للجمهورية. حتى الآن أرى أن الثنائي الشيعي لا يريد إستقراراً سياسياً ولا إنتخاب رئيس للجمهورية”.
وأضاف: “ربط انتخاب رئيس الجمهورية بإنتهاء حرب غزة جريمة موصوفة. يجب الفصل نهائياً بين ما يحصل في غزة وفي لبنان لأن إضعاف المؤسسات عندنا لا يخدم غزة بشيء. للأسف ربط “حزب الله” لبنان بالصراع الاقليمي خطير جداً على التوازنات الداخلية وعلى كيان لبنان ومؤسساته”.
الخيار الثالث هو الصندوق
في الملف الرئاسي أيضًا، لفت عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة إلى أن لا فريق يملك 65 نائبًا، إذًا لا قدرة لأيّ فريق على فرض مرشّحه للرئاسة. وقال: “هذا ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تقديم مبادرة تُستهل بحوار لسبعة أيّام كحد أقصى”.
وتمنّى خواجة على الرافضين لمبادرة الرئيس بري إعادة النظر فيها، لإنهاء الشغور الرئاسيّ، “لأنّ لا حل إلّا بالحوار”. وشدّد على أنّ الخيار الثالث في رئاسة الجمهورية هو الصندوق، الذي يحدد اسم الرئيس “وعندئذ، نرفع له التحية حتى وإن لم يرضنا”.
لودريان الى بيروت
في الحراك الرئاسي أيضًا، زار السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو الرابطة المارونية في مقرها، وأكد “أن جهد بلاده منصب لضمان عدم جر لبنان إلى التصعيد الجاري في الإقليم”، معلنا “أن الوزير جان ايف لودريان سيكون قريبا في بيروت لمتابعة مهمة اللجنة الخماسية في السعي لإيجاد حل لازمة الشغور الرئاسي”.
اقتصادات الشرق الأوسط
في الاقتصاد، أكدت وكالة “بلومبرغ”: ارتفاع أسعار الشحن الفوري للحاويات بنسبة 173بالمئة بسبب عمليات تحويل مسارات السفن في البحر الأحمر.
كما أعلن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور خلال المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي، أن “توقف مرور سفن الشحن في البحر الأحمر لمدة طويلة بفعل هجمات الحوثيين عليها، قد يؤثر بشكل كبير على عدد من اقتصادات الشرق الأوسط والتجارة العالمية”. وأوضح أن “أسعار حاويات الشحن ارتفعت وانخفضت أحجام التجارة في قناة السويس بعد هجوم الحوثيين الأول على السفن الشهر الفائت”.