حصاد اليوم- أكثر من 100 قتيل في انفجارين في ذكرى سليماني بعد ساعات من اغتيال العاروري ورفاقه في الضاحية
قبل أن يجف حبر بيانات الإدانة والاستنكار، بل حتى قبل أن تدفن حركة “حماس” شهداءها الذين سقطوا في عملية الضاحية، القيادي مصطفى العاروري ورفاقه الستة، اتجهت أصابع الاتهام الى إسرائيل بتنفيذها عملية تفجير مزدوجة بفارق دقائق استهدفت حشودًا كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال اللواء قاسم سليماني قرب مقبرة الشهداء في محافظة كرمان بجنوب إيران ما أسفر عن أكثر من مئة قتيل ونحو 150 جريحًا. ونقل التلفزيون الرسمي عن رحمن جلالي، نائب حاكم محافظة كرمان التي يتحدر منها سليماني، قوله إن الانفجارين “هجوم إرهابي”. وبينما لم تقدم السلطات الإيرانية تفاصيل بشأن التفجيرين، نقلت وكالة “تسنيم” عن مصادر مطلعة قولها إن “حقيبتين تحملان متفجرات انفجرتا” على الطريق المؤدي الى مسجد صاحب الزمان حيث المقبرة. وأضافت: أن “منفذي هذا الحادث قاموا على ما يبدو بالتفجير باستخدام جهاز تحكم عن بعد”. وفي أول رد فعل على العملية المزدوجة أكد المرشد الإيراني علي خامنئي “أن الرد على انفجاري كرمان سيكون قاسياً وجنود طريق قاسم سليماني لن يحتملوا الجريمة”.
وفي الذكرى الرابعة لاغتيال سليماني، أكد الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله أن “ما حصل بالامس في الضاحية خطير جدا وجريمة اغتيال القائد العاروري لن تبقى دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والايام والليالي.”
وقبل ساعات من عملية كرمان، وفي سياق ردود الفعل على عملية الضاحية، كان لافتًا، لا بل معبّرًا جدًا، ما صدر عن الحرس الثوري الإيراني الذي أعلن أن “اغتيال العاروري جريمة لن تجعل حسابات المقاومة تقع في خطأ استراتيجي”، ما يوحي بأن إسرائيل جادة في استدراج إيران الى الحرب وعدم الاكتفاء بمحاربة أذرعها في المنطقة، فيما تتمسك طهران بنظرية وحدة الساحات أو الحرب بالواسطة التي تنتهجها.
سخونة معتادة
ميدانيًا، وبالرغم من تصاعد المخاوف من ارتفاع وتيرة الحرب جنوبًا، حافظت الجبهات على سخونتها المعتادة بين قصف إسرائيلي وعمليات ل”حزب الله”، فيما قالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ”اليونيفيل” كانديس ارديل بعد اغتيال العاروري: “نشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق”. وأضافت: “نواصل مناشدة جميع الأطراف وقف إطلاق النار، وكذلك نناشد أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس”.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود، وذلك بعد اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يؤآف غالنت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس.
غارات وقصف
وأطلق الجيش الإسرائيلي النيران صباحاً من اسلحته الرشاشة الثقيلة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب، بإتجاه اطراف بلدة البستان وعيتا الشعب. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف الناقورة واللبونة. واغار الطيران الاسرائيلي على مركبا مستهدفا منزلا في الأطراف الشرقية للبلدة ما أدى الى سقوط 3 شهداء.
واستهدفت ثلاث غارات بواسطة مسيرة حي الرجم في عيتا الشعب، كما سجل عدد من الغارات على تلة الراهب، فيما شنت مسيرة اسرائيلية قرابة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم عدوانا جويا حيث استهدفت أحد المنازل في بلدة عيتا الشّعب واطلقت باتجاهه 3 صواريخ، ولم يفد عن وقوع أي إصابات.
وافيد عصرا عن استهداف بلدة عيتا الشعب بقصف مدفعي اسرائيلي، وسجلت 10 غارات اسرائيلية على أطراف اللبونة والناقورة، فيما اعلن الجيش الإسرائيلي انه هاجم “خلية مسلحة وبنية تحتية لحزب الله”.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة. كما استهدف موقع جل العلام، وتجمعا لجنود إسرائيليين في محيط موقع المالكية بصاروخ بركان. كما اعلن الحزب عصرا استهداف تجمعين لجنود العدو في محيط ثكنة زبدين وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة بصاروخ بركان والاسلحة الصاروخية. كما استهدف تجمعات للجنود الإسرائليين في محيط ثكنة دوفيف بدفعة صاروخية كبيرة، وفي موقع بياض بليدا بصاروخ بركان. واعلن الحزب لاحقا استهدافه مجددا تجمعات للعدو في محيط موقع رويسات العلم ب 4 صواريخ بركان.
ونعى “حزب الله” اليوم أربعة شهداء هم: محمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك في البقاع، وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني في جنوب لبنان، وعباس حسين ضاهر “مختار” من بلدة كفر رمان في جنوب لبنان، وحسن علي دقيق “سراج” من بلدة مركبا في جنوب لبنان.
جولة لقائد الجيش
وفي شأن متصل، حضرت التطورات الأمنية المتسارعة في جولة قائد الجيش العماد جوزيف عون التي بدأها صباحًا من الصرح البطريركي في بكركي حيث اجتمع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فقدم له التهاني بالعيد ثم عقد معه خلوة تناولا خلالها المستجدات الامنية في البلاد. بعد ذلك انتقل عون الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم الى السراي حيث أجرى محادثات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
المطارنة الموارنة
داخليًا، عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي برئاسة البطريرك الراعي، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع اصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، دعوا فيه “السادة النوّاب، تكرارًا، إلى الوفاء بالاستحقاق الدستوري المُلزِم والقاضي بانتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية، توفيرًا على البلاد مزيدًا من الإنهيارات ومن عدم الإستقرار”. كما عبّر المجتمعون عن “استنكارهم الشديد ما يتعرّض له قطاع غزة والضفة الغربية من تقتيلٍ وتدميرٍ وتنكيلٍ على يد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين”، داعين إلى “وقفٍ نهائي لإطلاق النار، تمهيدًا لبدءِ مفاوضاتٍ بين الأطراف المعنيين، على قاعدة حل الدولتين”. كما تخوّف الآباء من “مآل التصعيد الميداني في جنوب لبنان، وقد بلغ هذا التصعيد بالأمس الضاحية الجنوبيّة لبيروت”.
وذكِّر الآباء بأن “زيارة غبطته الى مدينة صور، إنما كانت للتضامن مع أهالي الجنوب في هذه المحنة، ولمُناشَدة المعنيين المحليين وأصدقاء لبنان في العالم الإسهام بفعاليةٍ في تنفيذ القرار 1701 الكفيل بردع إسرائيل عن اعتداءاتها، والضامن لإطارٍ واضح وسليم وفاع
قنبلة النازحين الموقوتة
كما إطلع الآباء “بقلقٍ شديد على واقع النازحين السوريين إلى لبنان، وما كشفت عنه عمليات الدهم والإعتقال، العسكرية والأمنية، من أسلحةٍ وذخائر نوعية في يد النازحين، بما يُشكِّل قنبلة موقوتة وتهديدًا حقيقيًّا للأمن ولسلامة اللبنانيين. ويُطالِبون المراجع الرسمية بالعمل الجاد والصارم من أجل ضبط هذا الواقع الحقير، وتدبُّر الرؤية والإجراءات السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى إراحة لبنان من هذا العبء الذي يتجاوز أمانه، ويمسّ في الصميم ديموغرافيته وتوازناته واقتصاده ومعيشة أبنائه”.
ودان الآباء “هذا التمادي المُتجنّي والمُعيب، بين الحين والآخر، في التعرُّض لرجال الدين المسيحيين الذين يُؤدّون واجبهم ويقومون بخدمتهم في الأراضي المُقدَّسة. ويُذكِّرون بأن لا حاجة لدى الأحبار اللبنانيين إلى تبريرِ أيٍّ من سلوكياتهم الروحية والوطنية والإنسانية، المستوحاة دومًا من تعاليم المُخلِّص، لا من انفعالات بشر”.
تقرير “المال والموازنة”
في الشأن الاقتصادي، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان الذي قال بعد الاجتماع إن اللجنة “تعمل على مكافحة ثغرات كبيرة في مشروع الحكومة للموازنة وتعديل الاعتمادات غير الواقعية”. وأضاف: “التقرير النهائي للجنة المال عن موازنة 2024 سيصدر الاسبوع المقبل لتتم الدعوة الى جلسة لمجلس النواب في اقرب فرصة”. وختم بالقول: “نكافح مشروع موازنة الحكومة الكارثي بتعديلات جوهرية”.