حصاد اليوم- رسالة عبر اليونيفل للمطالبين بال1701 وعطل في تلفريك جونيه يحاصر من فيه لساعات

حصاد اليوم- رسالة عبر اليونيفل للمطالبين بال1701 وعطل في تلفريك جونيه يحاصر من فيه لساعات

الكاتب: beirut 24
28 كانون الأول 2023

حماوة الجنوب المتدحرجة والتي كادت تبلغ الخط الأحمر، شهدت سخونة إضافية ولو باتجاه آخر، من خلال اعتداءين على قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، ما يوحي بمرحلة جديدة من التفلت الأمني على الحدود اللبنانية اللإسرائيلية. فبعد عام وأربعة عشر يومًا من الاعتداء المسلح على دورية لقوات الطوارئ الدولية في العاقبية في 14 كانون الأول 2022 والذي أدى الى مقتل الجندي الإيرلندي شون روني (22 عامًا) وجرح آخرين، تكرّر الاعتداء نفسه في بلدة الطيبة أمس حين هاجم شبان دورية ل “اليونيفل” سقط بنتيجتها جريح من جنود حفظة السلام، ثم تكرر المشهد نفسه اليوم في بلدة كفركلا من دون وقوع اصابات.

ورأى مراقبون أن من يقف وراء هذه الاعتداءات يريد منها توجيه رسائل معينة لقوات “اليونيفل” والدول المشاركة فيها، او عبرها لمن يعنيهم الأمر، وتحديدا اولئك المطالبين بتنفيذ القرار 1701 لتحييد لبنان من حرب مدمّرة مع إسرائيل.

إعتداءان على “اليونيفل”

في أي حال، بين تطورات الجنوب، وحادثة تلفريك جونية، توزع الاهتمام المحلي اليوم. ففي وقت استمر القصف الاسرائيلي للمناطق الحدودية، برزت اليوم مواجهات بين “الاهالي” وقوات “اليونيفل” التي أعلنت في بيان  أن “جندي حفظ سلام أصيب الليلة الماضية، بعد أن تعرضت دورية تابعة لها لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث”. واعتبرت أن “الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق”. ودعت “السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة”.

اما اليوم، فاعترضت مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا طريق دورية تابعة لـ”اليونيفل” من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديدية. وحل الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة. وأعلنت نائبة مدير مكتب “اليونيفل” الاعلامي كانديس ارديل في بيان ان “حوالي الساعة التاسعة صباحاً، تم اعتراض طريق جنود حفظ سلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي”. وأضافت “بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصل حفظة السلام طريقهم. إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة اليونيفل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان”.

غارات إسرائيلية

وسط هذه الاجواء، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي ظهرا غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء القطاع الشرقي تزامنا مع غارات جوية على منطقة الصالحاني بين راميا ومروحين في القطاع الغربي. وسقطت 4 قذائف مدفعية اسرائيلية بين دبل وحانين. وافيد عن إستهداف منزل كان استهدف أمس في حي المسيلح في عيتا الشعب بصاروخ أرض أرض. واعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان سلاح الجو شن هجوماً استباقياً جنوب لبنان واستهدف بنية تحتية ل”حزب الله”. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان الدفاعات الجوية اعترضت طائرة مسيرة أطلقها “حزب الله” من جنوب لبنان. ودوت صفارات الإنذار في يفتاح وراموت نفتالي والمالكية وديشون بالجليل الأعلى خشية تسلل مسيّرات لبنانية.

ميقاتي يستقبل كاميرون

في السياق، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في دارته وجرى عرض للعلاقات بين البلدين والوضع في جنوب لبنان وغزة. وفي خلال الاجتماع جدد رئيس الحكومة “المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان”، معتبرا “أن استمرار الاستفزازات الاسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الاوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل”.ودعا “الى ممارسة اقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان”. وكرر التأكيد “ان المدخل الى وقف الحرب في غزة يبدأ بوقف اطلاق النار ومن ثم الانتقال الى التفاوض الى حل على اساس الدولتين واعطاء الفلسطيننين حقوقهم”. وأكد” ان من شأن استمرار المساعدات البريطانية للجيش أن تدعم جهود المؤسسة العسكرية وعملها في هذا الظرف الصعب”.بدوره اعتبر كاميرون “إن تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم”.

.. ويتصل بكولونا

كما جرى اتصال بين رئيس الحكومة ووزير خارجية فرنسا كاترين كولونا عبّر خلاله رئيس الحكومة عن قلقه “لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع”. واعتبر ان “من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطال كل دول المنطقة”. وطلب “الضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها المتمادية”.

المطران الحاج يستنكر

في الغضون، إستنكر المطران موسى الحاج، “تعمّد جهات معروفة فبركة الأخبار الكاذبة والترويج لها”. وشدد على “وجوب عدم الرضوخ لحملات التخوين والترهيب التي تطاله، والإستعاضة عنها بالعمل على ما يخدم الكنيسة والأبرشيّة والمسيحيين في الأراضي المقدسة”. وأوضح أنّ وجوده في الأراضي المقدسة بصفته يمثل الفاتيكان والكنيسة، “المخولتين إبداء مشورتيهما بما يجب وما لا يجب عليه القيام به”، متوقفا عند “حريّة التصرّف المطلقة التي يتمتع بها في ظل إطاعته تعاليم وارشادات قداسة البابا فرنسيس وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي”. وأكد “عدم تلبيته الدعوة السنوية التي يوجهها المسؤولون الإسرائيليون لمعايدة ممثلي الكنائس في الأراضي المقدسة”، لافتا إلى أنّ البطاركة والأساقفة الذين لبوا الدعوة، “حملوا قضيتهم إلى المسؤولين الذين التقوهم، واستنكروا بوضوح الأعمال العسكرية التي تحصل في فلسطين”.

تعقيبا، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك عبر “اكس”: “حزب الله” يدفع إعلامه الى المسّ بكرامات مكوِّنات وطنية مؤسِّسة، عبر اتهام رجالاتها المدنيين والروحيين بالعمالة. المقصود من الهجمات، تبرير الاغتيال الجسدي بعد المعنوي وافتعال شروخ قد تفضي الى حرب تنسف الكيان اللبناني ودفع المكوِّنات الى الخضوع او الانفصال. المستفيد، اسرائيل وايران.

حادثة التلفريك

من جهة اخرى، أدّى عطل ميكانيكي في تلفريك جونية إلى اصطدام مقصورتين وتوقّف حركة الرحلات صعوداً ونزولاً، وعملت عناصر من الدفاع المدني على إجلاء الركاب القريبين من الأرض بواسطة الرافعات، فيما انتظر مواطنون عالقون داخل المقصورات في نقاط مختلفة التدخل لإنزالهم. وأكد أحد المساهمين في شركة “التلفريك” ناجي بولس، “إننا نقوم بالصيانة الدورية للكابلات والمقصورات وكل ما يتعلق بالتلفريك”، مشيرا الى ان “حتى الساعة لم يعرف سبب العطل الذي طرأ”، شاكرا الله على أنه “لا يوجد ضحايا، ونحن نسعى لمعرفة ما حصل كي لا يتكرر الامر”. وعملت فرق من الصليب الأحمر اللبناني على وضع خطة إنقاذ بالتعاون مع الدفاع المدني، فيما استمر عمل فرق الإغاثة بالتعاون مع الجيش الذي شاركت طوافاته في العملية حتى ساعة متأخرة.