حصاد اليوم- إسرائيل تستدرج “الحزب” إلى حرب مفتوحة والحكومة تحسم ملف التعيينات العسكرية بعد عطلة العيد
تحت ضغط الملفات العالقة والمتناسلة يوميًا، لم تسترح السياسة (ولم تُرِح) في عطلة الأعياد كما كان متوقعًا، فيما بقيت الملفات الكبرى في انتظار حلول علّها تأتي، كما دائمًا، من الخارج. وفي ظل المخاوف المتصاعدة من تدهور الوضع جنوبًا، استمر وميض التفاؤل بإمكانية بروز جديد في الملف الرئاسي خلال الأسابيع المقبلة، انطلاقًا من حركة موفدين مرتقبة الى لبنان للمساهمة في الحل، ما يوحي بأن الملف وضع في خانة الاهتمام الدولي حالياً، وأنّ إشارات تؤكد أنّ الوضع بات بأمسّ الحاجة لإجراء العملية الانتخابية.
وفي انتظار انطلاق صافرة التحرك الخارجي من “اللجنة الخماسية”، نقلت معلومات عن مصادر موفدين فرنسيين وقطريين أن الأرجحية باتت للمرشح الثالث. في الإطار نفسه ذكر مصدر مطلع على حركة بكركي ان السفير السعودي وليد البخاري وخلال زيارته الأخيرة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أبلغه بأن تحركا دوليا فعالا سوف يبدأ في شهر شباط في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية، ما ترك انطباعا ايجابيا لدى سيد بكركي وارتياحا لدور “اللجنة الخماسية” في الدفع باتجاه انجاز الاستحقاق الدستوري الأول في لبنان.
وفيما تشهد الساحة الداخلية تحركًا خجولًا مواكبًا للانطلاقة الخارجية، اعتبرت مصادر سياسية مواكبة لما يجري في الاطار الرئاسي، بأنّ المجلس النيابي المنقسم بقوة لن يتحرّك لانتخاب رئيس، إلا اذا اتت كلمة السر من الخارج. ورأت أنّ انتخاب الرئيس مرتبط بالوضع العسكري في الجنوب وغزة، اي بوقف المعارك وتهدئة الاجواء، معتبرة أنّ الانطلاق من مسألة التمديد لقائد الجيش يمكن البناء عليها، والتفاؤل بإمكانية انتخاب رئيس، اذا أتت الكلمة النهائية من الخارج.
مصير التعيينات العسكرية
وعلى خط المسائل العالقة حالياً، يبدو ملف التعيينات العسكرية الاكثر إثارة للانقسام، بعد المصالحة التي لم تدم سوى ساعات قليلة بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ووزير الدفاع موريس سليم. لكن الوساطات والمساعي مستمرة لحلحلة هذه المسألة والوصول الى توافق الشهر المقبل. إلا أن الواضح انّ كل الوساطات التي جرت الاسبوع الماضي، تبخّرت مع دخول المرجعية السياسية للوزير سليم على الخط، ونسف المصالحة وأرجاعها الى نقطة الصفر.
لكن ايا يكن تموضع سليم، تشير مصادر سياسية الى ان قرار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ومعظم القوى الوزارية، بات شبه مبرم بانجاز هذه التعيينات. ففي حال رضي سليم واقترح أسماء، كان به. أما اذا بقي على تصلّبه، فإن مجلس الوزراء سيقوم بالتعيين نيابة عنه. ووفق المصادر، فإن ميقاتي لا يزال يمهل سليم وقتا حتى يعدل موقفه، ويكون مشاركا في التعيين. الا انه لن ينتظر طويلا، وسط دفع داخلي قوي لاكمال عقد المجلس العسكري بما يعزز قوة واستقرار وفاعلية المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الأمنية الدقيقة التي يمر فيها لبنان والمنطقة في هذه المرحلة.
مولوي زار عودة
داخليًا أيضًا، إستقبل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة اليوم، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي الذي قال بعد اللقاء: “نشدّد كما شدّد المطران عودة على إبعاد لبنان عن الحرب، ونؤكد على ضرورة انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن وضرورة تحمّل السياسيين لمسؤولياتهم”.
اجتماع تربوي في بكركي
وفي إطار الأزمة التربوية المستجدّة والمساعي لمعالجتها، ترأس البطريرك الراعي في بكركي، اجتماعا تربويا حول القانون المقر بتاريخ 15 كانون الاول 2023 بمشاركة وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال القاضي الدكتور عباس الحلبي، والنائب سليم الصايغ عن لجنة التربية النيابية، ومسؤولين تربويين.
وقال الحلبي بعد الاجتماع: “تبادلنا الرأي حول القانون الذي صدر أخيراً بشأن الموازنة المدرسية في المدارس الخاصة لأنّه كان سبباً لإعلان الإضراب وقد عرض كلّ ممثل من أفراد الهيئة التعليمية وجهة نظره، فتبيّن أن هناك نقصاً فيه”. اضاف: “اتفقنا على تشكيل لجنة برئاستي ومؤلفة من كل عناصر الجسم التربوي، دُعيت إلى الاجتماع غداً عند العاشرة صباحاً في مكتب الوزير، وقد أعطيت مهلة حتى الثامن من كانون الثاني المقبل لاقتراح الآليات وسدّ الثغرات كي تقدّم مقترحاتها وعندها يتقرّر ما هي الخطوة التالية”. واكد كل “الحرص على استئناف التعليم في المدارس والمؤسسات الخاصة بعد انتهاء عطلة الأعياد”.
إسرائيل تستدرج “الحزب”
ميدانيًا، وفيما تشهد جبهة الجنوب منذ أيام تصعيداً عسكرياً واضحاً، يتخوّف محللون من أن يكون بمثابة إشارات قد تسبق أو تمهّد لتوسيع الحرب على لبنان، ويرون أن الإسرائيليين لا يتجنبون التصعيد وربما يحاولون استدراج “حزب الله” لرد كبير يبرر فتح الحرب من جانبهم، خاصة وأن تقارير عدة كانت تحدثت عن وجود فريق داخل حكومة الحرب الإسرائيلية يريد فتح الجبهة الشمالية ولكن الضغط الأميركي يحول دون ذلك.
في الأثناء، يتواصل القصف الإسرائيلي على الجنوب، بوتيرة عنيفة، إذ تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي منذ الصباح. وتمّ استهداف منزل في بلدة كفركلا بقذيفة اطلقتها دبابة “ميركافا” فجر اليوم، كما تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب ووادي حامول في الناقورة واطراف بلدات الجبين وطيرحرفا ويارين لقصف مدفعي.
ونفذت مسيّرة اسرائيلية غارة استهدفت المنطقة الواقعة ما بين الضهيرة وطيرحرفا، فيما استهدفت غارة إسرائيلية جبل بلاط بين بلدتي رامية ومروحين.
الى ذلك، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه “تم اعتراض مسيّرة إيرانية الصنع أطلقت من العراق فوق البحر المتوسط قبالة سواحل بيروت”. كما لم يغب الطيران الحربي الإسرائيليّ عن سماء لبنان، إذ سُجل تحليق معاد على علو متوسط فوق بيروت وجبل لبنان وعدد من المناطق اللبنانية، وعلى علو منخفض في أجواء صيدا والزهراني.
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنّه استهدف تموضعًا قياديًا مستحدثًا للعدو الإسرائيلي في محيط الموقع البحري بالأسلحة المناسبة. كما استهدف خيمة لقوة خاصة في جيش العدو جنوب موقع الضهيرة بالصواريخ الموجّهة، وكذلك موقع حدب البستان، وموقع خربة ماعر. كما نفذ هجوماً مشتركاً بالمسيرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمعات جنود العدو الإسرائيلي المستحدثة وآلياته خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأوقع فيها إصابات مؤكدة.
مجزرة بنت جبيل
وكانت مدينة بنت جبيل قد استفاقت اليوم على مجزرة إرتكبتها إسرائيل ليلا واستشهد بنتيجتها 3 من أبناء المدينة وجرح رابع. وفي التفاصيل، أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية قبيل منتصف الليل على منزل من آل بزي في حي الدورة وسط مدينة بنت جبيل، ودمرته، فهرعت الى المكان فرق الإسعاف وعملت على البحث تحت الركام طوال ساعات الليل، حتى تمكنت من انتشال جثامين كل من الشاب علي بزي وشقيقه ابراهيم بزي وزوجة ابراهيم شروق حمود، بالاضافة الى جريح من آل بزي. وكان الشهيد ابراهيم بزي حضر الى لبنان منذ ايام من استراليا حيث يقيم منذ أعوام، ليصطحب زوجته شروق للاستقرار في استراليا. وهذه هي المرة الأولى منذ بدء الحرب التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي عُمق مدينة بنت جبيل.