اللّغة القبطية تساهم في معرفة أسرار الهيروغليفيّة
أرسل العالم الفرنسيّ جان-فرانسوا شامبليون رسالة إلى شقيقه الأكبر جاك-جوزيف عام 1809، قال فيها: “أنا متفرّغ تمامًا للغّة القبطية، أوّد أن تكون درايتي بهذه اللّغة كالفرنسيّة لأنَّ عملي الضخم في البرديات المصريّة سيقوم على أساسها”.
أوضح شامبليون في رسالته بإيجاز شديد دعائم مشروعه العلميّ لكشف أسرار الكتابة المصريّة القديمة “الهيروغليفية”، اعتمادًا على اللّغة القبطية، لفكّ ما استعصى عنه علماء اللّغة لقرون، لتبوح أطلال مصر الصامتة بأسرار إحدى أقدم الحضارات التي عرفتها الإنسانيّة.
وتعتبر النصوص المصرية القديمة والنصوص القبطية نافذة على تاريخ مصر القديم وحضارتها، إذ تمدّنا اللّغة المصريّة بجميع مراحلها بمعارف دقيقة عن الفكر المصريّ خلال عصوره المختلفة والذي تميّز بالتطوّر والإستمرارية على نحو جعل مصر خارج إطار عصور ما قبل التاريخ الحجرية، متقدّمةً على بقية الشعوب القديمة.
وكُتبت اللّغة المصريّة القديمة على مدى تاريخها الطويل بأربعة خطوط، ثلاثة خطوط من أصل واحد: الهيروغليفيّ، الهيراطيقيّ والديموطيقيّ وتستخدم طريقة تصويريّة في الكتابة.
أمّا الخطّ الرابع فهو الخطّ القبطيّ ويستخدم طريقة الحروف الأبجدية في الكتابة ولا ينتمي إلى الأصل السابق بل هو خليط من الحروف اليونانيّة القديمة مع تطويع بعض العلامات الصوتيّة من الخطّ الديموطيقيّ.