حصاد اليوم- “وقف النار” بين السراي واليرزة صمد لساعات وميقاتي يتهم “أحدًا ما” بالإيعاز لسليم بتغيير مواقفه

حصاد اليوم- “وقف النار” بين السراي واليرزة صمد لساعات وميقاتي يتهم “أحدًا ما” بالإيعاز لسليم بتغيير مواقفه

الكاتب: beirut 24
22 كانون الأول 2023

كما كان متوقعًا، لم تدم وساطة “حزب الله” بين السراي واليرزة أكثر من ساعات معدودات، بعد دخول ميرنا الشالوحي على الخط متشبثةً بنهج العرقلة الذي اعتمدته منذ سنوات، ويبدو أنها مصمّمة على التمسك به. فقد استغرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، ما صدر عن وزير الدفاع موريس سليم، وقال: “إجتماعنا أمس بدأ متوتراً وانتهى ودّياً وحضره شهود، ولكن اتضح لنا أن هناك من أوعز له بتغيير مواقفه وآراءه”، مؤكداً أنّ “الجيش اللبناني هو لجميع اللبنانيين وأداؤه يثبت ذلك، ونتيجة التمديد لقائد الجيش كانت جيّدة عبر تأمين الاستقرار للمؤسسة العسكرية”. ورأى ميقاتي أنّ “الحلّ في الجنوب يكون بتنفيذ القرارات الدولية شرط التزام العدو الإسرائيلي بالانحساب من المناطق اللبنانية المحتلة”، لافتاً الى ان “الراعي شدد على أن المعالجة الاساسية تبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية، فكان ردّ ميقاتي التأكيد على أن الهدف في الحكومة لم يكن يوماً أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية بل متابعة شؤون المواطنين”. وجدد رئيس الحكومة تأكيده، أن “معالجة المشاكل تبدأ بانتخاب رئيس، خصوصاً وأن المؤشرات تدلّ على إعادة انطلاق البلد نحو عافيته”.
من جهته، رأى البطريرك الراعي انه من الضروري التحلّي بنعمة الصبر في ظل الأخبار التي تطالعنا يومياً، وتكبر ككتلة الثلج.

نُسِف الاتفاق

وكان سليم قد علق على لقاء السراي في تصريح صحافي مساء امس قائلًا: “لا شيء بيني وبين الرئيس ميقاتي على صعيد شخصي واللقاء حصل بناء على رغبته. هذا ما أبلغني به صديقي وزير الثقافة محمد وسام مرتضى عندما زارني الاربعاء ونقل لي رغبة رئيس الحكومة بلقائي، وسألني اذا كنت مستعداً لتلبية الدعوة؟ فأبلغته انني وزير دفاع في حكومة يترأسها ميقاتي وبالتأكيد لا أمانع. وهكذا كان. وتوجهتُ الى السراي واستقبلني بالسلام والقبلات كعادته، وشرحتُ له وجهة نظري من كل ما حصل وأين وقع الخطأ في الرسالة التي وجّهها لي”.

ونفى سليم ان يكون قد أسف لميقاتي كما ورد في البيان الصادر عن السراي، موضحا انه تأسّف على الطريقة التي تم فيها التعاطي معه، ولم يعتذر لأنه “غير مذنب”. وكشف انه اتفق مع ميقاتي، الذي طلب منه اقتراح اسماء للتعيين لثلاثة مواقع من بينها رئيس الاركان، على ان يبلغه قراره في هذا الشأن قبل 15 كانون الثاني، على رغم انه غير مقتنع بهذا التعيين بعد التمديد لقائد الجيش. وأوضح: “خرجتُ على هذا الاساس، لكن بعد صدور بيان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اتصلتُ بمستشاره وقلت له انه من المعيب القول إنّ مرتضى اصطحبني وكأني طفل صغير، ثم أنا لم أعتذر. وطلبتُ منه إبلاغ الرئيس ميقاتي أنه نَسف الاتفاق، ولينسَ عنواني”.

سحابة ماطرة

راعي وقف النار الفاشل سارع الى التدخل، فزار مرتضى السراي حيث التقى ميقاتي وأصدر بيانًا جاء فيه: “رئيس الحكومة حامل الجمر بيمناه وأمل الإنقاذ بيسراه، ووزير الدفاع المشهود له بالمناقبية والإخلاص كان لقاؤهما بالأمس في الدرجة العليا من التفاهم والحرص على المصلحة الوطنية وعلى المؤسسة العسكرية وانتظام عملها لا سيما في هذه الظروف الإستثنائية التي تمر فيها البلاد والمنطقة. وهذا، معطوفا على الأجواء الإيجابية بل الأكثر من ممتازة التي سادت لقاء الأمس، التي عبر فيها معالي الوزير سليم عن حرصه على علاقة الإحترام المتبادل وعن تقديره الشخصي للرئيس ميقاتي واحترامه له ولمقام رئاسة مجلس الوزراء، تجعل من كلام اعلامي اليوم مجرد سحابة من سحائب هذه الأيام الماطرة، سرعان ما يجلوها الصحو. وكل كلام آخر لا يعدو أن يكون محاولة للصيد في الماء العكر من غير الراغبين بأن تسود البلاد أجواء وئام وتعاون”.

التعيين مسهّل

في الشأن الوزاري – العسكري أيضا، وحده وزير الإعلام زياد مكاري مشى بعكس المعطيات السياسية السائدة، فكشف أنّ الأمور أصبحت شبه مسهّلة بشأن تعيين رئيس للاركان، متوقعاً ملء شغور المركز بعد عطلة الأعياد. وفي هذا الاطار، أكّد مكاري أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط سيزور رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مطلع الأسبوع المقبل لتسهيل هذا التعيين.

ما كُتب قد كُتب

وفي شأن متصل، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب غسان سكاف في عين التينة وبحث معه في الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والتطورات الميدانية وفي وشؤون تشريعية. وقال سكاف بعد اللقاء:”الرئيس بري طبعا كان وما زال صمام أمان للبلد، وهنأته على حسه الوطني وإدارته بحنكة لجلسة التمديد لقائد الجيش، وبالطريقة التي تمت استطاع ان ينزع صاعق تفجير لا سمح الله للمؤسسة العسكرية. وهنا نقول لمن يحضر للطعن أو لما تم الإتفاق عليه أو التصويت عليه من تمديد لقادة الأجهزة الامنية، عليه أن يعرف أن ما كتب قد كتب وأن تضييع الوقت ليس من مصلحة أحد”.

القصف يتواصل

في تطورات الجنوب، يتواصل القصف الاسرائيلي للبلدات الحدودية، ولا يعرف استراحة. فقد شنت طائرات اسرائيلية صباح اليوم غارات على جل  العلم في خراج  الناقورة ومنطقة اللبونة. كما استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف عيتا الشعب وراميا والقوزح وبيت ليف وجبل بلاط قرب مروحين، بالاضافة إلى أطراف طيرحرفا ومنطقة حامول في القطاع الغربي. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أيضًا اطراف حولا – وادي الدلافة من الجهة الجنوبية للبلدة.

وفيما اطلقت دبابة “ميركافا”  قذيفتين على محيط بلدة العديسة، شنت المقاتلات الحربية قرابة الرابعة الا ثلثا من عصر اليوم غارة جوية استهدفت اطراف بلدة عيتا الشعب.

من جهته، أعلن “حزب الله” عن استهداف تجمعات لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة شوميرا، وقوة مشاة إسرائيلية في محيط موقع المطلة، وتجمّعاً لضباط وجنود العدو ‏الإسرائيلي في إيفن مناحم، وتجمّعاً ‏لجنود العدو وآلياته في محيط موقع المنارة.

من جانبه، اعلن الجيش الإسرائيلي “اننا قصفنا مواقع عسكرية وبنى تحتية لحزب الله بعد إطلاق قذائف من لبنان على البلدات الحدودية”. كما أفيد من الجانب الاسرائيلي بأن صواريخ اطلقت من لبنان إلى الجليل الغربيّ، كما أفيد عن سقوط صاروخ قرب نهاريا. وافيد عن إطلاق 6 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى.

الى ذلك، نعى “حزب الله” اليوم الشهيد حسين علي عزالدين من بلدة معروب، والشهيد عبد العزيز علي مسلماني من بلدة الشعيتية.

أنفاق “الحزب”

ميدانيًا أيضًا، كان لافتًا اليوم ما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” من تخوّف سكان المستوطنات الشمالية في إسرائيل، من وجود أنفاق حدودية لـ”حزب الله”، حيث حذّروا منذ سنوات من سماعهم أصوات حفريات تحت منازلهم. ونقلت الصحيفة عن الباحث في معهد “عالما” للدراسات الأمنية في الجليل طال بيئيري قوله: “هذه ليست فقط شبكة أنفاق هجومية محلية وبنية تحتية في القرى أو في مناطق مجاورة لها، وإنما هي شبكة أنفاق بين المناطق بطول عشرات الكيلومترات، وهي تمتد وتوصل بين منطقة بيروت والبقاع وجنوب لبنان حتى الحدود الإسرائيلية”.

من جانبه، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي خلال جولة عند الحدود: “لن نعود إلى الوضع الذي كان سائداً هنا من قبل، والجيش يستعد للقتال في لبنان، بهدف دفع “حزب الله” بعيداً عن الحدود والسماح بعودة سكان البلدات الحدودية إليها”.